دعم الامارات للجنجويد.. المزيد من الأدلة

  • هدسون يواصل صراخه فى (وادي الصمت الدولي)
  • تشييد مطار في مدينة أم جرس الحدودية الغرض منه امداد المليشيا
  • المطلوب تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن لادانة ومعاقبة ابوظبي
  • التأثيرات الإماراتية على المؤسيات الدولية واضحة من خلال المال والنفوذ

تقرير: اشرف ابراهيم

رغم محاولات الإنكار المستمرة من دولة الإمارات العربية المتحدة لعلاقتها بالحرب في السودان وتمويل مليشيا الدعم السريع ، لاتزال الأدلة تترى عن إستمرار أبوظبي في تقديم الدعم اللوجستي والأسلحة بكافة أنواعها، ماتسبب في إستمرار الحرب ودخولها العام الثاني، وقد أكد مسؤلون سودانيون على الدعم الإماراتي للمليشيا حيث جاء ذلك في إفادات صريحة ومباشرة لعضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا وعلى لسان وزارة الخارجية في بيانات عديدة تضمنتها الشكوى الرسمية التي تقدم بها مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة ضد الإمارات وبينت بالأدلة الموثقة الدعم الأماراتي للمليشيا وكيفية إيصاله عبر حدود السودان الغربية.

هجوم غربي
‏الدبلوماسي الأمريكي السابق والمحلل السياسي كاميرون هدسون هاجم في تغريدة له قبل يومين ، إصرار دولة الإمارات العربية المتحدة على إمداد مليشيا الدعم السريع بالأسلحة عبر جسر جوي يربط بين أبوظبي ومطار مدينة أم جرس التشادية، وكتب هيدسون: (من المثير للقلق للغاية أنه وعلى الرغم من الاستنكار الدولي الواسع لهجوم قوات الدعم السريع الوشيك على الفاشر أو الانتقادات الموجهة بخصوص استمرار الإمارات في تسليح قوات الدعم السريع، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة مستمرة حتى يوم أمس في إمداد قوات الدعم السريع عبر تشاد – مع استخدام طائرات شحن يتم إطفاء أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها عند مرورها في أجواء جمهورية الكونغو الديمقراطية حتى لا يمكن تعقبها.. وتساءل هدسون بالقول :إذا كان بإمكان مصدر مفتوح الكشف عن هذا الأمر في 5 دقائق، فما الذي يجب أن تمتلكه وكالات الاستخبارات لدينا ولماذا يستمر المجتمع الدولي في إعلان الغضب عندما يحدث ذلك أمام أعيننا)؟.
تناقض دولي
المحلل السياسي والأكاديمي دكتور عادل التجاني، أشار في حديثه ل(الكرامة)، إلى أن الدعم الذي تقدمه الإمارات لمليشيا الدعم السريع معلن وليس خفياً وشهد به العالم وتؤكده حركة الطيران المستمرة وغير الطبيعية بين أبوظبي وأم جرس.
وأضاف التجاني أنه لم تكن هنالك ثمة علاقة بين الإمارات وتشاد قبل الحرب في السودان، وأن تشييد مطار في مدينة أم جرس الحدودية مع السودان وإقامة معسكرات وإرسال المدرعات الإماراتية إلى تشاد، الغرض منه إيصال الدعم للمليشيا، ويضيف التجاني أن الموقف الرسمي في السودان فعل مايتوجب فعله من تقديم الشكوى لمجلس الأمن وإعلان علاقة أبوظبي بالمليشيا والمنتظر تحرك من المؤسسات الدولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة الإمارات وفرض عقوبات عليها ومنع إيصال السلاح لها، وأردف التجاني من غير الموضوعي أن تتحدث المؤسسات الإقليمية والدولية عن إيقاف الحرب وضرورة إسكات البندقية وفي ذات الوقت تصمت عن دعم الإمارات وتغذيتها للحرب.
ويمضي التجاني حسب حديثه ل(الكرامة) بأن هذا الموقف يكشف عن تناقض دولي واضح لأن إيقاف الحرب في مقدمة مطلوباته وقف تدفق السلاح للتمرد، ويضيف التجاني بأن التأثيرات الإماراتية داخل هذه المؤسسات من خلال المال والنفوذ واضحة ولذلك تبدو فرص وقوفها في وجه أبوظبي ضئيلة إن لم تكن معدومة.

