معسكر كلمة.. رائحة الموت

  • الاوضاع الإنسانية والصحية وصلت مرحلة ” الانهيار التام” ..
  • المنسقية العامة للنازحين و اللاجئين تعلن حالة “المجاعة” بالمعسكر ..
  • 36 الف أسرة دخلت مرحلة “الطوارئ السيئة” ..
  • هاشتاق لانقاذ الأطفال بالمخيم جراء ما يعانونه من سوء التغدية..
  • 36 الف أسرة بالمخيم، تعجز عن الحصول على وجبة طعام فى اليوم.

الكرامة: هبة محمود

تحت شعار #أنقذوا_مخيم_كلمة، أطلقت المنسقة العامة للنازحين واللاجئين باقليم دارفور، هاشتاق ينادي بضرورة انقاذ الأطفال بالمخيم جراء ما يعانون من سوء التغدية الحاد، بسبب شح الغذاء ونقص الأدوية المنقذة للحياة.
أوضاع اقل ما يمكن ان توصف بالمأساوية التي يعانيها الأطفال وذويهم داخل معسكر او مخيم “كلمة” بمدينة نيالا جنوب دارفور، غربي السودان، وقد أظهرت مقاطع مصورة تحصلت عليها “الكرامة” تلك الإعداد الهائلة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والذين تصطف بهم امهاتهم في مراكز العلاج، بحثا عن ترياق يقيمهم من علتهم.
تحديات كبيرة يواجهها النازحون بالمخيم بشكل عام بخلاف الأطفال، بعد أن أعلنت منسقية اللاجئين والنازحين، بصورة رسمية “حالة المجاعة” بالمخيم، التي يموت على اثرها الاعداد في صورة مأساوية حزينة!!
تكاليف باهظة الثمن
حالة من الانهيار الصحي والإنساني يعيشها النازحون بمخيم كلمة، بسبب تفاقم الاوضاع الإنسانية نسبة للقتال الدائر بين الجيش و مليشيا الدعم السريع منذ منتصف ابريل العام الماضي.
تكاليف باهظة الثمن، ظل يدفعها سكان المخيم منذ أكثر من عشرين عاما، وهو تاريخ اندلاع الحرب في دارفور، غير ان الثمن الذي دفعوه خلال عام الحرب في الخرطوم كان أكبر بكثير، أدى إلى فقد الأرواح وفلذات الاكباد، في ظل حصار تفرضه مليشيا الدعم السريع على الإقليم، استعصى معه دخول المساعدات الإنسانية للنازحين.
وفيما يقع المخيم على الاراضي الواقعة تحت سيطرة المليشيا الا انها لم تقوم حتى الآن بتقديم أدنى حد من المساعدات الإنسانية للأطفال والمسنين والنساء، لتقيهم من الجوع و المرض.

الطوارئ السيئة
وبحسب المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، ل “الكرامة” فإن حوالي 36 الف أسرة بالمخيم، تعيش الان في مرحلة حالة “الطواري السيئة ” وهي مرحلة العجز عن التحصل على وجبة طعام اليوم.
وافاد المتحدث الرسمي باسم المنسقية “آدم رجال” في تصريحات ل” الكرامة ” بدخول الأوضاع الإنسانية والصحية في المخيم إلى مرحلة الانهيار التام، مشيرا إلى ان النازحين لم يقوموا بصرف حصصهم الغذائية من برنامج الغذاء العالمي منذ اندلاع الحرب في السودان.
وقرع” رجال ” ناقوس الخطر، بشأن الأوضاع في المخيم داعيا إلى ضرورة إيقاف الحرب ودخول المساعدات الإنسانية المخيم كلمة وبقية المخيمات بالاقليم.
اعلان المجاعة
ويقع (كلمة) وهو معسكر لإعادة توطين السكان في منطقة دارفور في السودان، والذي يعتبر من أكبر المعسكرات للنازحين على بعد 17 كيلومتر من نيالا، جنوب دارفور غربي السودان.
و تشير التقديرات إلى وجود الآلاف من السكان في المخيم، معظمهم من ولايات الإقليم المختلفة الموجودين بسبب الحرب في دارفور.
ووفق المتحدث الرسمي باسم منسقية النازحين ل الكرامة فان المخيم يحوي حوالي 500 الف نسمة، مؤكدا انه شهد الاضعاف بعد يوم 15 أبريل.
وقال آدم ل (الكرامة) انهم كمنسقية اعلنو حالة المجاعة بالمعسكر، بعد إرتفاع اعداد الوفيات بسبب الجوع، متوقعا المزيد من الوفيات خلال الأيام القادمة.
وكشف عن انتشار الإسهالات والنزلات بالمعسكر والاوبيئة، دون وسيلة للحصول على العلاج، مؤكدا دخول الأطفال في مرحلة سوء التغدية الحاد.
صور محزنة
وتحصلت” الكرامة” على صور محزنة لمسنين واطفال سجيت جثثهم، بعد أن ماتو ب”الجوع”، ننشر بعضا منها، ونحتفظ بالباقي.
وقال آدم رجال، ل “الكرامة” انه وخلال فترة العام من الحرب وتوقف المساعدات الإنسانية، اضطر الكثير من النازحين بالمعسكر لتناول “الامباز” و “الجراد” فيما اعتمد البعض الآخر من السكان على ذويهم في الخارج، لارسال الأموال.
ونبه إلى أن اعداد الموتى الان في ارتفاع بسبب الجوع، مؤكدا أن النازحين رغم توقف المساعدات الإنسانية كانو في اوقات سابقة يعتمدون على الزراعة، لكن فشل الموسم الزراعي، كان سببا في تضاعف الأزمة، وذلك بسبب التعقيدات الأمنية والظروف المعقدة بالإضافة إلى ذلك توقف الأعمال الهامشية نسبة للحرب التي جعلت سكان المدن نازحين بالمعسكر.
وتابع: الحرب اوقفت كل شئ، حتى ان النساء اللائي كن يذهبون لجلب الكلا للمواشي أصبحن لا يخرجن بسبب تعرضهن للاغتصاب والاعتداء عليهن، فضلا عن سوء الأوضاع الأمنية التي زادت الكثافة السكانية بالمعسكر بعد نزوح المئات إليه.

اقرأ أيضا