بعبارة اخري الحيشان الثلاثة

بقلم: شكرالله خلف الله

 الثاني من رمضان بلغة الاعلام والصحافة والفنون كان يوما ذات ايقاع سريع مابين فرحة عودة الحيشان الثلاثة الاذاعة والتلفزيون والمسرح وروافده الفنون الشعبية والاكروبات والانتاج السينمائي وهذه الأماكن كانت ذات نقاشات طويلة منذ بداية الفاجعة مع الصديق الحبيب اللوا طلال علي الريح فذلك الشبل من ذلك الاسد استاذنا علي الريح طلال كان واحد من الذين في اجازة المدارس بمكتبة التلفزيون ويعي تماما اهميتها فكان يصبر علي الحاحي المكتبة كيف لانني منذ بداية المشهد الحزين الاول في يوم السبت كنت بالحيشان في انتظار الاستاذ عوض بابكر الباحث النحرير ومقدم حقيبة الفن لتسجيل حلقة معه وحضرت بداية الماساة وخرجت بعد منتصف النهار عند اشتداد نار الحريق ومنذ تلك اللحظة وحتي تحرير الحيشان الثلاثة من قبل القوات المسلحة والمنظومة الامنية بكافة انواعها لم اتذوق طعم النوم وتفكيري لم يبرح المكتبة للاذاعة والتلفزيون والسينما انا وزملائي وكل من افني ربيع عمره وكل من اتي لهذه الحيشان من اهل الفن والرياضة والعلم والسياسة وتقابة القران واهل ترانيم الكنيسة وكل من حكم من عهود شمولية او مدنية يعلم ان هذه الحيشان ذاكرة الامة عبقها وتاريخها وحكايتها فرجوع الحيشان افرح علي شمو وابكي عمر الجزلي ونسرين وسالت دموع الشعب بكل الديار في داخل الولايات وفي المهجر والمنافي فكانما رجعت الأمهات والخالات للنوم في وسادة بيوتهم والناظر للكل الحيشان نقطة التقاء وجداني وهي ملك للشعب السوداني بتنوع الوانه واعراقه وسحناته والمكتبة السودانية للاذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح فيها كل شرائح المجتمع من اقصي اليمين واليسار وهذا ديدن العاملين تجمعهم المهنية وقداسة المكان تجعلنا نتفق وعندما نخرج منها بعد دوامة العمل تختلف الافكار ولكل شيخ طريقته في حياته الخاصة هذه الحيشان هي حياتنا ودمنا وروحنا وانفاسنا واني علي يقين بان الفاضل سعيد وعبدالله الطيب ووردي وفاطمة احمد ابراهيم وصديق عباس والنعام ادم قد فرحوا في مرقدهم بعودة حيشان وجدان اهل السودان ولنجعل رمزية الحيشان نقطة انطلاق لنجتمع في مشتركات تجمعنا مدنين وعسكر بان هذا السودان يسع الجميع ولغة قبول واحترام الاخر نهر يجري في الدماء ولنفكر بان يسود الاحترام لمفهوم الامن القومي ولنسقط حساسيات المسافات وهذه اللحظة لابد ان نقول للقوات المسلحة والمنظومة الأمنية الاخري منا نحنا اهل المهنية وعقيدتنا لاتختلف نحو القومية وصفا وانتباه لكل العاملين في هذا الحقل من وزير الثقافة والاعلام جراهام واركان حربه الاستاذ البزعي والزملاء من الهيئة والذين جعلوا صورة وصوت تعمل برغم كل الظروف لهم منا التقدير وللشعب السوداني الذي شاركنا الافراح بعودة الحيشان الثلاثة..