في حوار مع منصة الكرامة | علي عسكوري: الجيش قادر على دحر “المليشيا” ولا يوجد حل سوى الانتصار

استنطقت منصة الكرامة الأستاذ علي عسكوري رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية والقيادي بالكتلة الديمقراطية، عبر برنامج “مع جدية” الذي تقدمه الإعلامية جدية عثمان، للحديث عن الراهن السياسي والأوضاع السياسية في السودان، وأجاب عسكوري على كل الأسئلة التي طرحت عليه بكل وضوح تبرزها المتعلقة بعمل التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية ودوره في دعم القوات المسلحة في معركة الكرامة التي تخوضها لدحر “مليشيا آل دقلو” الإرهابية .. عبر المساحة التالية نتابع الجزء الأول من حوار القيادي بالكتلة الديمقراطية مع منصة الكرامة ..

أستاذ علي أنتم من القوى الوطنية الداعمة للجيش برأيك كيف تسير المعركة وهل الجيش قادر على حسمها عسكرياً أم لابد من تفاوض؟

هذا سؤال جيد، حقيقة الجيش هو القوة الشرعية الوحيدة المناط بها الدفاع عن البلد، وحماية المجتمع وحماية الاستقرار وحماية المصالح المفيدة للبلد، الجيش هو مؤسسة وهذا جيشنا نحن كمواطنين، وجيش بلدنا، لازم في ظروف مثل هذه نأيده وكل إنسان لديه إحساسه تجاه الوطن لابد أن يدعم القوات المسلحة بصرف النظر عن قيادتها هي تقوم بواجبها، ثانياً واجب الدفاع عن البلد ليس مسئولية القوات المسلحة لوحدها، أي مواطن لديه مسؤولية في الدفاع عن بلده، والدفاع عن البلد في هذه الظروف، يستوجب حمل السلاح، وفي الظروف العادية يستوجب اليقظة والمتابعة والتعاون مع الأجهزة الأمنية لحماية البلد من الاختراقات وهكذا، الآن البلد تتعرض لعدوان من قوة داخلية وخارجية، ولذلك نهض الجيش بمهمته ونحن ندعمه بكل ما نستطيع سواء كان إعلامياً أو حشد الشباب في المقاومة الشعبية.
وبالعودة لسؤالك أعتقد أن الجيش قادر على دحر هذه المليشيا، لأنه لا يوجد بديل سوى أننا ننتصر، وإذا لا قدر الله خسر الجيش هذه المعركة خسرنا السودان، وسينتهي شيء اسمه السودان وهكذا، لأنه ستأتي قوة جديدة لا أحد يعرفها، ومن يقف ورائها وماذا تريد أن تفعل؟، وسيتم تشريد كامل الشعب السوداني، وستتواصل الحروب في بقاع مختلفة من السودان، لأن ما شاهدناه من هذه المليشيا هي لا تريد المواطنين القاطنين بالسودان، وبالتالي الخيار الوحيد هو أننا ندعم الجيش وليست هنالك فرصة كي نخسر هذه المعركة.

تحدثت عن الجيش ليس كقيادة وإنما الجيش هو كمؤسسة عسكرية .. أنتم كسياسيين لكم دور في توصيل هذا الفكر لعقول الناس كيف تستطيعون تأصيل هذا المبدأ أو الانتماء للمؤسسة العسكرية الوطنية التي تحمي البلاد؟

