هل يجوز للمرأة لعب كرة القدم
أذكر أنني قبل عدة سنوات، قرأت تصريحات لرئيس الاتحاد السوداني، يؤكد فيها تنظيم منافسات لكرة القدم النسوية، ويناشد الفتيات بأن ينخرطن في أنديتها، فكتبت مقالة قلت له فيها، لو أننا رأينا بناتك وبنات إخوانك وأهلك يلعبن في هذه الأندية، فسنحض بناتها على اللعب فيها.. ومضت الأيام وأنشأ الاتحاد لجنة للكرة النسوية برئاسة إحدى الزميلات، فاتصلت بها وحذرتها من أن يحل عليها غضب الله إذا شاركت في هذه الجريمة المنكرة، فأكدت لي أنها ستفرض أسس مشددة على اللعبة، وتحرص على أن تكون الممارسة وفق ضوابط شرعية، ولكنها للأسف، لم تقدر على ذلك، فقدمت استقالتها.
** وقد كثر الحديث في تلك الأيام عن شرعية ممارسة الفتيات لكرة القدم، وسألت فتاة أحد الشيوخ: ماذا نفعل إذا أُجبرنا في المدارس على لعب كرة القدم؟!
** فأتاها الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: من حق المرأة أن تمارس الرياضة اللائقة بها، والمناسبة لها، خاصة إذا كان في ذلك ما ينفعها في حياتها؛ فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير))؛ رواه مسلم، وقال: ((احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجِز))؛ رواه أحمد ومسلم.. ولكن يجب أن يكون ذلك بالضوابط الشرعية، والآداب الخُلقية العامة، فلا يجوز لها ممارسةُ الرياضة أمام الرجال، أو الخلوة معهم، أو التشبه بهم، أو تكون هذه الرياضة مما اختص به الرجال دون النساء، فقد وردتِ الأدلةُ المتكاثرة بتحريم تشبه النساء بالرجال فيما يختص به الرجل، والزجر عن فعله؛ ومنها حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: ((لَعَنَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – المتشبِّهين من الرجال بالنساء، والمتشبهاتِ من النساء بالرجال))؛ رواه البخاري، وقد أورد النووي هذا الحديثَ في “رياض الصالحين” تحت باب: “تحريم تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال في لباس وحركةٍ، وغير ذلك”.
** وقد تؤدي ممارسة الرياضة أحيانًا إلى إهمال بعض حقوق الزوج والأولاد، إن كانت ذات زوج وأولاد.. والأَولى بالمرأة المسلمة ألاَّ تمارس من الرياضة إلا ما يكفيها للقيام بواجباتها اليومية؛ كالمشي والجري وغير ذلك، بضوابطه الشرعية آنفة الذكر، مع العلم بأن الرياضات التي لا تناسب المرأةَ، قد تفقدها الكثيرَ من أنوثتها في غالب جوانبها؛ لأن طبيعة خِلْقة المرأة ليست كطبيعة خلقة الرجل.
فإن بعض الرياضات العنيفة قد تتسبب للمرأة في فقد بكارتها مثلاً – إن كانت بكرا – كما أن فيها امتهانا لحيائها؛ ببروز مفاتنها، واهتزازها بحركتها، ولو كان أمام النساء. فالرجل له طبيعته وخصائصه، والمرأة كذلك لها طبيعتها وخصائصها؛ {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 32].
** أما كرة القدم فالأصل فيها الحِلُّ للرجال دون النساء، إذا كان القصد منها مجرد التقوِّي، والمحافظة على صحة البدن، وغير ذلك من المباحات، أما النساء، فلم يجز لهن ممارسة كرة القدم – لعدد من الأسباب..
** أولها أنها من خصائص الرجال منذ زمن بعيد،
** وثانيا.. تنافي طبيعة خِلْقة المرأة، وتُذهب أكثرَ أنوثتها، التي هي رأس مالها في حياتها الزوجية.
** ثالثا.. أن ذلك يفضي في المستقبل بعد استقرار الأمر، أن تجرى المباريات بين النساء والرجال، بدلاً من أن تكون بين النساء والنساء، إن لم يكن قد حصل الآن فعلاً.
** رابعا.. ممارسة كرة القدم للنساء نشأتْ في بلاد الكفار، وفي تقليدهم مخالفةٌ صريحة للنهي عن التشبه بالكفار.. ونواصل.
** وكفى.