اشراقة سيد محمود ل(الكرامة): عودة المليشيا وحاضنتها السياسية للحكم ضرب من الخيال

الاستاذة اشراقة سيد محمود رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي من الرموز الوطنية و النسائية السودانية على وجه التحديد التي لعبت دورا مميزا في الحياة السياسي ، وحققت نجاحات معلونة في الجانب القيادي ، تمتعت بخبرة سياسية كبيرة مكنتها من تحقيق نجاحات ملموسة ، تقدمت الصفوف لدعم القوات المسلحة في هذه المرحلة وضربت اروع الامثلة في الشجاعة والتحلي بالمواقف الثابتة واصرت علي المضي في مواجهة اعداء الوطن من المتمردين والخونة عملاء الداخل والخارج ، ووقفت صفا واحدا مع الجيش فى معركته لاستعادة البلاد وتحقيق النصر على المتمردين.
( الكرامة ) اجرت حوارا تحدثت فيه حول عدد من المحاور والقضايا حيث اكدت ان الجيش هو الركن الاساسي لبناء الدولة السودانية وهو الذي يحمي الدستور والقانون وسيادة البلاد وادلت بعدد من الافادات الساخنة_ الي نص الحوار :

اجرته / لينا هاشم

ماهي اسباب دعمكم ووقوفكم مع الجيش ضد المليشيا المتمردة ؟

الجيش السوداني ركن اساسي من اركان بناء الدولة السودانية ، وهو الذي يحمي الدستور والقانون وسيادة البلاد ، ومن الطبيعي جدا ان يقف الشعب مع الجيش ويدعمه ويرفض اي تمرد علي شرعيته وكلمة تمرد في حد ذاتها تعني الخروج عن الشرعية والقانون وتجاوز النظم المرعية ، وبما انها مليشيا تمردت فيعني ذلك انها خرجت علي مؤسسة الجيش ، واصبحت خارج النظم الشرعية وهذا يهدد كيان الدولة وبما انها تمردت وحاول الجيش ان يرجعها عن هذا التمرد بالقوة وهذا هو الوضع الطبيعي داخل المؤسسات العسكرية.
المليشيا هي التي بادرت بالحرب وبالتالي من الطبيعي جدا ان يقف الشعب مع الجيش وينهي هذا التمرد ويعمل علي اعادة التماسك للدولة.

كيف تنظرون للقوي الداعمة للتمرد وعلي ماذا تستند في دعمها ؟

القوي السياسية الداعمة للتمرد افتكر انها ليست بحجم القوي السياسية المؤثرة ، قوي سياسية هو اسم كبير علي بعض القيادات التي تقف مع الدعم السريع وتتخذ من بعض عواصم العالم والافريقية بالاخص مقرا لها ، هي قيادات كانت تسمي قوي الحرية والتغيير وصنعت اسما جديدا وسمت نفسها (تقدم) ولكن تظل هي مجرد قيادات وليست مكونات سياسية كبيرة كما انها ليست احزاب ضخمة ماعدا حزب الامة ، الذى يشهد انشقاقات ولا نستطيع ان نقول ان كل الحزب موجود في هذا التحالف ، باستثناء ذلك نحسب من تبقي مجموعة افراد لا يمثلون قوي سياسية حقيقية لها وزنها الانتخابي والسياسي علي ارض الواقع وبالتالي هي قيادات تعرضت لاستغلال من قبل قوي خارجية صنعتها وحاولت ان تجعل منها داعم وحاضنة سياسية للتمرد او لمليشيا الدعم السريع وكان كل هذا في سبيل الوصول الي السلطة عبر ما يسمي بالاتفاق الاطاري وارادت هذه القيادات السياسية ان تحكم تحت حماية التمرد ، وعندما فشلت في الحصول علي الحكم قام الطرفان بدعم بعضهما البعض ، وارادت مليشيا الدعم السريع ومن يقف خلفها بالخارج من دولة الامارات وغيرهم صنع حاضنة سياسية للتمرد من هذه القيادة .
ايضا ارادت بعض القيادات ان تصنع لنفسها رافعة من قوي الدعم السريع وهو توصيلها الي السلطة وهذا ما حدث لهذه القيادات، التي لا اعتقد انها يمكن ان يطلق عليها قوي سياسية لانها ليست ذات وزن انتخابي وتاريخي وسياسي وهذا كله غير متوفر لدي قوي (قحت) او (تقدم) ..

