من ياتو ناحية.. أيّها الفارس .. لقد ملأت كل النواحي
من ياتو ناحية.. أيّها الفارس .. لقد ملأت كل النواحي
بقلم: د. الشفيع البدوي
لم تترك ناحية واحدة لم تسدّها يا بطل؛ لقد ملأت كل النواحي؛ من ناحية بسالة كنت باسلا ومناضلاً جسوراً ومن ناحية القيادة فانت القائد الهمام وبدر التمام ومن ناحية ( الرجالة)فقد كمّلتها ولحّقتها حدّها) ؛ حيث كان سهمك أعلى وأسمى في بورصة الوطنية ومتجاوزاً في سباق حب الأرض؛ لم تترك ناحية إلّا ملأتها وسددتها؛
عشت بطلاً ومتّ بطلاً؛ حيث كنت متّسقاً مع أقوالك وأفعالك؛ ضارباً المثل الأعلى في مقولة “كن ما تقل” لم تتماهى ولم تتهاون ولم تتغاضى وحقاً كنت ما قلت؛ ونلت ما تريد وحقّقت ما تصبو إليه؛ فكانت الشهادة التي أردتها وعملت لأجلها..
وقفت مع الثوّار وقفة رجولة غير آبه لما يحدث من تبعات؛ أقدمت على فعل ذلك رغم علمك بنتائجه لأنّ همّك الأوّل هو أن تقف خلف شعبك حامياً ومؤازراً؛ راكلاً بمنصبك ورتبتك وكل أمور الدنيا هذه وراء ظهرك؛ لك الله أيّها الصنديد ..
تمرّد قائد الجنجويد ووجّه سهامه وسلاحه على المواطن، فظهرت على السطح ماداً يدك داعماً وسانداً للجيش ومقدّماً نفسك فداءً للشعب وحامياً له؛ رامياً بكل المرارات السابقة ورائك؛ وعندما لم يستجب القادة لك، التحقت بالمستنفرين؛ قدت الشباب ورفعت الحماس وثبّتّ النفوس بكلماتك القويّة وعباراتك الوفيّة التي ستظل حاضرة في قلوب الشعب الذي يقدّر أبطاله “ويشيلهم في عيونه”
لم يكن همّك الدنياً ولا لعاعتها بل كان همّك كلّه الدفاع عن وطنك وشعبك بكل قوّة وعزيمة؛ تخرج الكلمات منك صادقة والعبارات بارعة وحاسمة؛ قوة قلب وحمرة عين؛ كنت هكذا في كل حالاتك؛ حتّى في أصعب المواقف التي تعرّضت لها؛ لم تتزحزح ولم تتلجلج؛ تدافع عن رأيك وموقفك وعلى استعداد لدفع فاتورة ذلك ؛ ولقد دفعتها أيّها البطل؛ وبإذن الله سيكون ثمنها الجنّة..
الجنجويدي الذي يستجوب باستفزاز ويسائل بحقارة لم ينل منك ما أراد وقد خاب ظنه وباءت نواياه بالفشل؛ فقد هزمته بردك القاسي “من ياتو ناحية” ولم يجد ناحية ينزوي فيها، فكان ردّهم التصفية والغدر وهو ديدن من لا يراعون أخلاق الحرب ولا يعلمون شيئاً عن معاملة الأسير والاعزل؛ فمن بديهيات الحرب أن تقاتل متى ما قوتلت ولكن متى ما استسلم المقاتل أو تم أسره أن يعامل وفق قوانين الحربً؛ ولكن هؤلاء يتلذذون بالقتل ويتباهون بالغدر ويتفاخرون بإذلال الرجال وفيديوهاتهم في ذلك مبذولة في الفضاءات الإسفيرية..
ذهب محمد صدّيق بالطريقة التي أرادها وعمل لها؛ وقطعاً هنالك الكثير من أمثاله فحواء الفراسة والبسالة ولود وهي بالأبطال والرجال تجود .. الوحش يقتل ثائراً والأرض تنبت ألف ثائر.. نسأل الله أن يتقبّل الفارس محمد صديق شهيداً في الجنّة وأن يدخله في زمرة الصادقين والمحسنين وأن يكون دمه ثمناً لنصر الجيش والوطن وحماية وأمان للشعب .. فوت ودعناك الله