الهندي عزالدين يكتب: (تخطي) .. تحالف جديد ليسار ديمقراطي وطني

شهادتي لله
الهندي عزالدين

(تخطي) .. تحالف جديد ليسار ديمقراطي وطني

~ حرصتُ قبل يومين على تلبية دعوة وصلتني من كيان سياسي جديد يحمل اسم (تخطي) وهو اختصار لتحالف الخط الوطني، وسبب الحرص أن ما قرأته وسمعته من مقتطفات من حفل تدشين التحالف في بورتسودان، يشير إلى أن المؤسسين مجموعة أقرب لليسار من ناشطي ثورة ديسمبر، غير أنها مختلفة عن مجموعات أخرى من ذات التيار الثوري، بأنها مثل عدد من لجان المقاومة الوطنية ، تقف بقوة لا تقبل الحياد مع القوات المسلحة السودانية في معركة الكرامة ضد تمرد مليشيا الجنجويد.
~ أسماء جديدة وغير مستهلكة هي التي تصدت لمهمة تأسيس هذا الكيان تضم المهندس “نزار خيري” والمهندس “محمد الحاج” إضافة إلى المناضلة الشابة المعروفة “ساندرا كدودة”.
~ كونهم من اليسار الوطني الداعم للجيش في هذه الحرب المفروضة على الشعب السوداني ، فهذا وحده كافٍ بالنسبة لي لأقطع المسافات وأسعى إليهم بحس الصحفي ، لأسمع منهم وأعرف عنهم، لعلي أجد فيهم ما لم أجده في (قحت) و(تقدم)، فالأولى فشلت تماماً في الاستفادة من السند الشعبي والمد الثوري بعد أبريل 2019 في تأسيس دولة الحرية والسلام والعدالة ، فأحالت الفترة الانتقالية إلى فترة عبثية فوضوية مزدحمة بأدبيات الكراهية واستهداف الخصوم السياسيين، واستخدام السلطة التنفيذية في تمكين أحزاب قوى الحرية والتغيير، حيث لا حرية بل ديكتاتورية مدنية جديدة، ولا تغيير نحو الأفضل في الاقتصاد والخدمات والأمن ، بل تدهور مريع وغير مسبوق في كل المجالات ، أما (تقدم) فقد احترقت بعد تكوينها في أديس أبابا مباشرةً ، عندما تجمعت قياداتها للقاء قائد التمرد المجرم “حميدتي” ووقفوا في طابور لنيل (شرف) مصافحة يده المعطونة بدماء الآلاف من السودانيين في الخرطوم والجنينة ونيالا والجزيرة بمدنها وقراها الجريحة التي تنتظر نجدة الجيش بين كل ساعة وأخرى.
~ قدم مؤسسو (تخطي) أنفسهم بشكل مختلف ، وركزوا على أنهم كيان (برامجي) يعمل لاستقطاب الكفاءات والخبرات السودانية في التخصصات المختلفة لتحقيق مشروع نهضة السودان بعد ايقاف الحرب، وأكدوا أن التحالف يحفل بالأفكار أكثر من الاهتمام بأسماء سياسية مستهلكة هنا وهناك.
~ (تخطي) تعمل على إعادة صياغة وتقديم شعارات ثورة ديسمبر ، بعيداً عن روح الكراهية والاستغراق في محاربة الخصوم السياسيين وإقصائهم، والاستفادة من تجربة الفشل التي سادت الفترة الانتقالية الماضية للعبور الحقيقي بالسودان إلى بر الأمان حيث التنمية المستدامة والأمان والاستقرار.
~ لقد عرفنا أمين عام (تخطي) الشابة الجسورة دكتورة “ساندرا كدودة” ، منذ عهد النظام السابق وقد كانت معروفة كصوت شبابي معارض بقوة لحكم (الإسلاميين) وهي كريمة القيادي الشيوعي الراحل دكتور “فاروق كدودة” الذي كان صديقاً دائماً للصحافة والصحفيين طوال سنوات (الإنقاذ) قبل ثورة ديسمبر بسنوات طويلة، وقبل أن نعرف أسماء ظهرت على السطح بعد أبريل 2019 وتسلقت المواقع التنفيذية والسياسية في غفلة من التاريخ.
~ لقد ظلتُ أدعو منذ سنوات إلى توحيد الأحزاب والقوى السياسية في ثلاثة أو أربعة كيانات أو جبهات كبيرة ، يمين ويسار ووسط ، ولا بأس أن يكون في الوسط أكثر من حزب أو تحالف ، ولذا فإنني أشدُ على أيدي قادة (تخطي) وأرجو أن يكون تحالفهم هذا قبلةً لليسار السوداني الوطني غير المأتمر للخارج ، و أسعدني جداً أن دكتورة “ساندرا” كررت في حديثها أن أحد أهم أهدافهم محاربة ظاهرة العمالة للخارج التي وصمت عدد من القوى السياسية خلال السنوات الأخيرة، وأنهم يسعون أن يكون تمويل مناشط التحالف سوداني خالص، لا علاقة له بمؤسسات التمويل الأجنبية المشبوهة التي تدفع الدولار واليورو والدرهم لتسيطر على القرار الوطني.
~ أرجو أن نشهد حركة سياسية بقيمة مضافة وأفكار وثابة في هذا المولود الجديد الذي يخرج للوجود من بين ركام الحرب وعذاباتها.. فأهلاً به ومرحبا.

اقرأ أيضا