مصالح ومخططات غربية
الكاتب والمحلل السياسي راشد عبد الرحيم، أبدى إستغرابه من الموقف الدولي إزاء الدعم الأماراتي وقال في حديثه ل(الكرامة )، إن التحذير الدولي والغربي من الهجوم على الفاشر، وفي ذات الوقت لم يحدث هجوم، يجعلنا نتساءل هل هذا التحذير بناء على معلومات أم ماذا؟
وقال راشد موقف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بشكل عام وتحديداً في قضية دارفور كان مسانداً لقضايا القبائل التي تعرضت للإنتهاكات والتشريد والإبادة من قبل مليشيا الدعم السريع، وقد كان هذا الموقف مستمراً وتخشى الولايات المتحدة من الإدانة والضغط من المنظمات والناشطين لعدم تدخلها في الوقت التي تزايدت فيه الإنتهاكات.
وأضاف راشد الغرب لديه مصالح إستراتيجية في المنطقة سيما غرب أفريقيا و لايريدون التدخل بشكل واضح وإنما المحافظة على الوضع القائم، ومع بداية النهاية للمعركة والمليشيا أصبحوا يشعرون ويتحدثون عن نهاية الدعم السريع والإشارة الي التحذير من الهجوم على الفاشر تأتي في هذا السياق.
ويقول راشد : لو كان الغرب يريد إيقاف الدعم الإماراتي للمليشيا وكل الدعم الذي يأتي من الخارج بإمكانهم أن يفعلوا ذلك، بإشارة للإمارات أو لتشاد بعدم إستقبال الأسلحة، ولكن كانت هنالك رغبة في إنتصار الدعم السريع وعندما فشل تحولت الرغبة لتحقيق توازن في المعادلة والعمل على حماية بعض الموالين .
وأضاف راشد، لابد أن ندرك بأن هنالك مخططات غربية خبيثة ولفرنسا مصالح كبيرة في المنطقة ولديها تفاهمات مع الولايات المتحدة في الملفات الأفريقية ولذلك يمارسون هذا الخبث في التعاطي مع ملف السودان.

أدلة دامغة

ويرى السياسي، والقيادي بحزب البعث السوداني محمد وداعة، أن الإمارات أنكرت أمام مجلس الأمن دعمها للمليشيا، والإنكار أمر طبيعى و متوقع ، فلا أحد ينتظر من الامارات إدانة نفسها ، خاصة فى رسالة موجهة لمجلس الأمن ، وهى تدرك أن وثائق ووقائع إدانتها مدرجة لدى المجلس فى تقرير الخبراء التابع للامم المتحدة المكلف بمتابعة تنفيذ القرار 1591 و الخاص بحظر توريد السلاح لدارفور، ويضيف وداعة الامارات استغلت الهلال الاحمر الاماراتى و اتخذته غطاءآ لنقل الأسلحة باعتبارها مواد اغاثة عبر مطار ام جرس فى تشاد ، و لهذا السبب تمت ادانته من اللجنة الدولية للاجئين وإنذاره بالفصل من عضويتها ، وكبريات الصحف ووسائل الاعلام الغربية مثل ” وول استريت جورنال ، النيوزويك ، رويترز ، نيويورك تايمز” و،التلفزيون الألماني وغيرها ، نشرت تقارير و شهادات موثقة لكيفية امداد الامارات لمليشيا الدعم السريع بالاسلحة عبر مطار أم جرس فى تشاد ، كما ان لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس قدمت تقرير قيد النظر يشتمل على وقائع ووثائق تفيد بضلوع الإمارات فى دعم مليشيا الدعم السريع.
تفاصيل الأسلحة
وأردف وداعة بأن الجيش السوداني أعلن عدة مرات عن استيلائه على اسلحة اماراتية الصنع ، أو أسلحة صربية تم توريدها للإمارات ،و اسلحة اسرائيلية وصلت للمليشيا عن طريق الإمارات ، و ليس آخرها استلام الجيش لاسلحة امريكية ( صواريخ جافلين ) ، توضح ارقامها المتسلسلة و ديباجاتها أن مصدرها الإمارات ، والأسلحة تشمل راجمات و مدفعية بعيدة المدى ، “كورنيت” ، “مدرعات النمر” ، “عربات هامفى” ، و أطنان من الذخائر ، و عربات اللاندكروزر ( تاتشرات)، رشاشات و مضادات جوية ، مسيرات ، اجهزة تشويش ، و الوجبات الجاهزة ، بالاضافة الى توفير طائرة خاصة لقائد المليشيا “حميدتي” ، و تسهيلات مالية عبر شركات مقرها الامارات أو أوروبا.