أوان تفكيك الصورة
طارق شريف
فترة بعد الحرب سوف تفرز واقعا جديدا يعيد تشكيل الصورة ويرسم السودان في المستقبل سياسته واقتصاده وثقافته وبعده الإجتماعي، قال الشاعر الفيتوري :
دنيا لايملكها من يملكها
أغني اهليها سادتها الفقراء
الخاسر ما لم يأخذ منها
ما تعطيه على استحياء
والغافل من ظن
الأشياء هي الأشياء
الشعب السوداني سوف ينتخب قادته في السياسة وسوف تبرز قيادات جديدة و تختفي النخب التي كانت تخدعنا بالكلمات التقليدية وبالحرف الرنان الجرس !
سوف تسمو الجندية ويعود القها القديم أجتماعيا واقتصاديا وسوف تكون المهنة الأولي بلا منافس، لأن الناس ادركوا أن لاقيمة لكل المهن بلا أمن وهذا يستلزم من المجتمع أن يقود المبادرة لتكريم مهنة نبيلة قدمت أرتال الشهداء في فداء الوطن
(جيش قوقو ) .
في الاقتصاد سوف يصعد رجال الأعمال الوطنيين الذين وقفوا مع الوطن وقت الحارة ،دعموا الجيش والاستنفار بلا من ولا أذي وسوف تختفي الراسمالية المتوحشة التى تاجرت في قوت الشعب وضاربت في الدولار وعملت على رفع الأسعار .
نريد أن نري رجال الأعمال الذين حملوا الطورية وزرعوا الصحاري بالقمح والوعد والتمني واطعموا الناس في زمن الحرب ورجال الصناعة الوطنية الافذاذ الذين استثمروا في بلدهم وفقدوا مصانعهم قربانا لمعركة الكرامة .
نريد أن تنهض مصانع الأدوية الوطنية من جديد وتعود مصانع المواد الغذائية تحكي عن جودة المنتج السواداني وتشرق مصانع الغزل والنسيج بعد الغياب .
القيمة المضافة التى تضيفها الصناعة للمنتج الزراعي تشكل الرهان على تقدم الاقتصاد السوداني مابعد الحرب .
تفكيك الصورة سوف يستمر في القطاع المصرفي الذى سوف احكي عنه كثيرا ولدي كل الملفات حاضرة وملف العلاقات الخارجية والملف الاجتماعي والملف الاعلامي الذى يبرز في عتمة الحرب .
عزيزي القاري أرجو متابعتي في هذه السلسلة وإن شاء الله
سوف أكون في الموعد كما عهدتني وأعود واردد مع الفيتوري
في حضرة من أهوي
عبثت بي الاشواق
حدقت بلا وجه
ورقصت بلا ساق
زحمت براياتي
وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي
وفنائي استغراق
مملوك لكني سلطان العشاق