الملازم أول “محمد صديق” .. شهيد الكرامة
تقرير :أشرف إبراهيم
أشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي و” الميديا” طوال ساعات أمس وحتى صباح اليوم بخبر إستشهاد الملازم محمد صديق، الذي قامت مليشيا الدعم السريع المتمردة بتصفيته غدراً وهو تحت الأسر بعد معركة الجيلي أمس الأول، ولم يأت الإهتمام بحادثة الشهيد محمد صديق بسبب التصفية والجريمة التي تشبه المليشيا واعتادت على ممارستها منذ إندلاع حربها ضد الجيش والشعب السوداني في الخامس عشر من أبريل العام الماضي، ولكن مرد الإهتمام بشكل أساسي سببه شخصية الشهيد، ذلك الفتى النحيل الشجاع الذي صنع حوله هالة كبيرة من الإهتمام بمواقفه التي سار فيها بقاعة وشجاعة اختلف الناس حولها أو اتفقوا.
بالأمس كانت الاسافير تضج بنعيه ووداعه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ممتدحين شجاعته ومواقفه في حالة إجماع نادرة على في المشهد السياسي السوداني.
الموت وقوفاً
منذ الصباح الباكر سربت الغرف الإعلامية للمليشيا فيديوهات توثق لحظات وقوعه في الأسر ويتحلق أوباش المليشيا من حوله يريدون انتزاع مواقف إدانة منه للجيش والحرب ولكنهم لم يجدوا منه غير الشجاعة والثبات على الموقف
وصدهم خائبين ليتجرأوا عليه بالصفع وهو مصفداً، ليمارسوا الحقد في أبشع صوره حيث قاموا بتصفيته غدراً مخالفين كل القوانين وأخلاق الحرب، المنهج الذي جبلت عليه المليشيا ومرتزقة الشتات ومات محمد صديق واقفاً معبراً عن شرف الجندية وشجاعة منسوبي القوات المسلحة وعزة وكرامة الشعب السوداني.
مسيرة نضيرة
ويقول الأستاذ عمار عبد الوهاب الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في حديثه ل(الكرامة ) إن الشهيد محمد صديق عاش بطلاً ومات بطلاً، ويضيف عمار لقد كانوا هم في أسره ولم يكن أسيراً عندهم فقد انتهرهم وكان يزمجر مثل الأسد بينما كانوا يرتعبون منه ويخشونه ولذلك قاموا بتصفيته بدم بارد ووزعوا الفيديوهات وهم يحسبون انهم قد انتصروا ولكن مافعلوه كان الهزيمة عينها وكسبوا الخزي والعار الفضيحة بينما ذهب محمد صديق الي ربه شهيداً بإذن الله وسطر اسمه باحرف من نور وبدعاء وفخر السودانيين مختتماً مسيرة نضيرة .
الانتصار قادم
ويمضي عمار بالقول لقد انضم صديق للمقاومة الشعبية رغم فصله من القوات المسلحة في وقت سابق ملبياً نداء الوطن ومدافعاً عن الأرض والعرض، وأضاف عمار أن القوات المسلحة والقوات النظامية والمستنفرين سيثأرون للشهيد محمد صديق المغدور والإنتصار على المليشيا قادم وماتفعله من جرائم دلالة و مؤشرات على الهزيمة.
مواقف مثيرة
ويقول الدكتور شمس الدين الحسن أستاذ العلوم السياسية في تعليقة ل(الكرامة) ان الشهيد محمد صديق كان صاحب مواقف مثيرة للجدل وفي ذات الوقت تنبئ عن شجاعة وكاريزما رغم صغر سنه، وأشار الحسن إلى موقفه بالانحياز إلى الثوار في إعتصام القيادة العامة ومخالفة التعليمات العسكرية ما استوجب فصله لطبيعة المؤسسة العسكرية والتي لا تقبل اتخاذ منسوبيها مواقف سياسية.
وأضاف الحسن ان موقف الشهيد حقق له مكاسب جماهيرية رغم خسرانه وظيفته العسكرية وأردف ان مواقفه اللاحقه تبين مدى رضاه عن الخطوة التي اتخذها رغم كل الآثار والمترتبات التي نجمت عنها.
معركة الكرامة وختام المسيرة
عاد صاحب مقولة “الرهيفة التنقد” الشهيد محمد صديق إلى حضن المؤسسة العسكرية من جديد عبر بوابة المقاومة الشعبية والإستنفار مستجيباً لنداء القائد العام للقوات المسلحة منضماً إلى محور شمال الجيلي مسبباً القلق لقوات المليشيا الموجودة بمصفاة طوال الاشهر الماضية عبر فيديوهاته التي توعدها بالعزيمة ومن خلال التحرك وضرب الحصار على المنطقة، لتنتهي مسيرته القصيرة الحافلة بالمواقف والموارة بالشجاعة شهيداً كما تمنى في كلماته الأخيرة وتبقى سيرته حاضرة في تاريخ الشرف والشجاعة تحكى للأجيال وجديرة بالتوقف عندها والتوثيق مابعد الحرب والإنتصار الكبير.