توقف “ستارلينك”.. تفاقم معاناة السودانيين..!

تقرير :رحمة عبدالمنعم
أدى انقطاع خدمات شركات الاتصالات في السودان من انترنت واتصالات منذ حوالي أشهر إلى ظهور اجهزة انترنت فضائي، او مايعرف ب ” استارلينك “، لتكون بديلاً للتواصل بين السودانيين داخلياً وفي الخارج، وتعمل الشبكة في العديد من المناطق التي لاتتوفر بها شبكات اتصال، منها ” الخرطوم، ولايات دارفور، كردفان، الجزيرة” ، ويواجه المواطنيين في تلك المناطق خطر إيقاف الخدمة بسبب ان الشركة المشغلة ارسلت رسائل بريدية للمشتركين تبلغهم فيها بوقف الخدمة اعتبارا من 30 ابريل الجارية لحين الموافقة على العمل من الحكومات المعنية.
أماكن الخدمة
افتتح عدد من السودانيبن في المناطق التي لاتوجد بها شبكات انترنت، محلات لخدمات الانترنت الفضائي “استار لينك”،بأسعار عالية حيث تتراوح اسعار الساعة الواحدة مابين 3000 إلى 4000 الف جنيه
وبالرغم من ان اسعار الخدمة مرتفعة، الأ انها تشهد إقبالاَ واسعاً من المواطنين لتطمئين ذويهم في مناطق الاشتباكات، وإكمال معاملاتهم المالية ارسالاً واستقبالا، خصوصًا في مناطق الخرطوم والجزيرة، دارفور وكردفان ، وذلك لغياب خدمات شركات الاتصالات المحلية عن هذه المناطق.
وكانت مليشيا الدعم السريع المتمردة مُواصلة لنهجها الإجرامي في التخريب، وإمعاناً في زيادة معاناة المواطن السوداني، قدأوقفت العمل في مراكز بيانات شركات ” زين سوداني و(MTN)”، وقد عادت الخدمة في بعض المناطق، بعد تركيب مراكز جديدة في مدينة بورتسودان.
رسائل بريدية
وأعلنت “ستار لينك” التابعة لشركة “SpaceX” الامريكية، عن إيقاف خدمة الانترنيت الفضائي في السودان اعتبارًا من يوم 30 أبريل الجاري، وأرسلت “ستارلينك” رسائل بريدية للمشتركين تبلغهم فيها بوقف الخدمة اعتبارًا من 30 أبريل الجاري لحين الموافقة على العمل من الحكومات المعنية، واوضحت ً إن الهدف من خدمتها هو توفير إنترنت موثوق به عالي السرعة ومنخفض السعر للأشخاص في جميع أنحاء العالم، وخاصة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية والنائية حيث لا يتوفر الاتصال بالإنترنت أو لا يمكن الاعتماد عليه أو باهظ الثمن”.
وأضافت الشركة :”وللقيام بذلك، فإننا نعمل بأسرع ما يمكن للحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة من الحكومات المحلية على مستوى العالم للسماح لها بتقديم خدمات ستار لينك في أكبر عدد ممكن من الأماكن”
الباقة الإقليمية
وتتميز شبكات الإنترنت التي يطلق عليها “ستار لينك ” بالسرعة العالية والسعات غير المحدودة، نظرا لمرونة معايير أدوات التشغيل واعتمادها على الاقمار الاصطناعية، ويبلغ سعر الأجهزة في السودان نحو حوالي 1200_1600 جنيه سوداني .
وتقدم الشركة المالكة لستار لينك باقة إنترنت متعددة، ومنها «الباقة الإقليمية» المعمول بها في كل الأجهزة الموجودة في السودان، وهي مرتبطة بالدول المرخصة للعمل بها، ،وسعر الاشتراك الشهري 50 دولاراً، وتعمل الشركة على رفع سعر الاشتراك ليصبح 200 دولار من الشهر المقبل.
تفاقم المعاناة
وقال المواطن عبدالقادر الحاج لـ “الكرامة” ، أن توقف خدمة “الاستار لينك” في السودان نهاية هذا الشهر ،بحسب بيان الشركة المالكة، سوف يفاقم معاناة كثير من المواطنين ويعرقل المعاملات المالية؛ ويجعلنا في عزلة عن العالم، خاصةً وان منطقتنا ” فداسي” لاتتوفر بها شبكات اتصال، وتواصلنا مع أهلنا داخل وخارج السودان ومعرفة مجريات الأحداث يكون عبر شبكة “ستارلينك” ، وأرجو عدم تطبيق قرار الإيقاف .
وعبّر مالك محل واستراحة إنترنت ـ فضل عدم ذكر هويته ـ عن استيائه الشديد بسبب خبر انقطاع خدمة الإنترنت الفضائي معتبرا أن ذلك سيتسبب بانقطاع رزقه ومصدر دخله الأساسي على الرغم من المضايقات التي يتعرض لها من قبل ميليشيا حميدتي الإرهابية .
من جهته أكد المواطن حسان احمد، أن انقطاع شبكة “ستار لينك” في الأيام القادمة، سيؤثر على الاوضاع المعيشية، والكثير من العائلات في ظل هذه الحرب تعتمد على تحويلات المغتربين، كما ان المغتربون السودانيون لايستطيعون تفقد احوال اسرهم في المناطق التي لاتتواجد بها شبكات اتصال، مشراً إلى ان انقطاع “ستار لينك ” يعرقل المعاملات والتحويلات المصرفية ويفاقم معاناة المواطنين.
من جهة أخرى رأى مختصون مطلعون على الوضع عن كثب، أن سبب توقف خدمة “ستارلينك” في السودان اعتبارأ من 30 ابريل، يأتي على خلفية طلب السلطات السودانية بوقف عمل خدمة النت الفضائي، لارتباطها بمليشيات الدعم السريع التي تستخدمها على نطاق واسع.
خسائر طائلة
وقال الخبير الاقتصادي محمد يعقوب أن توقف خدمة “ستار لنك”؛ سيعود بالآلاف المواطنين إلى الوراء ويجعلهم في عزلة عن العالم، بعدما كانت “ستارلينك” قد ربطتهم بالعالم، وان المواطنين واصحاب الأعمال، والبنوك؛ سيتضررون كثيرا ً
واوضح ان العديد من المناطق في السودان خصوصًا في الجزيرة ودارفور وكردفان تعتمد على أجهزة “ستارلينك”، وذلك لغياب خدمات شركات الاتصالات المحلية عن هذه المناطق.
وأشار إلى ان قطع الانترنت يتسبب في خسائر اقتصادية، وان البنوك، التي لها تطبيقات بنكية ، ستتعرض لخسائر طائلة، نظراً إلى أن عمليات التحويلات المالية تعتمد على خدمة الإنترنت.

اقرأ أيضا