الحرب النفسية .. أخطر الحروب

ما وراء الخبر
محمد وداعة
الحرب النفسية .. أخطر الحروب

حرب المليشيا ضد الدولة السودانية هدفها تفكيك كيان الدولة و اسقاطها و اقامة دولة مصطنعة بدعم اجنبى
من يتناولون قيادات القوات المسلحة بالنقد لدرجة التخوين ليس لديهم علم ، و لا يعلمون

عشرات الضباط و الجنود تعرضوا للاسر والتعذيب و التصفية فى بيوتهم قبيل اندلاع القتال فى 15 ابريل
مئات المواطنين تمت تصفيتهم ميدانيآ و احيانآ بعد اسرهم
تم اغتيال والى غرب دارفور بعد اسره ، و نشرت صور لمواطنين من الجنينة تم دفنهم احياء،
الحرب النفسية تعتبر من اخطر الحروب ، و هى حرب تستهدف تثبيط المعنويات و هز القناعات و تعتمد فى ذلك على نشر الشائعات و و المعلومات المضللة ،
سودانيآ ، تم التمهيد لحرب ابريل باظهار مليشيا الدعم السريع بانها قوة لا تقهر ، و تحدث بعض الساسة عن اعدادها و تسليحها ، و بعد اندلاع الحرب ، تم تصخيم قدرة المليشيا على السيطرة الميدانية ، ونشرت الانباء بسيطرتها على المطار و القصر و الاذاعة و التلفزيون و القيادة العامة ، و مصفاة الجيلى ، وهى مراكز كانت تتواجد فيها المليشيا منذ ابريل 2019م ، و سيطرت عليها بوضع اليد فى صبيحة 15 ابريل ،
بعد الحرب ، قالوا ان الجيش ليس لديه مشاة ، وان تعداد المليشيا يتجاوز (200) الفا ، و بهذا فأن الحرب يخسرها الجيش ، و تنافست القنوات المعادية لبلادنا فى نشر معلومات مضللة عن قدرات المليشيا و مناطق انتشارها ، و مقاطع فيديو لارتكازاتها فى بعض شوارع الخرطوم الرئيسية ، و فى ظل غياب الاعلام الحكومى ، فقد اكثر المتفائلين رباطة جأشهم ، و ظنوا بالجيش الظنونا فى قدرته على استعادة زمام الامر ، اما انصار المليشيا و حلفاءها فكانوا فى انتظار اطلالة حميدتى من مكتبه فى القصر الجمهورى معلنآ استيلاءه على السلطة ،
فى تلك اللحظات كان الضباط و الجنود يلتحقون بوحداتهم ، او اقرب وحدة عسكرية ،
فى تلك الفترة ، ولا تزال تعتمد المليشيا على غرف ادارة الحرب النفسية ، هدفها استنزاف قوة الارادة ، و اضعاف القناعات بجدوى الصمود و الاستبسال فى مواجهة المليشيا ، وهدم وتغيير مفهوم الوطن والقيم و المبادئ للأفراد مدنيين كانوا أم عسكريين ، ساعد على ذلك الخلايا النائمة و الخونة من المرجفين ، فامتلأت الاسافير بالاف الخبراء و المحللين ، ممن يقولون ما لا يفهمون ، و بعضآ منهم يسلطون ضغوطآ هائلة على القوات المسلحة و القوات المقاتلة المساندة من الحركات او المقاومة الشعبية ،
حرب المليشيا ضد الدولة السودانية هدفها تفكيك كيان الدولة و اسقاطها و اقامة دولة مصطنعة بدعم اجنبى لتحقيق اطماع اقليمية، و للأسف هذا يتم بمساعدة من بعض بنى جلدتنا ، كل من له ثمن فتم شراءه بالمال و الاوهام و الوعود الكاذبة باقامة سلطة مدنية ، و ديمقراطية زائفة لا وجود لها الا فى عقول مريضة ، مع الاسف ساعدت هذه القيادات فى الحرب النفسية على الشعب السودانى ، فاصدرت تصريحات الذلة و الخنوع مطالبة المواطنين بالتعايش مع المليشيا ، او ترك ديارهم و النزوح الى ( بلاد الله الواسعة ) ،
الذين يتداولون اخبار الجيش ، تحركاته ووقفاته ،بالنقد و التخوين على السوشال ميديا ، لا يعلمون كيف ادار الجيش هذه الحرب بكفاءة تحسده عليها الجيوش ، و ليس لديهم علم عن موقف الجيش القتالى و التسليحى الذى كان عليه فى ابريل ، و لم يدركوا بعد ، ان ما قام به الجيش منذ ابريل يعتبر معجزة ، فقط يمكن مقارنة ذلك بما يعانيه الجيش الاسرائيلى فى غزة التى لا تتجاوز مساحتها جزء من مساحة ام بدة ، و لا يعلمون حجم الموارد الهائلة التى يستخدمها الجيش الروسى فى اوكرانيا ليتقدم بضعة كيلومترات ،
عشرات الضباط و الجنود تعرضوا للاسر والتعذيب و التصفية فى بيوتهم فى 15 ابريل ، و تم تداول صور لتصفية جنود و ضباط تم اسرهم ، مئات المواطنين تمت تصفيتهم ميدانيآ و احيانآ بعد اسرهم ، وثقت المليشيا جريمة تصفية والى غرب دارفور ، و نشرت صور لمواطنين من الجنينة وهم يدفنون احياء ،
فقدان الارواح يثير الحزن و الغضب ، و المؤمنون يردون امرهم الى الله ، يقولون ( لا نقول الا ما يرضى الله ) ، الملايين استمعوا الى والد الشهيد عثمان مكاوى ، و الى والدة الشهيد جعفر الطاهر ، و استمعنا الى حديث منسوب لوالدة الشهيد محمد صديق ، و احاديث اخرى لاسر فقدت احباءها ، قدموا مآثر من الصبر الجميل ، فخذوا العبرة منهم و الاعتبار، و لا تجزعوا لامر كان مقضيآ ، فالشهداء أكرم منا جميعا،
القوات المسلحة و القوات المشتركة و المقاومة الشعبية تخوض الحرب فى الخرطوم و ام درمان و بحرى ، و تقاتل ببسالة فى الفاشر ، و تدير معارك الفاو و سنار و مدنى ، و على امتداد الحدود مع ليبيا و تشاد و افريقيا الوسطى و جنوب السودان ، من الطبيعى ان تتقدم و تتأخر ، وهى تقدم الشهداء و الجرحى و الاسرى ، هذه هى الحرب ، تدار فى الميدان و ليس على صفحات الفيسبوك ،
حرب المليشيا ضد الدولة السودانية ، حرب وجودية هدفها تفكيك كيان الدولة و اسقاطها و اقامة دولة مصطنعة بدعم اجنبى ، هذا لن يتحقق لهم ، و القوات المسلحة تقدم الشهداء و الجرحى و الاسرى ، دون من او اذى .

اقرأ أيضا