.. هل توافقت تنسيقية القوي الوطنية علي رؤي كلية تفضي الي خارطة طريق وبرنامج وطني يمهد الي تأسيس وبناء الدولة السودانية ؟

نعم ، تنسيقية القوي المدنية توافقت علي مباديء ورؤي اساسية وكلية اهمها دعم الجيش السوداني من اجل الانتصار قي معركة الكرامة ودعم المقاومة الشعبية وعدم الموافقة علي اية تنازلات او تسويات تمس بجوهر القضية السودانية وكرامة الشعب وحقوقه ، او تتسامح فى العقوبات التي تترتب علي الانتهاكات التي تعرض لها المواطن في نفسه وماله وعرضه ، هذه هي الخطوط الرئيسية لعمل تنسيقية القوي الوطنية ، وهذه التنسيقية كانت في الاساس لقطع الطريق علي اية محاولات لتقديم تنازلات تتم عبر ضغوط خارجية لتمييع القضية السودانية او الوصول الي نتائج ظالمة فيما يتعلق بقضايا وحقوق الشعب السوداني العادلة في هذه الحرب وبالتالي تنسيقية القوي المدنية هي صمام الامان ، وتجمع لعدد كبير جدا من القوي السياسية وكيانات المجتمع والادارات الاهلية وهي تتوسع لتشمل الجبهة الوطنية التي تقف مع الجيش ومع كل الشعب الشعب ولديها برنامج وطني لتأسيس وبناء الدولة وهي الان وضعت اوراقها الاساسية ولكن الاجازة النهائية ستتم بعد ان يكتمل التشكيل الكلي والان هناك حوار مفتوح مع عدد من السياسيين والقوي للانضمام الي التنسيقية وتوسيع المشاركه فيها .

دعا البعض الي اضافة كتل فاعلة في العملية السياسية وعدم استثناء حتي المؤتمر الوطني _ ما رأيكم ؟

عدم استثناء اي حزب هو الطريق الصحيح للتسامح السياسي والمجتمعي بين كل القوي مهم جدا في هذه المرحلة خاصة الكتل والاحزاب والقوي السياسية التي تدعم الجيش ، توحيد جبهة وطنية لدعم الجيش ، وتحقيق النصر في المعركة ، نحن الان امام معركة بقاء الدولة وبالتالي ليس هناك الان مجال للتمييز بين القوي السياسية سواء كانوا اسلاميين او شيوعيين او اتحاديين او غيرهم وينبغي ان نتوحد الان جميعا في معركة المصير ، نحن نواجه معركة مصير وبالتالي لا بد ان تكون يدنا واحدة في هذه المرحلة وصفا واحدا واصطفاف واحدا دون اي تمييز او اي اقصاء ، مسألة التنافس والخلاف السياسي ياتي بعد ان نحفظ للدولة بقاءها وحدودها وكينونتها وهويتها التي قد تضيع في هذه الحرب وقد لا نجد دولة حتي نتنافس ونختلف فكريا في ظلها ، نحن الان نريد سقف هذه الدولة وحدودها وتريخها وجغرافيتها حتي نستطيع ان نتنافس سواء كان بتنافس فكري او سياسي وبالتالي انا لست مع اقصاء اي جهة مهما كانت وهنال قانون يمكن ان يطبق علي من خالفه فيما يلي منتسبي النظام السابق .

