نداء الجيش للمواطنين.. سلوك مهني واخلاقي

تقرير :أشرف إبراهيم

ظلت مليشيا الدعم السريع المتمردة تطلق صرخات وإتهامات، بعد كل ضربة موجعة تتلقاها في مناطق التشوين والدعم اللوجستي، وتبدأ آلتها الإعلامية في إصدار البيانات والإتهامات على شاكلة الطيران الحربي يستهدف المواطنين والجيش يقتل المدنيين، وهي إتهامات مجافية للمنطق وتبدو واضحة نتاج تأثير الضربات العسكرية المتلاحقة في ميدان المعركة، والمفارقة تبدو واضحة بين بيانات التباكي وسلوك المليشيا تجاه المواطنين في مناطق تواجدها حيث النهب والقتل والإغتصاب والتصفيات العرقية للعزل كما حدث في الجنينة وولاية الجزيرة.
أمس الأول أصدرت القوات المسلحة بياناَ تحذيرياً للمواطنين بالإبتعاد عن مناطق تجمعات المليشيا، المنصات الإعلامية المتواطئة مع المليشيا طارت بالبيان وأعادت من خلاله تشغيل أسطوانة الإتهامات (الكرامة) وضعت البيان على طاولة الخبراء وأدلوا بإفادات من عدة زوايا للمشهد الكلى للحرب.

نص البيان
(تؤكد قواتكم المسلحة حرصها التام على تفادي إلحاق أي أضرار يمكن أن تطال المواطنين والأعيان المدنية طبقا للمعايير الدولية للاستهداف، في الوقت الذي ترصد فيه تعمد المليشيا المتمردة اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية وذلك من خلال إستخدامهم للمنازل والأعيان المدنية مواقع عسكرية على غرار ما يجري بجنوب كردفان وشمال وشرق دارفور وكل مناطق تواجدهم.
كما تنوه القوات المسلحة مواطنينا الكرام الإبتعاد عن مناطق تجمعات مليشيا آل دقلو الإرهابية بمختلف أنحاء البلاد والتي تعتبر أهدافا عسكرية مشروعة لضربات قواتنا الجوية).

ماوراء التحذير
وقال اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الإستراتيجية في حديثه ل(الكرامة)، ان بيان القوات المسلحة الذي صدر معني به المواطن الموجود في مناطق يتم فيها تزويد مليشيا الدعم السريع بالإحتياجات اللوجستية وتهريب الوقود والأسواق التي يتم فيها بيع المنهوبات والمسروقات وبالتالي على المواطنين الإبتعاد عن هذه المناطق.
ويضيف مجذوب أما دخول مليشيا الدعم السريع منازل المواطنين واتخاذهم كدروع بشرية، هذا الأمر تحسب له القوات المسلحة جيداً حتى لايضار المواطن والأسرى والمختطفين كذلك الذين يتم وضعهم في بعض المناطق كدروع بشرية وهذا المسلك من المليشيا يعد في خانة الجرائم ضد الإنسانية ويجب عكس هذه الجرائم التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع للرأي العام الإقليمي والدولي حتى يفهم الجميع سلوكها الإجرامي تجاه المواطنين.

