(ديوك المسلمية).. من اين اتى هؤلاء؟!!

لم يستطع ناشطو (قحت) قديما (تقدم)حديثا مغادرة حالة (ديك المسلمية) الذي تخبرنا الرواية الشعبية انه ظل (يعوعي) بينما ( بصلتو يحمرو فيها) كناية علي عدم ادراكه لمصير خطير ومحتوم ينتظره ( الذبح)…
هم يتحملون وزر اشتعال الحرب اللعينة لاسباب ثلاثة، اولها/ فشلهم فى ادارة الفترة الانتقالية والوصول بالاوضاع الى نفق مظلم نحصد ويلاته ونتائجه المرة الان.
وثانيها/ اغفالهم للتحذيرات التى كانت ترى تحت رماد التراخي والعمالة والارتهان للخارج والفشل فى الاداء التنفيذى وميض نار اسهم لاحقا فى كل الحريق الذى شهده السودان.
وثالثها/ التحالف واللهث وراء السلطة عندما فقدوها باي ثمن حتى ولو كان ذلك عبر بندقية المتمرد حميدتي الذى فض اعتصامهم وقتل انصارهم ولطالما صدعونا بهتافات مناوئة له من شاكلة (مافى مليشيا بتحكم دولة)، كيف سولت لهم انفسهم المريضة وهم الذين يطرحون انفسهم (قوى مدنية) ان يطلبوا تحقيق الديمقراطية من على ظهر دبابة ( قادرين تتخيلوا) مستوى الانتهازية والبؤس والنفاق.
الان وحتى بعد ان وقع الفاس فى الراس مازال القحتاويون سادرين فى غيهم بعيدين عن نبض الشارع وطموحات وهموم والام المواطنين، يغردون فى سرب الخيانة والعمالة ويسبحون عكس التيار الوطني العريض وبغباء غريب.
ولا ادري الي اين تسوقهم الاقدار ولكني اثق فى انهم سيظلون مرابطين في هذه ( الحالة الديكية) مع العلم ان الشعب الان هو الذى تولى مسؤولية ( تحمير البصلة) و(اعداد الحلة) التى تستهدف الاجهاز على ديك المسلمية (جماعة تقدم) والحكم عليهم بالاعدام من الحياة السياسية.
لم ينتبه منهم احد الي المصائر والسيناريوهات التي كانت تنتظر البلد في ظل معطيات واقع منقسم ومتشظ وخطير.. وبدلا من امعان القراءات المستقبلية بشكل واع وحكيم ولغت جماعة (قحت) ومن اجل كراسي السلطة فى انقلاب دموي من اجل العودة للحكم مازال يدفع ثمنه المواطن قتلا ودمارا وتنزيحا واغتصابا وانتهاكات يندى لها الجبين ..
كل معطيات فشل الدولة فى عهد القحاتة كانت ماثلة للعيان وبينما كانت (بصلتهم وبصلة الوطن بيحمروا فيها) كانوا يلهثون بغباء لتنفيذ انقلاب يجعل من المتمرد حميدتي كفيلا لهم ، كل الشواهد كانت تستدعي الانتباه لهشاشة الاوضاع قبل التورط فى مغامرة الانقلاب المشؤوم ، انهيار اقتصادي تفلتات امنية جيوش متعددة ، ضعف في سطوة المركز ونهاية لعهود سيطرته علي الاطراف تفشي حيازة الاسلحة، مظاهرات وموت في الشوارع، انهيار مخيف للعملة الوطنية تدهور في مناحي الحياة كافة، وبالرغم من ذلك لم يكن يدرك (ديوك المسلمية) انهم فى الطريق لمغادرة البطولة والمشهد برمته.
للاسف توافرت بيننا كافة المعطيات التي ادت الي تشرذم الدولة وانقسامها ودخولها في دوامة الحرب ومواجهات الشوارع والانقسام والضياع، وحده ديك المسلمية كان يصيح بالخيانة والعمالة والجعجة بينما ( بصلة السودان فى النار).
فى مقال سابق كتبته قبل اعوام سالت (ديوك المسلمية)، : ( لا ادرى هل يدرك الذين يقودون زمام الامور في السودان انهم ربما يكونوا اخر حكاما للسودان الواحد المستقر الموحد الامن المطمئن، لا اظنهم يعلمون ان التاريخ سيحسب عليهم نهاية عهد الدولة السودانية ودخولها مرحلة الغيبوبة التي ستنتهي الي الموت تحت انقاض الغبائن وتصفية الحسابات.)
للاسف مازالوا حريصين على ان يتعاركوا علي حطام وطن جريح مزقته المواجهات والحروبات والخلافات دون ان يكون هنالك عقلاء بينهم يقودون البلاد الي بر الامان، او يواسون على الاقل اهل السودان ضحايا حليفهم وكفيلهم المتمرد حميدتي. .. من اين اتى هؤلاء.؟!