هل هناك اي تواصل تم بينكم وبين (تقدم) وهل سيكون لتحالف تقدم مستقبل بالسودان ؟

ليس هناك اي تواصل بيننا وبين ما يعرف ب(تقدم) ولا اعتقد ان هنالك اي مستقبل سياسي لهذا التحالف المصنوع علي الاطلاق ، هذا التحالف لم ينشأ نشأة طبيعية من قاعدة المجتمع السوداني المجتمعية والسياسية وهذا تحالف مصنوع بالخارج كما ذكرت ، قيادات سياسبة كان يطلق عليها قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي وتمت رعايتها في عواصم محددة ثم جلؤوا برئيس الوزراء المستقيل د. حمدوك رئيسا لها وتم تغيير اسمها الي (تقدم )،تحالف مصنوع بالكامل وواضح ذلك من خلال تحركاته وخطاباته وكل افكاره تؤكد انه مصنوع بالخارج لذلك لن يكون لها مستقبل بالسودان وسيظل تحالفا محصورا في حراك خارجي وسينتهي الي زوال خاصة وانه يحمل علي عاتقه جرائم كبيرة جدا ويتحمل وزر كل الجرائم التي ارتكبها الدعم السريع والانتهاكات والعنف ضد النساء كل هذا يتحمله التحالف المصنوع بالخارج وعليه ان يدفع الثمن الجنائي لهذه الحرب وكذلك بالثمن السياسي و هو الا يكون له مستقبل بالسودان علي الاطلاق وبعد انتهاء الحرب وبعد ان تقوم دولة القانون يجب ان تواجه (تقدم) بكل الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب وبالقانون .

تردد ان الامارات تقدمت باحتجاج لمجلس الامن الدولي اشارت فيه لاتهامات السودان لها بتمويل الحرب والتدخل في شؤونه الداخلية _ ما تعليقكم ؟

هنالك مثل سوداني يقول ( ضربني بكي سبقني اشتكي ) الامارات قامت باعداد المليشيا وبادرت بالعدوان علي السودان وبعدها تقوم بتقديم شكوي ضد السودان وهي شكوي الظالم ضد المظلوم ، اعتقد ان هنالك مشكلة قد حدثت في تقديم الشكوي الرسمية من جانب السودان ضد الامارات وهو الذي جعلها تتقدم بشكوي ضد السودان وتسبقه في ذلك ورغم وجود كثير جدا من الادلة التي تثبت تورط الامارات في هذه الحرب واعتقد هي خطوة استباقية ارادت الامارات ان تقوم بحماية نفسها بهذه الخطوة داخل مجلس الامن والمنابر الدولية فيما يعرف بافضل وسيلة للدفاع الهجوم واختارت الامارات هذا الهجوم وهو ضمنيا دفاع عن نفسها ، كثير جدا من المنابر العالمية والاعلامية اصبحت تهاجم الامارات وبعض مراكز القوي في السياسة الامريكية والاروبية بدأت في مهاجمة الدور الاماراتي في حرب السودان لذلك بادرت ابوظبي بهذه الشكوي لتدافع عن نفسها لكن لا اعتقد ان ذلك سيجدي لان الامارات اكتسبت عداء كبير جدا في قلوب كل الشعب السوداني وبالتالي ستتضرر مصالحها عبر التاريخ وهذا امر سيكون له ما بعده مستقبلا ولن ينسي الشعب السوداني هذه الجرائم وبالتالي ستتضرر مصالح الامارات في كل مكان في العالم وستتضرر علاقتها بالسودان عبر التاريخ ولن يمر هذا الامر ويلفه النسيان.

ما هي دلالات التصعيد وتحريك الامارات لهذا الجانب وفي هذا التوقيت ؟

لا اعتقد ان هذا التصعيد سيكون مجديا واختارت هذا المنهج دفاعا عن نفسها وغطاءا لما تقوم به تقرير الامم المتحدة الذي نشر مؤخرا اكد حقيقة تورط دولة الامارات في دعم التمرد وتوفير الغطاء الدولي لها _ لماذا لم ترد عليه الامارات في وقتها ؟