نعم نحن نكتب ونتحدث في حوارات مثل هذا الحوار، وقد ظللت متواجداً في الخرطوم وفي عطبرة وسط الناس حتى شهر أكتوبر الماضي، وأقابل الناس في المناسبات العامة والخاصة نتحدث لكل الأجهزة، نحن مثلاً في التحالف الديمقراطي وجهنا نداء لكل الشباب في عضوية التنظيم، أن يتطوعوا ويتجندوا ومنهم جزء كبير كان يتدرب من قبل الحرب والجزء الآخر طالبناهم بأن يتدربوا ويحملوا السلاح ويلتحموا بالقوات المسلحة، من دافع وطني تماماً، هؤلاء الشباب جزء منهم لم يتدربوا إلا عندما الفريق ياسر العطا أعلن عن الاستنفار، لأننا نفتكر أن هذه المعركة معركة أي سوداني، ولذلك تحدثنا خاصة على الصعيد الشخصي من نهر النيل لكن الشمالية تربطني بها علاقة وتواصل مع قياداتها، وتوجهنا إلى المثقفين والمحللين وغيرهم بأنه يجب حشد كل المواكب وتنظيم المقاومة الشعبية المسلحة، لدعم جهود المقاومة وحماية المجتمعات وهكذا، ولا زلنا نعمل مع إنه لم يكتمل بعد، لكن هناك عمل يسير على الأرض، بدت ظواهره واضحة.

البعض يعتقد أن قيادة الجيش تمارس السياسة محل العسكري وتميل للتكتيك .. هل تعتقد أن هذا الأداء ربما يؤثر على سرعة حسم المعركة؟

هو طبعا الجيش عنده مسؤولية أساسية أنه الآن في موضع اختبار حقيقي في الدفاع عن البلد، والقيام بمهمته الأساسية بمهمته الدستورية، في إطار الدفاع عن البلد هذا تحدث تقاطعات مع العمل السياسي، لكن قيادة الجيش الحالية ليست مسيسة وليس لديها تنظيم سياسي أو حزب سياسي أو هي تقاتل من أجل البقاء في السلطة، أو دعم حزب محدد، لكن هناك تقاطعات تظهر لك أن هذا الجيش يتحدث في السياسة وهكذا، ما أعلمه في كل الاجتماعات مع كل القوى السياسية رسالة الجيش واضحة مفادها يا قوى سياسية اتفقوا على أشياء، وأصلوا لبرنامج محدد، على أساسه يتم تشكيل حكومة انتقالية، برضا كافة الأطراف، وكما هو معلوم القوى السياسية الآن منقسمة جزء منها خارج السودان في مجموعة تقدم والانتقالية الكبيرة تعمل داخل السودان، لكن الرئيس قبل أسبوعين أو ثلاثة قال كلام واضح، أن العاوز يشتغل سياسة يأتي ويشتغل من داخل السودان، أنا أعتقد أن الجيش ما شغال سياسة بقدر ما أنه يريد فتح أفق للقوى السياسية أنها تأتي وتعمل وتتفق، الإشكال ليس في الجيش وإنما في أن القوى السياسية ما قادرة تتفق هذا جوهر الإشكال.

أنتم كقوى سياسية الآن هل تنصحون قيادة الجيش وهل يستمعون إليكم وهل تلتقون بالفريق البرهان؟

نعم نحن ذهبنا في شهر نوفمبر الماضي، إلى بورتسودان واجتمعنا مع السيد رئيس المجلس السيادي وغيره من قيادات الجيش، هم منفتحين وعندهم قابلية كبيرة أنهم يسمعوا من كل القوى السياسية، نحن نقوم بطرح رؤانا ونطرح برامجنا ونقول أفكارنا يتم تسجيلها في نقاط، لكن هم بين نارين هم لو تدخلوا وقالوا عاوزين يشكلوا حكومة سيقولون الجيش شغال سياسة، ولو ما عملوا كده الناس بتقول والله ما في حكومة ما في كذا ما في كذا، إذا لاحظت الآن المشاركين في السلطة يمكن هم ناس اتفاق جوبا واتفاق دارفور، أذكر اننا أثرنا هذه النقطة مع السيد رئيس المجلس السيادي، وفي معنى كلامه أنه لا يستطيع تشكيل حكومة وسيعتمد على هؤلاء الضباط الإداريين وكذا، حرصاً منه على أن القوى السياسية تتفق، لأنه إذا اتى بأي شخص لديه ميول سياسية أو انتماء محدد سيؤخذ هذا الأمر عليه وأن الجيش ليس محايد وينحاز لقوى سياسية محددة، وهم يطلبون تقديم رؤى كما حدث لنا في بورتسودان، طلبوا مننا نقدم رؤية وسنذهب في تجاه تطوير الرؤية التي قمنا بتقديمها في المرة الفائتة، وهم منفحتين على القوى السياسية ويطلبوا المشورة وكذا وكذا وكذا، وحقيقة الوضع في البلد يتطلب هذا.

