“الكرامة” ترصد التخريب والخسائر: قطاع النفط تحت نيران الجنجويد

تقرير : رحمة عبدالمنعم
نقلت مليشيات الدعم السربع الإرهابية الحرب من المواجهات العسكرية في الجبهات إلى مصادر الطاقة بالخرطوم، كردفان، دارفور “، في انتهاك واضح للقانون الدولي
وشنت مليشيات الدعم السريع هجوماً على حقول البترول، وقامت بعلميات نهب وتخريب واسعة،حيث قدرت خسائر القطاع النفطي بحوالي” 5 مليارات دولار”
مصفاة الجيلي
وكانت مصفاة الجيلي أولى المناطق البترولية التي استولت عليها مليشيات الدعم السريع، وذلك لقربها من معسكر للمليشيا،إذ تبعد منه حوالي 7 كيلو متر، وقد قامت المليشيا بعمليات تخريب واسعة داخل المصفاة، طالت مكاتب الشركات العاملة ، ومنازل الموظفين،كما حرقت ودمردت مستودعات للغاز والبنزين
وتقع المصفاة في منطقة الجيلي على بعد 70 كيلومترا شمال العاصمة، وتأسست في عام 1997 وبدأت عملياتها في عام 2000 وهي مناصفة بين الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الطاقة، والشركة الوطنية للبترول الصينية، وتعد من أكبر المصافي في السودان وترتبط بخط أنابيب للتصدير بميناء بشائر على ساحل البحر الأحمر شرقي السودان بطول 1610 كيلو مترات،وتعمل مصفاة الجيلي على نوعين من الخام هما مزيج النيل من إنتاج حقول هجليج، بليلة بولاية غرب كردفان
وتنتج المصفاة في الظروف الطبيعية نحو 10 آلاف طن من الجازولين و4500 طن بنزين 800 ألف طن من غاز الطهي، وكانت تعمل بأقل من طاقتها القصوى والبالغة 100 ألف برميل في اليوم.
آبار كردفان
واستمرت أعتداءات المليشيا على منشآت السودان النفطية،وكان من بينها الإعتداء الإرهابي على حقل بليلة النفطي اكتوبر الماضي، في تصعيد خطير، يشكل انتهاكاً للقانون الدولي
واستهدفت مليشيا الدعم السريع حقل بليلة بالمدفعية الثقيلة، وحرقت مطار بليلة بالكامل، ونهبت مكاتب الشركات، ودمرت جميع المرافق بشكل ممنهجَ، وطالت عمليات التخريب مكاتب شركة “بترو إنرجي” المحدودة، المالكة للحقل بالشراكة مع دولة الصين.
ويقع حقل بليلة النفطي ضمن امتياز شركة «بترو إنرجي» المحدودة، وهي شراكة بين عدة شركات منها مؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC)، وينتج الحقل نحو 16 ألف برميل من النفط يوميا.
وخرجت نحو ” 10″ حقول تابعة لولاية غرب كردفان من الإنتاج، منها “دفرة، نيم، ام عدارة، موقا، برصاية”، في وقت تعرضت فيه الآبار النفطية للتخريب والنهب من مليشيات الدعم السريع، ويلزم إعادة تشغيلها نفقات باهظة. وقبل ذلك تمّ تخريب وتعطيل نقل المشتقات النفطية عبر الانابيب
حقول دارفور.
وعادت مليشيات “حميدتي” لاستهداف الحقول النفطيةَ،و هاجمت حقل “سفيان”، بولاية شرق دارفور، نوفمبر الماضي، واظهرت مقاطع فيديو عبر الأسافير،تصاعد الدخان من داخل الحقل،حيث نهبت مخازن الشركات، ومحطات الكهرباء، ودمرت آليات البترول.
وتسببت هجمات “الجنجويد ” في إيقاف الإنتاج النفطي بحقل “سفيان “،كما لم تسلم من علميات التخريب والنهب حقول “شارف، ابوجابرة، زرقة ام حديد”،والتي شملت السيارات والاثاثات،والتخريب والتلف المتعمد في الحقول،وسرقة الكوابل الخاصة بالآبار، والمعسكرات وسكن العاملين والمخازن الخاصة بالاسبيرات ومحطات الكهرباء.
آخر الحوداث الخطيرة كانت حرق المليشيا لأكبر بئر لإنتاج النفط بحقل” زرقة أم حديد”،والتهمت النيران البئر بالكامل، ولم يتم إخماد ألسنة اللهب المشتعلة، وقالت قيادات أهلية،إن ما حدث هو عمل تخريبي، القصد منه تعطيل آبار البترول وتدميرها بالمنطقة
بترول الجنوب
ويستفيد السودان من النفط الذي تُنتجه جارته الجنوبية، إذ تحصل الخرطوم على عوائد جراء نقل نفط جنوب السودان والذي يقدّر حجمه بنحو 170 ألف برميل يوميًا.
إلا أن مليشيات الدعم السريع أعاقت الروابط اللوجستية وأنابيب النقل بين حقول النفط في جنوب السودان وبورتسودان. واحتلت المليشيا منطقة العيلفون بالعاصمة الخرطوم، التي توجد بها إحدى محطات ضخ نفط الجنوب، حيث توقفت لفترة قبل أن تستأنف عملها.وكانت الحكومة السودانية جددت اتفاق التعاون بين السودان وجنوب السودان بصورة مرضية ومجزيه للطرفين لانسياب نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية الى موانيء التصدير
والجدير بالذكر، إن السودان هو أصغر منتج في تحالف “أوبك +”،ويُنتج نحو 60 ألف برميل نفط يوميًا، بعدما أفقد انفصال جنوب السودان الخرطوم نحو ثلاثة أرباع قدراتها النفطية..
حجم الخسائر
وأكد وزير الطاقة والنفط الدكتور محي الدين نعيم محمد سعيد، إن إعادة إعمار قطاع النفط الذي جرى تدميره خلال الحرب الحالية يكلف “5″ مليارات دولار، وأشار إلى تدني الإنتاج النفطي طوال هذه الفترة مما أدى الى فقدان حوالي (7) ملايين برميلا من خام النفط حرمت البلاد من إنتاجها بسبب الحرب.
وقال وزير الطاقة والنفط، في مقابلة مع وكالة السودان للأنباء، إن السودان فقد حوالي (210) ألف برميلا من الخام نتيجة تخريب مستودع الخام بمصفاة الخرطوم،وأشار إلى تدمير منشآت اخرى منها مستودع البنزين والغاز التي كانت جميعها مليئة بالمنتجات البترولية، مما أدى إلى فقدان كميات مقدرة من المنتجات النفطية في مستودعات شركات التوزيع الموجودة في مركز التحكم في مصفاة الجيلي
وأوضح الوزير إن الأضرار في قطاع النفط شملت المنشآت النفطية ومحطات الكهرباء وفقدان الخام النفطي والمنتجات البترولية المحفوظة في المستودعات الاستراتيجية من إنتاج مصفاة الخرطوم.