عاطف السماني.. حكاية فنان صعد للقمة (ثلاث مرات)
الكرامة: احمد دندش
ثلاث مرات، صعد الفنان عاطف السماني لقمة النجومية، المرة الاولى عند ظهوره الاول، والثانية عند عودته للساحة الفنية بعد غياب، والثالثة عندما اطل مؤخراً وهو يحمل السلاح، مستنفراً ضد الطغاة، وحامياً لارض الوطن الغالي.
الانصرافي والضجة
الصعود الاخير لنجومية عاطف، ربما كان هو الاكثر تاثيراً، فاطلالاته بالكاكي) حاملا بيده اليمنى سلاحا وبيده اليسرى(مايكروفونا) يصدح من خلاله باغنيات الوطن والجيش، به تاكيد مباشر منه على انه لاتوجد (منطقة وسطى ما بين الجنة والنار).
ظهور عاطف الاخير مستنفرا وجد ضجة لامثيل لها، بينما انبرى الكثيرون للثناء عليه والتغزل في موقفه البطولي وفي مقدمتهم (ايقونة التأثير الاعظم) الانصرافي، والذي افرد له مساحات واسعة من خلال لايفاته التي تحظى باعلى معدلات المتابعة، حيث صنف الانصرافي عاطفا باعتباره ال(تريند) الجدير بالاحترام والتقدير.
شهادات واشادات
كثيرون تحدثوا عن عاطف في فترات متباعدة، ومنهم المايسترو عبد الوهاب وردي والذي كتب على صفحته الشخصية بفيس بوك بعد ظهور عاطف في الساحة بنيولوك جديد: (الحبيب عاطف السماني..شعروا مفلفل؛ قام ليهوا ضنب تمساح؛ ظهر ليهوا شنب كديس؛عندوا فلجة ودقة دلجا؛ دة كلوووووا ما خساااااانا لانوا دي قصص ميتانة بتاعت ناس ما عندهم موضوع وبسيبوا الأصل وبمسكوا في الفروع..منتدى مراسي الشوق دة من ما بدا هل حصلت ليهوا متابعة في الاسافير كما حدثت لحفل ود السماني؟ الإجابة لا دي أضخم متابعة ومشاركات…اول مرة (تقريبا ) فنان يغني بالاوركسترا الخاصة حقتوا في المنتدى دة وطبعا فرق رهيب..الاوركسترا الثابتة حقت العوامة قربنا نتخيل انوا دي منحوتات ولا تماثيل ياخي ما ممكن كدة اهو شفنا الفرق في حفلة عاطف دايما بين الفنان والاوركسترا الخاصة بتاعتوا بكون في شفرة روحية سحرية عجيبة كدة وظهرت في التناغم والمتعة والبهجة التي سادت العرض تحية خاصة للجميل سليمان آدم سليمان جرن عازف الاكورديون وبقية العقد الفريد؛ اما ود السماني فقد امتعنا وابهجنا وحلق بنا في سماوات الفرح..الحبيب عاطف السماني:- عودا حميدا يا فنان يا كبير يا جميل…شوفوا الحيوية والاداء الرشيق اللطيف دة ماشاءالله تبارك الله ربنا يحفظك ويوفقك يا حبيبنا).
السموء فوق الاحزان
اما الاعلامي يوسف النعمة فقد كتب في ذات الميقات: )يعود عاطف السماني إلى الساحة الفنية من جديد يطوي خلفه سنوات آلامه وجراحاته الخاصة التي يجب أن لا نكون معنيين بها، فهي شأنه الخاص وما يعنينا هو ما جاء به ليقدمه من إبداع، وكونه استطاع الشموخ فوق أحزانه فهذا هو الذي يستحق الاحتفاء، علينا أن نشد من أزر فنان حقيقي منحه السودانيون محبتهم واهتمامهم بموهبيته الفذة منذ أن أطل عليهم قبل سنوات، ولن تفسد القلة القليلة الفقيرة للوعي أن تقودنا إلى كيف تغير شكله الآن، وغير ذلك من فارغ المضامين، فما يهمنا هو إحساسه العالي بالفن ومحبة الناس لكل ما ينثره علينا من طرب وجمال يفوق به أقرانه وكثرون يملأون الساحة الآن ضجيجاً وخواءً فكرياً وقيمياً، عاطف السماني منحنا درساً غالياً ونادراً في القدرة على هزيمة المواجع والسطوع من جديد.. فالحياة لا تقف عند انتكاسة أو عثرات الأيام، خذ مكانك في أعالي قمم النجوم، فما بذلته من قوة للعودة من جديد، أكبر من أن يشوّهها أو ينقص من قدرها وقدرك فقراء الإنسانية وسفهاء الأسافير).