ما هي هذه الرؤية التي قدمتموها وما هي الخطوات التي ستخطونها من أجل تطوير هذه الرؤية؟

نحن طبعاً عشان ما نخش في تاريخ كتير حول الصراع، نحن في الكتلة الديمقراطية طرحنا واضح أن لا يكون هنالك إقصاء لأحد، ويجب أن تجلس القوى السياسية لحوار سوداني سوداني، ويكون هذا الحوار داخل السودان، من دون تدخل من أي جهة ويكون شاملاً لكل الناس، وأهمية هذا الحوار أولا نتفق نمرة واحد على كيفية إدارة الفترة الانتقالية نمرة اثنين كيفية تشكيل حكومة انتقالية، نمرة ثلاثة ماذا تريد أن تفعل الحكومة الانتقالية، رابعاً كيف نصل لصياغة دستور وقضية الهوية، خامساً قضية الإصلاح المؤسسي سواء كان للقوات المسلحة أو الأجهزة الامنية عامة أو حتى القوى السياسية لأن هنالك أحزاب مالية الساحة ضجيج كثير جداً ولا يوجد بها غير خمسة أشخاص.

عفواً للمقاطعة، سيد عسكور تحدثنا عن الفترة الانتقالية ورؤيتكم لما بعد الحرب هذا ما فهمته من حديثك الآن .. نحن مررنا بمرحلة انتقالية سابقة لم تخرج بأي شيء يهم المواطن السوداني أو حتى تستفيد منه البلد الكثير يرى أن هذا صحيحاً لكن أربعة سنوات غير كافية أيضاً سنخوض أربعة سنوات قادمة غير كافية من وجهة نظرك أنت كسياسي خضت هذا العمل السياسي في تلك المرحلة قبل الحرب؟

هذا سؤال جيد، أنا أعتقد أن هذا أمر تتفق عليه القوى السياسية، لا تستطيع قوى واحدة تتفق عليه لكن هذه الحرب أضافت أعباء إضافية، يعني الليلة إذا الحرب وقفت الحكومة مثلا قومية سواء مجلس سيادة أو وزراء وغيره، ما يقدروا يمشوا في الخرطوم لأن الخرطوم تحتاج لنظافة وصيانة وهكذا، عاوزة إعمار شامل بصريح العبارة، فالحرب أدخلت قضايا جديدة في هذه المسألة، وهل بعد سنة إذا الحرب وقفت بتقدر تعمل انتخابات؟، ما بتقدر لأنه هنالك الملايين من الناس خرجت من السودان، واتشردت ولن ترجع ما لم تكن هناك خدمات، مدارس وصحة بالذات وتعمل خطوط الإمداد الغذائي والتموين بالنسبة للأدوية وغيرها، وهذا يحتاج لفترة طويلة، لذلك حكاية اننا نعمل انتخابات بعد سنة ما عملية، القوى السياسية تحتاج لأنها تتفق والأخذ في الاعتبار هذه الوقائع، نحنا بحاجة للاتفاق كم من الزمن نحتاج؟، مشكلة الفترة الانتقالية القائمة في السودانية ليس لديها شرعية أو تفويض من المواطنين، فنحن نريد أن نصل إلى مرحلة يكون لدينا تفويض من المواطنين، وهذا التفويض يأتي من العملية الانتخابية.