إثيوبيا.. السعي لانقاذ المليشيا
الكرامة: هبة محمود
تواصل الجهود الدولية والاقليمية مسعاها لإيقاف الحرب في السودان بخطى حثيثة آخرها مساع إثيوبية لوقف القتال الدائر منذ منتصف أبريل الماضي.
وقال وزير الخارجية الاثيوبي تاي أتسكي سيلاسي الإثيوبي امس الجمعة وفق مصادر تحدثت ل “الشرق “أن بلاده ” لديها جهود دبلوماسية لوقف الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع مؤكدا خلال لقائه المبعوث الامريكي الخاص للسودان توم بيريلو “أن الحوار هو الحل لوقف الحرب في السودان”.
وبالتزامن مع تلك الجهود والمساع الاثيوبية، دعا للاتحاد الأفريقي لاستئناف التفاوض بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة الأمر الذي يفجر عددا من التساؤلات حول مساع أديس ابابا منفردة لحل الازمة في السودان بعيدا عن الاتحاد الأفريقي والايقاد فهل تسعى إثيوبيا لإنقاذ حليفها عقب الانتصارات التي حققها الجيش مؤخرا؟ وهل تعتقد انها لم تزل تمتلك مفاتيح الحل السوداني مثل ما حدث في 2019؟، ولماذا تقود إثيوبيا الحل منفردة بعد نحو 10 أشهر من الحرب في السودان؟
اتهامات
اتهامات كثيرة توجه لاثيوبيا منذ اندلاع الحرب في السودان وذلك من واقع علاقاتها بقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي استقبلته في ديسمبر الماضي استقبالا مهيبا وهو يقوم بثان زيارة رسمية له خلال جولة خارجية معلن عنها.
محاولات للانقاذ
وبحسب متابعين فان تصريحات وزير الخارجية الاثيوبي بشأن الجهود الدبلوماسية التي تقودها بلاده لوقف الحرب في السودان تأتي في محاولة لإنقاذ قوات التمرد عقب تقدم الجيش في أكثير من محور من محاور العاصمة الخرطوم.
وينظر مراقبون لان إثيوبيا الان تعاني ذات الأوضاع التي يعاني منها السودان وهو التمرد وان لديها من المشكلات ما يكفيها فضلا عن أنها تدعم عملية الحوار من خلال مظلة الإيقاد والاتحاد الأفريقي ما يجعلها تكتفي بهذا القدر من الجهود غير انه وبحسب المحلل السياسي محجوب محمد فان إثيوبيا الان وفي ظل المرحلة المفصلية من العمليات التي قام بها الجيش في العاصمة الخرطوم وما يعتري قوات الدعم السريع من تصدعات وتخوين وانهيار تسعى جاهدة لإنقاذ حلفيها محمد حمدان دقلو وإيجاد مكان له في خارطة العمل السياسي والعسكري في السودان مجددا.
تدخل منفرد..
ويرى في حديثه ل “الكرامة” ان تصريحات ابي احمد مع بداية اندلاع القتال في السودان ومواقفه لا أحد يستطيع نسيانها كما أنه لا احد يخفى عليه ما وراء الجهود المساعي الإثيوبية من خلال محاولات التدخل منفردة .
ويتابع : إثيوبيا تظن انها ما زالت تحتفظ بتلك المكانة لدى الشعب السوداني وساساته مثلما حدث في 2019 إبان توقيع الوثيقة الدستورية وتلك الحالة الاحتفائية التي حظيت بها لرتق الشقة بين المكونين المدني والعسكري فهي لا تدري ان المعايير الان مختلفة فما حدث ليس اختلاف في وجهات نظر إنما هي حرب تقودها عدد من الدول للقضاء على السودان وشعبه فهل تعتقد إثيوبيا ان احدا سيستمع إليها وهي تحمل من النوايا ما تحمل.