زخم مستحق
ولعل اجمل ماقراءت فيما يتعلق بابتعاد عاطف السماني عن الوسط الفني لسنوات، كان ماكتبه ابراهيم همام مدير المكتب الاعلامي للفنان الراحل محمود عبد العزيز حيث كتب ابراهيم في وقت سابق : (الحقيقة هي أن عاطف السماني لم يتوقف قط عن الغناء وظل ممارساً له من على خشبة مسارح المناسبات المختلفة ولم يتخذ من دونه عملاً بديلا بل لا يقبل وصفه بالمختفي او الغائب فنياً فهو يرى أنه متواجد بيد أن الإعلام هو الغائب ويؤمن بهذا المبدأ وبالطبع هذا ليس صحيحا، والدليل هو أن الصدفة المحضة وحدها هي من أعادته للمشهد الفني وذلك بعدما تداول الكثيرون عفوياً فيديوهات أغنياته على مواقع التواصل الإجتماعي خلال الفترة الماضية فخلقت له هذا الزخم وليس وسائل الإعلام التقليدية، وهذا يوضح جلياً أن السبب في عدم وجود عاطف السماني على سطح الأحداث الفنية يكمن في عاطف نفسه وليس سواه بعد أن ظل متقوقعاً على حقبة إنتاج الإلبومات كوسيلة للإنتشار في الماضي التي عفى عليها الزمن وهزمها ظهور تقنية (Mp3) فظل منكفئاً على نفسه وعجز عن وضع رؤية إعلامية فنية لنفسه تستوعب المتغيرات التي طرأت لدى المتلقي في ظل الإعلام الحديث المتمثل في وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة عبر منظومة إعلامية وإدارية جيّدة تعمل على توثيق نشاطه الفني وعكسه للجمهور عبر هذه الوسائل ما يضمن له التواجد في المشهد الفني).
شجن السنين
اما الاعلامي المعروف عبد الاله صديق فقد عرج في الحديث عن عاطف من زاوية اخرى اثارت جدلا كبيرا فقد كتب عبد الاله قبيل مدة: (عاطف واحد من الأصوات التي تحمل شجن ( السنين ) مبدع لا يتناطح عنزان في ذلك ولكن شانه شان معظم المطربيين السودانيين الموسميين الذين يظهرون حيناً ويختفون دهراً بلا اسباب غير عدم وجود الإحترافية وشيوع السبهللية في إدارة الموهبة وعدم صناعة اي تجديد من حيث المحتوى والمضمون والمظهر إلا قلة تُحسب على أصابع اليد الواحدة فمعظم الفنانيين وقع في مربع التنميط والمكرر والتقليدي فلا إبهار يُدهش ولا مظهر يسر ودونك وجود جيش جرار من السواقط وبعض المنحرفين .
محبة كبيرة..
تلك كانت اشادات بعودة عاطف الذى ملا الدنيا وشغل الناس، لكنه كان مختلفا فى ظهوره الاخير داخل خنادق الجيش الامر الذى جر عليه الكثير من الانتقاد من ناشطين معروفين بتمثيلهم للواجهات التى تخدم الجنجويد ، وقد كان هذا الهجوم متوقعا، لكن القيمة فى ما حدث انه اعاد اكتشاف عاطف السماني ومحبته عند الناس، فقد انبرى كثيرون للدفاع عنه لدرجة انه بات(التريند الاعلى) تداولا فى محركات البحث على شبكة الانترنت..
السودانيون اثبتوا بوقفتهم مع عاطف ان الرجل الفنان قد اختار الموقف السليم ، بانحيازه للجيش فى معركة الكرامة مما اكسب الفن والفنان دوره الرسالي المطلوب وهو ينحاز الى شعبه ووطنه فى معركة لا تقبل القسمة على اثنين، اذ لا سبيل للمقارنة مطلقا بين الوطن والخيانة، وقد اختار عاطف صف الوطن..