الكباشي فى مالي والنيجر .. أعادة ترتيب الأوراق
تقرير _ محمد جمال قندول
ثمة تحركات من قيادات الدولة تنشط لترتيب أوراق العلاقات الخارجية خاصة وان الكثير من المياه جرت تحت جسر هذا الملف الشائك، وليس ببعيد تورط قوي إقليمية ودولية في الحرب الدائرة بالبلاد لما يزيد عن العام ودعمها المكشوف لمليشيا الدعم السريع.
واستكمالا لسلسة الجهود المبذولة من الدولة توجه أمس الاثنين عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إلى دولتي النيجر ومالي فى زيارة رسمية تستغرق عدة أيام .
المحطة الأولى
ووصل الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إلي باماكو عاصمة جمهورية مالي في زيارة رسمية، يرافقه وزير الدفاع الفريق الركن يس إبراهيم يس،
ويحمل سيادته رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى رئيس الفترة الانتقالية في دولة مالي عاصيمي غويتا تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين حيث كان في استقباله بمطار باماكو الدولي كل من وزير الخارجية عبدالله ديوب ووزير الدفاع تامو كامارا.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة الانتباهة بخاري بشير بأن زيارة عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام الفريق أول شمس الدين كباشي إلى كل من دولتي مالي والنيجر، تعتبر من الزيارات المهمة لجهة أنها تأتي في ظرف دقيق يمر به السودان
ويواصل بخاري في معرض تعليقه ويشير الي أن السودان يواجه حربا شرسة بعد تمرد قوات الدعم السريع، سرعان ما تحولت إلى ما يشبه الغزو الاجنبي، ومشاركة عدد من الدول بالاسناد والدعم بالمقاتلين والعتاد، وان هذه الدول دول جارة للسودان وفتحت حدودها لدخول المساعدات لمتمردي الدعم السريع.
وتابع الكاتب والمحلل السياسي بخاري بشير بأن ذهاب الفريق أول كباشي إلى النيجر ومالي برفقة وزير الدفاع السوداني يس ابراهيم ، سيضع عدد من الملفات على طاولة النقاش مع هذه الدول، وهو أمر ضروري يقود لمحاصرة التمرد، وإقناع هذه الدول ببناء علاقات جوار تحقق مصالح جميع الأطراف.
ويضيف بخاري : أيضا في ظني ستكون ملفات السيارات والمتعلقات السودانية المنهوبة حاضرة في هذه الزيارة لجهة أن كثير من هذه المنهوبات دخلت لتلك الدول، وهي فرصة سانحة لفتحها من السلطات هناك وتفعيل القوانين الدولية، وأضاف قائلا : مهما يكن من أمر تظل زيارة الفريق شمس الدين كباشي برفقة وزير الدفاع إلى كل من مالي والنيجر من الزيارات التي لها بعدها خاصة وأن الوفد السوداني سيعقد مباحثات من المسؤولين في كلا الدولتين، ما سينعكس إيجابا في تجفيف منابع المرتزقة أو المقاتلين الذين يعتمد عليهم الدعم السريع في حربه ضد الدولة السودانية.
حصار التمرد
وبرز اسم النيجر ومالي بشكل علني في هذه الحرب، بسبب الاراضي المفتوحة بينها وولايات دارفور في الحدود الغربية السودانية، وبات واضحا أن الحكومة السودانية بدأت في حصار تمرد خارجيا في مكان حواضنه الاجتماعية ، بعد أن نجحت إلى حد كبير في محاصرته داخليا في كافة محاور القتال.
وينتظر أن يستعرض عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي خلال الزيارة مباحثات مع قادة تلك الدول ملفات تتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وتطورات الحرب الدائرة الآن وتأثيرها على المحيط الاقليمي والدولي.
ويري مراقبون ان زيارة الكباشي تأتي في ظل ظروف استثنائية وقد تلعب دورا مهما في ترتيب المشهد الاقليمي وتحييد دول ظل اسمها يتردد كل ما ذكر التمرد على غرار مالي النيجر والأخيرة أطل اسمها بقوة في بواكير التمرد حينما اتى مرتزقة قادمين منها فضلا عن المنهوبات التي كانت وجهتها النيجر.
وينتظر أن يختتم الفريق أول شمس الدين كباشي زيارته الى مالي اليوم على ان يبتدر زيارته غدا للنيجر
وتتزامن الزيارات مع رحلات ماكوكية لقيادات الدولة بالخارج حيث يزور نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار موسكو هذه الأيام.