تعلّموا من درس الملازمين يا جنجويد .. وانسحِبوا
شهادتي لله
الهندي عزالدين
تعلّموا من درس الملازمين يا جنجويد .. وانسحِبوا
~ لم يكن سحق قوات المليشيا المتمردة التي رابطت في الإذاعة والتلفزيون لنحو عام ، مجرد تحرير لحيشان ومبان وأجهزة وأرشيف ، بل هو نصرٌ عسكري زلزل كيان التمرد ، وضرب مركزه العسكري وقواه المعنوية، وكسر شوكته ومرغ أنوف قادته في وحل هزيمة تجر خلفها هزائم متتالية باذن الواحد القهّار.
~ هي ليست هيئة إذاعة وتلفزيون، ومسرح قومي، وهيئة بث قومية، وتلفزيون ولاية الخرطوم، وقناة النيل الأزرق ومسرح فنون شعبية، فحسب ، بل إن منطقة الإذاعة الكائنة جنوب حي الملازمين تمثل قاعدة عسكرية عالية الأهمية لقوات الجنجويد ، إذ بلغت العربات القتالية داخل الحيشان الثلاثة وحولها نحو 100 عربة منصوب على ظهورها المدافع الثنائية والرباعية والدوشكا ، وحولت المليشيا المكاتب والقاعات إلى مخازن للسلاح والذخيرة بكميات هائلة ، كما جاء في مقاطع الفيديو التي صورتها كاميرات الجيش بعد تحرير المنطقة.
~ وبالتالي كانت الإذاعة والتلفزيون قاعدة عسكرية مكتملة الأركان ، ظلت تنطلق منها عمليات التمرد في أم درمان الكبرى ، ومنها تتم عمليات الإمداد إلى بحري والخرطوم قبل تعطيل خدمة كبري شمبات في نوفمبر الماضي.
~ كميات السلاح والذخيرة الضخمة التي عثر الجيش عليها في الإذاعة تمثل إمداداً كبيراً لقواتنا المسلحة ودعم جديد لعملياته المقبلة في الخرطوم وبحري.
~ غير أن أهم مكسب حققته معركة الإذاعة في رأيي، هو ضرب كل ما بنته المليشيا وحاضنتها الأجنبية من جسور المعنويات الطائرة التي لامست السحاب، أحد عشر شهراً طويلة ، فإذا بها تتحطم دفعةً واحدة ، وتتساقط قطعاً قطعاً في جوف النيل العظيم، حيث ترقد على كتفه أم درمان.
~ مشهد الموت الجماعي وحريق التاتشرات الكبير على أرض الملازمين .. موقع ملازمي الإمام المهدي والخليفة عبدالله .. ويا سبحان الله ، أحدث زلزالاً في نفوس كل الجنجويد ، ففر منهم الآلاف خلال اليومين الماضيين من جنوب أم درمان وبحري والخرطوم وشرق النيل باتجاه دارفور ، ولابد لهم أن يفروا ، وإلا فإن مصيرهم المحتوم هو مصير رفاقهم (أشاوس أم درمان) .. (دنيا زايلي ونعيمكي زايل) !!
~ من الحماقة أن يستمر أبناء بعض قبائل عرب دارفور وكردفان في خوض هذه المحرقة ، حيث تحصدهم المسيّرات ومدفعية الجيش كل يوم ، بينما هرب “حميدتي” و”عبدالرحيم” واخوانهم وأعمامهم وخيلانهم خارج السودان، فمتى يخاطب زعماء أهلنا الرزيقات والمسيرية والسلامات والبني هلبة والفلاتة والحوازمة أبناءهم في المليشيا بأن يلقوا السلاح ويخلعوا كاكي الدعم السريع ويرفعوا راية السلام ؟!
~ لا طائل من وراء الاستمرار في معركة انتهت من يومها الأول بفشل “حميدتي” في استلام السلطة، ولا مال ولا ذهب تبقى لينهبه النهابة الكسّابة في الخرطوم وبحري وشرق النيل ، فحتى المنهوبات نفدت ، فماذا تنتظرون غير الموت ؟!
~ اخرجوا من الجزيرة يا جنجويد .. أسلكوا الطريق الغربي ناحية جبل أولياء ، كفاكم ما ارتكبتموه من فظاعات في أهلنا الطيبين ، ولا خيار ثالث أمامكم .. إما الموت على طريقة الملازمين .. أو الفرار.
~ انسحبوا جميعاً وسريعاً .. انتهت إقامتكم في الخرطوم والجزيرة ، وفي درس الإذاعة عبرة لمن يعتبر.