(عسكرة) الولاة .. المزيد من التأمين

تقرير _ محمد جمال قندول

كان قرار رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان بتعيين واليي القضارف وكسلا من منسوبي المؤسسة العسكرية استمرارا فى عسكرة منصب الوالي بالولايات بشكل عام و الشرق بصورة خاصة حيث كان ذلك اشارة لوجود خطة من القيادة ل(عسكرة) المنصب الرفيع ولعل البداية كانت بتعيين والي البحر الأحمر اللواء م مصطفي محمد نور قبل اشهر.
وثمة تساؤلات حول مغزى الخطوة ودلالات التعيين في القضارف وكسلا وارتباطها بمجريات الاحداث الدائرة مع العلم بأن الولايات الشرقية امنة ولا وجود للتمرد فيها.

مستوى التنسيق

وكان متوقعا تعيين والي ذو خلفية عسكرية بالبحر الاحمر خاصة وانها اصبحت العاصمة البديلة للحكومة والتي وصلها البرهان في منتصف أغسطس وبعدها بأربعة اشهر تم تعيين الوالي اللواء م مصطفي محمد نور في رسالة صحيحة لأحكام تأمين العاصمة البديلة ورفع مستوى التنسيق بين حكومة الولاية والقيادة العسكرية الي أعلى مستوى ومن وقتها شهدت البحر الأحمر استقرارا فوق المعدل وتم فرض هيبة الدولة بشكل كامل كما اتخذ الوالي الجنرال حزمة من القرارات الامنية كان آخرها منع استخدام المنازل كمخازن
وظهرت حالة من الرضا التام لدي المواطنين لجهة ما انتجه القرار من فرض لهيبة الدولة كما ظل يتحرك الرئيس رغم التعقيدات الامنية المحيطة بالبلاد بحيوية في مدينة الثغر حيث شوهد مرارا يحتسي الشاي مع مجموعة من الشباب على كورنيش البحر الأحمر .
تعديلات جديدة
وصادق الرئيس البرهان على قرارات وزير رئاسة مجلس الوزراء امس الاول والتي قضت بإنهاء تكليف السفير على الصادق من مهام وزير الخارجية وتكليف السفير حسين عوض علي محمد بمهام الوزارة وانهاء تكليف والي القضارف عبدالرحمن محجوب وتكليف اللواء ركن (م) محمد احمد حسن احمد بدلا عنه، وشملت القرارات إعفاء والي كسلا محمد موسي وتكليف اللواء الركن (م) الصادق محمد الازرق بدلا عنه.
وتعد القرارات إشارة صريحة لتوسيع دائرة تأمين الولايات بتسمية ولاة عسكريين لا سيما وان ولايتي القضارف وكسلا تحادان دولا مهمة جدا تربطها علاقات قديمة تاريخية مع السودان كما أن القرار يرفع من درجة جاهزية القوات النظامية ويستكمل حلقات التنسيق مع المقاومة الشعبية والتي تحتاج لضبط العمل بشكل مباشر تحت امرة القوات النظامية وكانت تلك رؤية البرهان وبناءا على توجيهات القائد العام وكذلك نائبه الفريق اول ركن شمس الدين كباشي بان تعمل المقاومة تحت مظلة الجيش.
ان عسكرة منصب الوالي بالشرق يضفي مزيدا من التأمين علي ولاية البحر الأحمر والتي تعد رئة السودان حاليا بحيث لا تتعرض الولاية ولا موانئها لاية تهديدات امنية.

ولايات اخري

الاوضاع بولاية الجزيرة واحدة من الأسباب التي دفعت لاتخاذ خطوة تعيين ولاة عسكريين بولايات الشرق مع توقعات باقتراب تغيير فى ولايات نهر النيل والشمالية وكردفان وسنار والنيل الأبيض .
وكانت مليشيا الدعم السريع قد حاولت الهجوم على مدينة الفاو أكثر من مرة كما قامت بعملية قصف عشوائي لولاية القضارف وايضا حدثت مناوشات بينها وبين الجيش في حدود سنار.
ويري مراقبون بان القرارات الاخيرة قد تكون واحدة من عوامل النصر بتحرير ولاية الجزيرة من خلال ترتيب صفوف محور شرق الجزيرة والممتد على طول الطريق بين الجزيرة وولايات الشرق كما أن تعيين الولاة الجدد يعزز الأمن في ولايتي القضارف وكسلا خاصة وان بها وجود اجنبي من الجارتين إثيوبيا وارتريا وهذا يجعل لجنة الأمن بالولاتين برئاسة الواليين تعملان بتناغم وانسجام وتتفهمان الظروف الامنية بالولاية حيث يكون الوالي العسكري على دراية تامة بالخارطة الامنية بالقدر الذى يستوعب التقاطعات ويقدر ظروف كل قوة نظامية بالولاية من جيش وآمن وشرطة بجانب استعيابه لحدود تحركات المستنفرين
كل المؤشرات تذهب في اتجاه ان الرئيس البرهان قد يقدم على قرارات جديدة تقضي بتعيين ولاة عسكريين خاصة للولايات التي تشهد توترات امنية او معرضة لتهديدات من المليشيا وأعوانها مثلا سنار والنيل الأبيض خاصة الاخيرة التي تعج بالوجود الأجنبي من دولة جنوب السودان.
وقد اشارت تقارير امنية الي مشاركة متفلتين َومرتزقة من الجنوب في القتال ضد القوات المسلحة وبالمقابل قد لا تعني عسكرة الولاية إغلاق الباب امام الكفاءات المدنية التي قدمت بعضها اداءا متميزا ورفيعا مثل والي الخرطوم احمد حمزة في فترة قبل وبعد الحرب ولكن التحديات الامنية تفرض واقعا جديدا يجعل لمنصب الوالي أهمية خاصة.