نعم هي لم ترد في وقتها لكنها مارست كثير جدا من التضليل في المنابر الدولية والمنابر الافريقية ومجلس الامن نفسه والامم المتحدة وحاولت ان تغطي علي دعمها للمليشيا وهي تحول في الوقت قطع الطريق علي اي قرارات يمكن ان تتخذها المؤسسات الدولية ضدها فيما يلي هذا العدوان .
كيف تقيمين دور المقاتل السوداني في تحقيق النصر وقدرته علي تدمير العدو والياته ؟
هذه الحرب بين جيش انظامي له تاريخ عريق وبين مليشيا متمردة عمرها لا يزيد عن الخمسه سنوات وهذه القوات نفسها تدربت تدريبا قصيرا علي يد الجيش السوداني ، وهذه القوات التي تدربت قبل ان تتمرد علي يد ضباط القوات المسلحة كلها وجدت مصيرها الموت في هذه الحرب منذ بدايتها وهذه القوات التي تقاتل الان لم تتلقي اي تدريب عسكري ولا تعرف عن العسكرية ولا استراتيجية القتال، واعتقد ان الانسب لها ليس قوات وليس مليشيا ويمكن ان نطلق عليهم عصابات نهب وسلب سمعت ان هناك ثروة في السودان وان بأمكانهم الحصول علي الاموال عبر القتال والبندقية لذلك لن يصمدوا في وجه جيش منظم يمتلك استراتيجية عسكرية عمرها طويل جدا ويعتبر من الجيوش الكبيرة جدا في افريقيا والشرق الاوسط لذلك من المؤكد ان الهزيمة لا تحتاج الي تردد او مراجعات ، نعم حرب العصابات قد تطول واذا حاول الجيش ان يجاري العصابات بأسلوبها سيرهق وستحدث اشكاليات كثيرة لان لديه اسلوبه وطريقته التي يقوم بها لحسم هذه المعركة في نهاية الامر .

ما قدرة المليشيا المتمردة علي المقاومة واستمرار المعارك بعد الهزائم التي لحقت بها ؟

هذه المليشيا كما ذكرت اصبحت اقل من كلمة مليشيا هي عصابات تقوم بالسرقة وتتوذع في مجموعات صغيرة وبرز ذلك في معارك الجزيرة ، مجموعات صغيرة جدا حدا تنتشر في القري وتمارس النهب والسلب والقتل ، هذه العصابات وقطاع الطرق لن يصمدوا وهم اصلا ليس لديهم نية الصمود ولديهم نية الهجوم والفزع وبالتالي لن يستطيعوا الصمود في ذلك كثيرا سيكتفوا بما نهبوا ويغادروا ولن يستطيعوا ان يقدموا اي نموذج للحكم او الادارة .

هل ترون ان المفاوضات يمكن ان تكون هي الحل الامثل لحل الازمة ؟

اي حرب تنتهي بالتفاوض لكن التفاوض هو فقط لاحلال السلام الاجتماعي سوي ان كان مع الجيران في افريقيا او مع الدول التي جاء منها هؤلاء الغزاة او مع بعض القبائل الموجودة منهم بالسودان لاحلال السلام بصورة عامة والاستقرار وحسم كل التفلتات وحسم التمرد وخروج المتمردين من المنازل والتعويضات وجبر الضرر هذا هو المقصود بالتفاوض وليس المقصود بالتفاوض ان يرجع الحال الي ما قبل الحرب وهذا يستحيل لانه لا يمكن ان نعيد الاسباب التي تسببت في الحرب ولا يمكن ان تتفاوض لذلك وهذا يعني انك لن توقف الحرب بل ستعمل علي اعادتها وبالتالي اي حديث عن ارجاع هذه القوي المتمردة لمنحها مناصب عسكرية او سياسية بالدولة او حتي ان ترجع القوي المتضامنة معها ( قحت ) لتحكم مرة اخري هذا ضرب من الخيال ولن يحدث ، والقوات المسلحة والشعب السوداني ليس لديهم اكثر مما خسروه في هذه الحرب ، كانت الخسارة كبيرة جدا لذلك المقاومة الشعبية تستعد لتقديم الكثير جدا من التضحيات لبتر هذا السلوك السياسي وهذا التمرد من جذوره.