دور نقيض
وقبل خمس سنوات لعبت إثيوبيا في السودان دورا تقيضا عن الذي تقوم به الآن من دعم للتمرد حيث طرح رئيس الوزراء الاثيوبى ابي احمد وساطة بين المكون العسكري والمدني ساهمت بالاشتراك مع المبادرة الأفريقية فى الوصول للاتفاق على الوثيقة الدستورية في العام 2019 كما لعبت أيضا دورا في محادثات بين قوى الحرية والتغيير ومملثي الجبهة الثورية بشأن المرحلة الانتقالية في السودان.
جهود عدائية
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي عمار عركي فان اثيوبيا ظلت تلعب دورا كبيرا في التاثير على الاوضاع في السودان؛ منذ وساطتها في فيما عرف باتفاق الوثيقة الدستورية، وذلك من خلال علاقتها بالمدنيين و.د عبدالله حمدوك وحميدتي كذلك من خلال وجودها المؤثر داخل الاتحاد الافريقي والايقاد غير ان الجهود الدبلوماسية لها في الفترة الاخيرة كانت “عدائية” بشكل كبير تجاه الحكومة والجيش السوداني لصالح التمرد؛ وهو ما أفضى في النهاية إلى انسحاب السودان من منظمة الايقاد التي تحركها وتسيطر عليها اثيوبيا.
جهود دبلوماسية
والجمعة قالت مصادر دبلوماسية أميركية لـ”الشرق”، إن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلو، ناقش خلال زيارته إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الأوضاع في السودان.
وأضافت المصادر أن بيريلو شدد خلال لقائه مع وزير الخارجية الإثيوبي، تاي أتسكي سيلاسي، على أن “الإدارة الاميركية تتطلع لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، لإنهاء معاناة السودانيين”.
وذكرت أن وزير الخارجية الإثيوبي أكد للمبعوث الأميركي “أن الحوار هو الحل لوقف الحرب في السودان” .
وأفادت بأن الوزير الإثيوبي، أشار إلى أن بلاده “لديها جهود دبلوماسية لوقف الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع”.
محطة مهمة
ويرى عركي في حديث ل ” الكرامة ” ان اثيوبيا تعتبر محطة مهمة جدا ضمن جولة المبعوث الامريكي المُعين حديثا على دول المنطقة ذات الصلة والتأثير على الحرب التي تدور في السودان، مؤكدا إن الدور الأثيوبي في السودان يعتبر سالبا حيث ان اثيوبيا ساعدت وتماهت مع التمرد فيما لا زالت تقدم دعمها ومساعدتها للمتمردين وسعت في استمالة الايقاد والاتحاد الافريقي وبعض دول المنطقة ومناصرة المليشا المتمردة في الخرطوم؛ مما كان له الاثر المباشر في دعم التمرد واطالة امد الحرب في السودان.
الدور والبصمات
وينظر إلى ان الدور والبصمات الأثيوبية تقف خلف كل حالة التوتر والتأزم الداخلي في السودان مؤكدا أن سيطرة إثيوبيا على الاتحاد الافريقي كدولة مقر؛ جعل علاقة الاتحاد الافريقي بالسودان سالبة جدا؛ منذ تجميد عضوية السودان ، وحتى زيارة الآلية رفيعة المستوى بشان الحرب في السودان.
وفي ذات المنحى يؤكد عركي على أن تشهد تمرد قوات الأمهرة وبالتالي فإنه من الأولى لها ان تهتم ، وتنشغل بوضعها الداخلي كأولوية مقدمة على الاهتمام والتدخل في السودان، مشيرا إلى ان المبعوث الامريكي لن ينجح في مهمته بسبب التاثير الاثيوبي السالب؛ اضافة إلى ان مهمة المبعوثيين الامريكيين الذين تعاقبوا على المنطقة (خمسة مبعوثيين في ظرف سنتين) فشلوا في الوصول لتسوية بسبب ذات الظروف والوقائع التي يواجهها المبعوث الجديد بسبب اصطفاف إثيوبيا وانحيازها لطرف دون الآخر في الحرب بحد قوله.