الجامعات السودانية (الوطنية) و(شفشفة الجنجويد).. !
# قلت له: للاسف الشديد والمؤسف الاشد بؤساً وتنكيلاً.. ان اغلب القطاعات التي تقدم خدماتها اثناء فترة الحرب.. كانت ومازالت اشد ايلاما وفتكاً بنا، كمواطنين، توازياً مع ما قامت وتقوم به المليشيا المتمردة المتوحشة، حيث عاث الجنجويد في ارضنا كل انواع المفاسد وفعلوا كل منكر في الشعب السوداني ولم تأخذهم به رحمة، وهو الامر ذاته الذي يقوم بعض (جنجويد) الجامعات السودانية الذين ارداوا ان يُجهزوا على ما تبقى من عافية هذا الشعب الصابر.. وذلك باستنزاف مقدّراته وبقايا مدخراته الشحيحة الناجية من قبضة الاوباش ومن ثم ممارسة اقصى درجات التعسف في التعامل الذي لا يشبه مؤسساتنا التعليمية والتربوية.. وهي الاولى بصياغة المفاهيم الراقية واعلاء قيم محبة الانسان لاخيه الانسان..
# هذه مقدمة تقريبية في نقد ممارسات بعض اصحاب الجامعات.. ونخص هنا البروفيسور (قرشي).. رئيس الجامعة الوطنية الذي شكا الكثيرون من فظاظته وتعامله التعسفي مع الطلاب.. يكفي انه فرض رسوما باهظة للامتحانات مع اشتراط ان يسافر الطالب للجلوس لها اما في الجارة العزيزة مصر.. أو العاصمة الادارية المؤقتة (بورتسودان).. هذا الوضع الجديد المفروض فرضا على الطلاب يثقل كاهل اسرهم المعدمة في زمن الحرب و(الشفشفة) ورقة الحال.. باعتبار ان معظم الاسر السودانية فقدت مصادر رزقها وتمويلها لتجد نفسها امام مصاريف اضافية كبيرة بالإضافة إلى عقبات لا دخل لهم بها.. حيث أن الطلاب الذين مازالوا بالامارات على سبيل القياس.. سوف تُلغى إقاماتهم فور مغادرة للدولة.. لانها إقامة كوارث.. كما أن الدخول الى الشقيقة مصر اصبح صعبا.. بل مستحيلا في الوضع الطبيعي والعادي.
# امام كل هذه الظروف الصعبة.. يقف رئيس الجامعة الوطنية، مثل السيف وحده مسلطا على رقاب اخوته السودانيين.. وهو يرفض اي مقترحات او تواصل كريم مع أولياء امور الطلاب بصورة تشكك أن له غبائن او ثأرا مع طلابه.. مثل ثأر الجنجويد مع دولة 56 التي يزعمون.
# كان من الممكن يا بروفنا الفاضل (قرشي) ان يتم ارسال هذه الامتحانات الى دول الخليج، او الى دولة واحدة، حيثما كثر عدد طلابك هناك، على ان يتم التنسيق مع القنصليات او ان يتم الاجراء (اون لاين) مع تكليف أساتذة بالمهجر لمراقبة الامتحانات.. هذه كلها حول كان يمكن ان توفر على الاسر المعدمة الكثير من الجهد والمال والضغط النفسي.. ولكن.. !
# البروف قرشي يرفض كل الحلول ويصر على حملته (الجنجويدية الدفتردارية) التي تستهدف جيوب السودانيين وتستهلك وقتهم.. بل يصم الرجل اذنيه دون الاستماع لرسائل طلابه، بينما يقول اولياء الامور الذين تحدثوا الينا.. ان خطابات عمادة شئون الطلاب تخلو من اي اسلوب تربوي او حضاري يعبر عن المؤسسة والصرح التعليمي عند طرح المشاكل من قبل الطلاب فتجئ متعسفة خالية من الروح الابوية على شاكلة: (على كيفكم.. ده قرار المدير اسألوه هو.. اتصرفوا… ماعندنا ليكم اكتر من القلناه ده).. هذه يمكن ان تقبلها كردود في السوق المطلوق.. لا في مخاطبات المؤسسات التعليمية التي تأتي جامدة تفتقد الاحساس بمعاناة هؤلاء الطلاب.. الذين يدفعون الفواتير المقلقة من رصيد قدرة اسرهم على الاحتمال.. تذاكر سفر غالية.. الإقامة المكلفة.. ثم فقدان الاقامة.. امام هذه (الجهجهة العجيبة) علينا ان نخاطب انسانيتكم يا بروف قرشي.. ونطالبكم على الاقل ان تهتدوا بما اهتدى اليه البروفيسور (مامون حميدة) الذي نقل جامعة (العلوم الطبية) في مبانٍ فخمة في رواندا وتنزانيا بتسهيلات ميسرة في الدفع تراعي للظروف الحالية.. هذا موقف محترم سيخلده له التاريخ.
# ختاما اقول اننا لا نريد ان تمضي الامور بين اولياء امور الطلاب والجامعة الوطنية.. الى ردهات المحاكم.. بعض اسر الطلاب اعلنوا لي ذلك وتوعدوا.. ولكن بهكذا اجراء.. الذهاب الى القضاء.. لن تستقيم العلاقة يا بروفيسور قرشي.. ولن تصفو الحياة.. الا قد بلغت.. اللهم فأشهد.