جيش الوطن
وأردف مجذوب بأن الاتهامات التي يطلقها الدعم السريع على القوات المسلحة بأنها تقتل المواطنين، حديث غير صحيح وغير منطقي وفرضية لايمكن تصديقها القوات المسلحة جيش الوطن وجيش الشعب ولايمكن أن تقتل المواطنين والذي يحدث الأن هو انتهاكات من جانب الدعم السريع كما حدث في الجزيرة وفي الخرطوم وقرى سنار ودارفور وكردفان تقوم بقتل المواطنين واتخاذهم دروع بشرية وتجنيدهم قسرياً للعمل في صفوفها وهذا ما كشفه وأدانه تقرير الخبراء التابع للأمم المتحدة وهنالك صحف ووسائل إعلام دولية أوضحت خطورة ممارسات مليشيا الدعم السريع، وفي هذا الإطار جاء التحذير للمواطنين من القوات المسلحة للإبتعاد عن مناطق تواجد المليشيا.. المليشيا وتقدم
ويوضح علي عسكوري رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية بأن بيان الجيش في بيان روتيني تصدره كل الجيش لتنبيه المواطنين المدنيين للإبتعاد عن مناطق العمليات ولا يحمل أي إشارة أخرى، بخلاف الحرص على المواطن وهو سلوك درجت عليه الجيوش المهنية وهو بمثابة تنبيه للمواطن ولكن البعض في قلوبهم مرض يحملونه على غير مايحمل.
وقال عسكوري ل(الكرامة) بالنسبة لوقوع ضحايا مدنيين هذا يحدث في كل الحروب هذه مأساة الحرب، وأي حرب في الدنيا يروح فيها ضحايا أبرياء هذا أمر ليس فيه جديد ولكن أصلاً والمؤكد الجيش السوداني لايستهدف المدنيين، هذه فرية تروج لها المليشيا وقحت ومجموعة تقدم، ولو كان الجيش يستهدف المدنيين وممتلكاتهم لكان دك الخرطوم وأحالها إلى تراب وقلبها رأساً على عقب.
رسالة واضحة
ويمضي عسكوري بالقول الرسالة الأوضح في هذا الجانب الان كل المدنيين يخرجون من مناطق تواجد المليشيا إلى المناطق التي يسيطر عليها القوات المسلحة وذلك واضح في الولايات التي لم تصلها الحرب أو في الخرطوم مناطق الجيش وفي ولاية الجزيرة في المناقل والمناطق التي لم تصلها المليشيا وهذا يؤكد لك أن الفرية مقصودة لتشويه صورة الجيش.
الشعب كله جيش
ويؤكد عسكوري أن هنالك قنوات لديها أجندة ومنها قناة الجزيرة مباشر التي تقف ضد الجيش و الشعب السوداني وهي تسعى لهزيمة الجيش وتشويه سمعته وسمعة قياداته ولن تبلغ مرادها ان شاء الله، المواطنون السودانيون يعرفون جيشهم ويطمئون له، و الحقيقة الآن الشعب السوداني أصبح كله جيش وليس فقط الجيش المحترف والمعروف ماقبل الحرب ومثل هذه الإشارات من البعض محاولة لفصل القوات المسلحة عن شعبها وهذا خطأ وأؤكد كل الشعب جيش عدا كبار السن كل من هو قادر على حمل السلاح أصبح جيش، وعلينا أن لا نلتفت لهذه الأكاذيب والإشاعات ولا تشغلنا عن معركتنا الحقيقية في الدفاع عن بلدنا جميع أبناء الشعب نهضوا يدافعون عن كرامتهم وعزتهم.

كسب أخلاقي
وفي السياق يقول د. ياسر محجوب الحسين الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، في تعليقه ل(الكرامة) الشاهد أن الجيش ظل يطلب من المليشيا المتمردة الخروج من الأعيان المدنية ولعل أول تفاوض معها في مايو الماضي تأسس على هذا الشرط لكن ما افشل ذلك الاتفاق وما تلاه من تفاوض كان بسبب إصرار المليشيا على البقاء في بيوت المواطنين والمستشفيات.
ويضيف محجوب لعل الجميع يعلم انها ليست أهدافاً عسكريا بأي حال من الأحوال لكن المليشيا استهدفت استخدام المدنيين دروعا بشرية في هذه الحرب الآثمة. ومن المستحيل ان يستمر هذا الامر وتستمر معاناة المواطنين المحاصرين وأولئك الذين نزحوا وتشردوا، ومن واجب الجيش إنهاء هذه المعاناة وإعادة الأمن والإستقرار للمواطنين ولعل هذا البيان يمثل خطوة عملية في طريق عمل عسكري تجاه المليشيا ولذا جاء هذا التحذير للمواطنين بتجنب هذه المناطق حتى يتم تجنيبهم عواقب أي صدام يستهدف طرد عناصر المليشيا بالقوة العسكرية.
ويقول محجوب هذا ينفي تلك الاتهامات الموجهة للجيش بقتل المواطنين ولو اراد الجيش القضاء على المليشيا وطردها دون وضع اعتبار للمواطنين لفعل ذلك منذ الاشهر الاولى للحرب.
ولذلك يشهد الناس للجيش انه تعامل باحترافية ومسؤولية مع هذه القضية ولعله كسب معركته مع المليشيا أخلاقياً قبل أن يكسبها عسكرياً على الارض.