حرب التنسيقيات …!!

استراتيجيات

د. عصام بطران

حرب التنسيقيات …!!

– لعل صوت المعركة الآن في الميدان القتالي ترجح كفتها لصالح القوات المسلحة، فهي تمتلك زمام المبادأة وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق غاية النصر لطرد المليشيا المتمردة من مفاصل الدولة السودانية بغير عودة، ولكن من المؤسف أن أي تطور ميداني يحرزه الجيش في الميدان تعقبه حرب من نوع آخر بأدوات أخرى غير السلاح…
– المعارك السياسية بين الفرقاء السياسيين تتصاعد وتيرتها عقب كل نصر للقوات المسلحة استشرافا لحجز مقعد سياسي بعد انتهاء الحرب…
– النظرة الثاقبة للسياسي تجعله في حراك دائم لتحقيق نصر موازي للجيش دون النظر إلى مالأت هذا الحراك على المعركة القتالية وتأثيرها المباشر في سير العمليات العسكرية…
– الآن بدأت تشتعل حرب (التنسيقيات) والكتل والتحالفات السياسية للسطو على المجهود الحربي الذي تخوضه القوات المسلحة والمقاومة الشعبية من أجل السيطرة على مفاصل العملية السياسية قبل إعلان النصر على المليشيا المتمردة، لضمان النصر السياسي قبل إعلان النصر العسكري…
– تشكلت تحالفات وشنت حروب بالوكالة عن دول تكيد عدائها للسودان وبات الصغار من السياسيين يحتمون بالكبار لتوفير السند السياسي للمليشيا المتمردة وإمدادها بالسند السياسي ، على تلك الشاكلة ولدت تنسيقية القوى المدنية الوليد الشرعي لقوى إعلان الحرية والتغيير (قحت) ، والهدف الأسمى ل (تقدم) هو تغيير آراء خصومها السياسيين وأفعالهم لتصب في مصالح إحدى الدول باستخدام القوة العسكرية بدعمها للمليشيا المتمردة، وهذا النوع من الإقناع غرضه عمليا إنعاش الروح السياسية ل ( قحت ) عقب انتهاء الحرب…
– الحرب السياسية تتضمن (فن تشجيع الأصدقاء وتثبيط الأعداء)  عن طريق حصول الكتلة السياسية على المساندة الجماهيرية لقضيتها والتسبب في هجر الأعداء…
– بشكل عام تتميز الحرب السياسية بغايتها العدائية ، وبالتصعيد المحتمل الذي قد يسبب فقدان الأرواح وسيلة غير مقبولة…
– مقابل تنسيقية (تقدم) برزت تنسيقية القوى الوطنية وهي تحالف مدني كبير يسعى إلى تشكيل حكومة مدنية تدير البلاد وتحضر للانتخابات العامة ويضم هذا التحالف المؤازر للجيش على النقيض من (تقدم) في حربه ضد الدعم السريع عدد من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام وقوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وكيانات مطلبية والجبهة الوطنية وفصيل من الجبهة الثورية وإدارات أهلية والمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة وتنسيقية شرق السودان وحزب البعث السوداني والحركة الشعبية شمال – والاتحادي الديمقراطي الأصل وكيانات أخرى (ما عدا اردول) ، والملاحظ أن كفة الترجيح لهذه التنسيقية تنبع من واقع إسنادها للقوات المسلحة ، ولا يخفى على المتتبع مشاركة أعضاء التنسيقية في معركة الكرامة إسنادا سياسيا وعملياتيا في ميدان القتال وهذا مايميو التنسيقية عن (تقدم- قحت) الممانعة لمعركة الكرامة…
– يجب ألا تنصرف القوى السياسية إلى حجز مقاعد السلطة قبل انتهاء العمليات الحربية الموجهة لطرد المليشيا المتمردة وأعوانها وأن تترك الميدان السياسي والعسكري للقوات المسلحة حتى تصل بالبلاد إلى إنهاء الفترة الانتقالية عبر انتخابات تشارك فيها كل القوى السياسية دون تمييز واختفاء مفردة (ما عدا) للابد ليكون السودان للجميع…