طارق شريف يكتب: تكية الناس الطيبين

على مسؤوليتي

طارق شريف

تكية الناس الطيبين

سيدة سودانية أربعينية تحمل أكياس ومواد تموينية سلمتهم في حياء إلى حارس أحدى المدارس بام درمان محلية كررى حيث اتخذت المدرسة دار ايواء لبعض النازحين من أحياء ام درمان القديمة .
التكافل قيمة إنسانية من تعاليم ديننا الحنيف ومن حسن الحظ أنها عادة سودانية أصيلة تتوارثها الاجيال جيل عن جيل .
في هذه الحرب ورغم الصور السالبة التى بتحدث عنها الناس هنا وهناك عن جشع بعض التجار في زيادة أسعار السلع والارتفاع الجنوني في أسعار الشقق والمنازل في الولايات الامنة الا أن قيمة التكافل ظلت حاضرة تخفف من اثار الحرب .
تحويلات المغتربين والخيرين شكلت رافد مهم أعان الناس وأطعهم في يوم ذي مسغبة .
أسر باكملها بعد توقف الأعمال ونهب الجنجويد أموالهم ظلت تعتمد على تحويلات اهلهم ومعارفهم عبر تطبيق ( بنكك ) الذى أسهم في تسيير وصول الأموال بسهولة .
من أشراقات الحرب ايضا ظهور (التكايا ) في عدد من مناطق ولاية الخرطوم وهي تتلقي مساهمات أهل الخير وتطعم الطعام وتوفر الكساء لكل محتاج .
هنا أود أن اوجه تحية لزميلنا الاعلامي عثمان الجندى وهو يقوم بإدارة تكية في محلية كررى ويسهم في الاطعام بهمة عالية .
هذه أعمال انسانية تتضاعف أهميتها في زمن الحرب .
ويجب دعم مثل هذه المبادرات وتعميم التجربة لتشمل كل الاحياء المحررة في ولاية الخرطوم .
وهذه الاعمال الخيرية تمثل قيمة مضافة لتعزيز الانتصارات التى حققتها القوات المسلحة الباسلة والقوات النظامية وتسهم ايضا في تحقيق الاستقرار وقيم التكافل والتراحم .