مدفعية عقار.. رسائل حارقة في بريد واشنطن..!!
- تساؤلات حول انعاكسات موقف السودان من منبر جدة وتأثيره علي التفاوض
- تصريحات عقار جاءت متطابقة مع موقف الراي العام الرافص للمفاوضات مع المليشيا
- واشنطن تعاملت مع السودان باستعلاء لا يتناسب مع المتعارف عليه في العلاقات بين الدول
تقرير _ محمد جمال قندول
رفضت الحكومة السودانية الذهاب لمنبر جدة وجاء ذلك علي لسان نائب رئيس مجلس السيادة الجنرال مالك عقار والذي قطع بعدم ذهابهم لجدة مصوبا مدفعية ثقيلة علي موقف واشنطن، وحظيت تصريحات عقار أمس (الاربعاء) خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الصلح المجتمعي والسلام الدائم الذي نظمته مفوضية السلام بمقر أمانة ولاية البحر الأحمر باهتمام شعبي واسع ورسمت تساؤلات حول انعاكسات موقف السودان من منبر جدة وتأثيره علي العملية التفاوضية
بر الأمان
نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي مالك عقار اير أكد خلال مخاطبته فعاليات مؤتمر الصلح المجتمعي أن القوات المسلحة هي الوحيدة المؤهلة لتحقيق السلام والاستقرار بالبلاد واستنكر عقار دعوة وزير الخارجية الأمريكي للعودة الي منبر جدة للتفاوض وقال بان الحكومة لن تذهب الي جدة وزاد بالقول : من يريد ذلك فعليه ان يقتلنا في بلدنا ويحمل رفاتنا إلى جدة ، وأردف : (عشان ما يجوا ناس الميديا يبلبصوا بان الدولة وافقت، اسمعوها مني أنا الرجل الثاني في الدولة، السودان لم يوافق على الذهاب إلى جدة ولن نوافق، ليس لاننا لا نريد السلام، بل لان السلام لابد ان تكون له مرتكزات).
تحرير الجزيرة
وكان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان قد تلقي اتصالا من وزير الخارجية الأمريكي بلينكن استعرضا خلاله الحاجة إلى إنهاء الصراع في السودان بشكل عاجل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق بما في ذلك عبر الحدود والممرات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.
ويري مراقبون أن تصريحات عقار جاءت متطابقة للراي العام والذي يرفض الذهاب لمنبر جدة دون تحسين الموقف العملياتي وتحرير ولاية الجزيرة ويقول الخبير والمحلل السياسي د. موسي الزين بان تصريحات الرجل الثاني بالدولة كانت موفقة ومهمة لجهة ان أمريكا دولة لا تعترف الا بالاقوياء وتابع دَ.موسي في معرض تعليقه أن الحكومة لن تعاود الكرة لجدة لجهة ان المليشيا لم تلتزم سابقا بما طرح بالمنبر مضيفا أن كل المؤشرات علي الارض تقول بان الجيش لن يتواجد بالمملكة دون تحرير الجزيرة ومصفاة الجيلي علي الاقل.
أرض أمريكية
حديث نائب رئيس مجلس السيادة أمس كان محل اهتمام الراي العام وكان ذلك واضحا من خلال التداول الكثيف لافادات مقتطعة من حديثه في مؤتمر الصلح المجتمعي خاصة تعليقه علي تمرد المليشيا حينما قال أن الحرب الجارية الان بذورها وجذورها سودانية ، زرعت في أرض أمريكية وقُدّمت في الاتحاد الأوروبي ووُجّهت بأيدي عاملة من دولة الإمارات العربية نحو السودان، مشيرا الي أن العالم الذي اعد لهذه الحرب لا يريد للسودان سيادةً علي أراضيه بثرواتها المختلفة.
ويري خبراء سياسيون بان تصريحات عقار مطلوبة في هذا التوقيت خاصة وان واشنطن تعاملت مع السودان باستعلاء لا تتناسب مع الأطر الدبلوماسية والمتعارف عليه في العلاقات بين الدول الامر الذي يعد انتقاصا للسيادة الوطنية
وبحسب الخبراء فان رد فعل الحكومة كان متوقعا بسبب الرفض الشعبي للتفاوض مع المليشيا وبالنظر لمواقفها الداعية لتنفيذ مقررات منبر جدة دون الدخول باي تفاوض جديد.