معركة الفاشر صمود الدولة القومية وسقوط مشروع تفكيك السودان

بقلم : إشراقة سيد محمود
على أبواب الفاشر أشرقت الارض بنور ربها ووضع كتاب الحق والعدل ، تجلت أنوار الحكمة الآلهية في الوجود الأزلى لدولة السودان وجيئ بأهل السودان الأفارقة العرب المؤمنين بالله و(إسمهم السودانيين) ، الذين أمتزجوا وتعايشوا وكونوا الدولة القومية وانجزوا الاستقلال ودولة 1956.
على أبواب الفاشر سقط المشروع الكبير لتقسيم السودان إلي عرب وأفارقة ، شمال وجنوب جديد، شمال ووسط نيلي وغرب، العالم الغربي في حيرة الآن وهو يشاهد الشمال والوسط النيلي وهو المظلوم المقهور في هذه الحرب سويا مع أهل دارفور وكل السودان. فتنهار امامه النظريات القديمة المزعومة التي لم تعد مجدية في واقع السودان الحالي.
على أبواب الفاشر سيقطع العالم الغربي اوراقه القديمه عن السودان . فلابد أن هيلدا جونسون أعادت النظر فى كتابها القديم ، ولابد ان البيت الأبيض قام بمراجعة إرث كونداليزا رايس والافكار الغربية جمعاء في مشروع أفرقة السودان وانقاذ الافارقة من بطش الشمال العربي ومركزية الخرطوم .
ولابد أن مراكز صنع القرار في المنظمات العالمية ارسلت لتطلب دراسات علمية وانثربولوجية تبرر الواقع الجديد في دولة السودان في ظل الحرب الحالية.
لقد سقطت على ابواب الفاشر فكرة تآمر الشمال النيلي العربي وقامت الحرب على دارفور وعلى الشمال والوسط من قوم جدد إسمهم الأعراب(بفتح الهمزة) قادمين من صحراء التيه والمجهول وحياة القساواة والبداوة لامشروع لهم الا الإرتزاق لمن يستخدم قسوتهم وبداوتهم في استعمار الشعوب.
وحدة اهل السودان الشمال والغرب والوسط والشرق والجنوب ، العرب والافارقة ضد الغزو الاجنبي بايدى المليشيا تجلي في الفاشر وبابنوسة والابيض والجزيرة والخرطوم.
حيث يقاتل كل اهل السودان بكافة سحناتهم المليشيا الباغية ، ولم يستثن من هذه الوحدة التاريخية كثير من عرب دارفور ورجال القبائل الوحدوية الذين يعرفون السودان وعايشوا تنوعه وتعدده والذين يخافون الله وأنعم الله عليهم فلم تنتاشهم سهام العصبية العمياء وانحازوا الي وطنهم السودان.
هذه ملامح الدولة القومية وسحنتها الحقيقية التي امتزجت قبل مئات السنين مكونة دولة السودان بشعبها وجيشها وجغرافيتها المعروفة.
في معارك الفاشر يلتقي الجيش السوداني العريق بحركات الكفاح المسلح وبالمقاومة الشعبية من كل السحنات والاثنيات والقبائل ليدافع عن دارفور والفاشر..ومثل هذا اللقاء يحدث ايضا دفاعا عن الجزيرة حيث تلتحم القوات مع الجيش دفاعا عن ارث الأهل والاجداد وعن علم الاستقلال ٥٦ الذى ناضل من اجله اهل الفاشر ، المالحة ،مليط ، طويلة ، نيالا ،زالنجي ، قارسيلا ، الجنينة ،المساليت وآل السلطان بحر الدين والابيض ، مدني ، الجزيرة والخرطوم.
في الفاشر الآن ليست مجرد معركة؛ انها ملحمة الوجود والتاريخ وانها صفحات التعايش والتمازج التي لن تمحى مهما تطاول الغزو الاحنبي مالا وسلاحا.
وأعظم الحقائق على أرض الفاشر ، أن الشمال والوسط النيلي ومركز الخرطوم ليسوا هم العرب الطغاة اسباب التهميش. وان حقيقتهم عرب افارقة امتزجوا وكونوا الانسان السوداني الأسمر الاصيل المتحضر القوى الذكى الشجاع الذي حقق استقلال السودان مع بقية اهل السودان والذي كون دولة 56 ، والذي درب وصنع جيوش الدول الناشئة ، الذى تسهم كوادره البشرية في نهضة العالم حتى العواصم الغربية في الطب ، الهندسة ، الاقتصاد الادارة،القانون ،الآداب وسائر المهن والعلوم، و الذى دعم حركات التحرر الافريقية والعربية فناصر لوممبا ، انتصر ل بن بلة وقاتل في سيناء.
وأخيرا وجوهرة الحقائق أن معارك الفاشر ودارفور وبابنوسة وان انهزمت في معركة ، فقد انتصرت في هزيمة مؤامرة تفكيك دولة السودان القومية العظيمة.
وماالنصر الا من عند الله القوى العزيز..

رئيس الهيئة القيادية للحزب الاتحادى الديمقراطى