مؤتمر القاهرة.. ارادة السلام ومخاوف الانقسام
الكرامة: هبة محمود
عقب أعلان الخارجية المصرية الثلاثاء الماضي، ترتيب مصر لاستضافة مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية، نهاية يونيو الجاري، لبحث وقف الحرب، أعلن امس الاول رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” د. عبدالله حمدوك، ترحيبه بالدعوة المصرية.
وفيما يأتي ترحيب حمدوك على اعتبار أن تنسيقية تقدم إحدى القوى السياسية المدنية في السودان، تتسع بدورها رقعة التساؤلات حول إمكانية نجاح الدعوة في ظل حالة الانقسام السياسي وتباين المواقف بين ذات القوى حول الجيش ومليشيا الدعم السريع.
اختلاف
تباينات كثيرة في المواقف السياسية كشفت عنها الدعوة المصرية، وحول إمكانية التوصل لتوافق سياسي، بشأن الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل من العام الماضي.
وفيما رحبت قوى سياسية بالدعوة واعتبرتها فرصة لاحداث توافق وطني كبير، كون ان مصر دولة ذات وزن إقليمي، مع تضاعف فرص نجاح الدعوة، ترى بالمقابل قوى أخرى ان اي دعوة لحوار سوداني جامع يجب أن يكون داخل الأراضي السودانية، و ليس خارجها.
وينظر متابعون في ذات الوقت وبعيدا عن جدلية إمكانية احداث الدعوة اختراق ام لا، في الملف السوداني، بكل تعقيداته، إلى أن مصر تبحث عن دور مهم في القضية السودانية لاعتبار ان ما يحدث في السودان يعتبر مهدد أمني لها بعد فشل عدة مبادرات في إعادة الجيش و المليشيا إلى طاولة مفاوضات منبر جدة مجددا.
فرص فشل ونجاح
ويشدد مختصون سياسيون على ضرورة توافق القوى السياسية، من أجل مصلحة السودان، والتنازل عن المواقف السابقة.
ويعتبر المحلل السياسي “الطيب محمد” ان توافق القوى السياسية يعتبر امر عصي بعض الشئ، وذلك من واقع الاختلاف الكبير في الروئ الواضحة والمعلنة.
ويذهب في حديثه ل “الكرامة” إلى أن مواقف تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية واضحة وكذا الكتلة الديمقراطية وبقية القوى الأخرى والحركات المسلحة، حول قضية الجيش و المليشيا، ومحاولة إيجاد سلام، حيث تصر تنسيقية تقدم على المساواة بين الجيش والدعم السريع واعتبارهما طرفي نزاع، فيما ترفض بقية الكتل السياسية او معظمها عودة الدعم السريع.
وتابع: من خلال هذا الاختلاف تتبين فرص فشل او نجاح الدعوة المصرية، مع حظوظ قليلة للنجاح.
الجيش .. حسم
ومن واقع المشهد العام يعتقد كثيرون ان الجيش قد حسم امر المفاوضات مع مليشيا الدعم السريع الا بتنفيذ مخرجات منبر جدة، الامر الذي ترفضه المليشيا والذراع السياسي لها، فيما ترفض مجموعات وقوى سياسية موالية للجيش التفاوض وإستخدام الحل العسكري.
كما يتبين من واقع الحال ايضا ان الحل العسكري أصبح هو لغة الخطاب، خاصة في ظل فشل ان جميع المساعي والنداءات الدولية لإيقاف الحرب.
ويعتقد مراقبون ان الجيش يمتلك الان زمام الامر من ناحية عسكرية وسياسية، حيث الأوضاع على الأرض تمضي لصالح الجيش، وذلك بالتزامن مع تحركات وتحالفات سياسية مع روسيا وايران، أحدثت وستحدث تغييرا على أرض الواقع، ما يضعف حظوظ نجاح الدعوة..
ترحيب.. تقدم
والأحد أكد حمدوك في تصريح نشرته صفحة تنسيقية تقدم على فيسبوك، ترحيب التنسيقية بكل المبادرات والمساعي الإقليمية والدولية الهادفة لإنهاء معاناة الشعب السوداني بوقف الحرب وتحقيق السلام والوصول لحكم مدني ديمقراطي مستدام ودائم.
وأضاف أنه تم الاتصال بتنسيقية تقدم بشأن الدعوة المصرية، وسنتواصل مع الأشقاء في جمهورية مصر حول هذه المبادرة والتفاصيل المرتبطة بها”.
والثلاثاء الماضي اعلنت وزارة الخارجية المصرية ترتيب مصر لاستضافة مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية، نهاية يونيو الجاري.
وقالت الوزارة إن استضافتها للمؤتمر تأتي في إطار حرصها على بذل كافة الجهود الممكنة لمساعدة السودان على تجاوز الأزمة التي يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني، وأمن واستقرار المنطقة، لا سيما دول جوار السودان.
مفاتيح
وفي الاثناء يعتقد كثيرون ان مصر تمتلك مفاتيح عدد من القوى السياسية السودانية، وذلك من واقع علاقات طيبة تربطها بتلك القوى، وهو ما يدعم فرص امكانيتها أحداث اختراق.
غير ان البعض ينظر إلى أن طلب الخارجية السودانية من مصر، عبر بيان ترحيب، بضرورة تحديد الشركاء الإقليميين والدولييين، في الدعوة مع ابداءها رفض مشاركة الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، و داعمي مليشيا الدعم السريع، يعتبر عقبة كؤود وحجر عثرة في طريق الدعوة
كما أن تمسك الخارجية السودانية بمشاركة المقاومة الشعبية في المؤتمر، وهي مقاومة يعتبرها كثيرون خاصة الموالون للمليشيا من صنيعة فلول النظام، امر يقف في طريق تمكن الدعوة من أحداث اختراق خاصة في ظل تباين المواقف والروئ.
إرادة وطنية
وبحسب المحلل السياسي محجوب محمد الذى تحدث ( للكرامة) فان فرص حظوظ نجاح الدعوة مرتبطة باعلاء القيمة الوطنية والعزيمة والإرادة القوية للتكاتف والخروج بالبلاد من الأزمة التي تمر بها عبر الرهان على الحل الداخلي.