دلالات استعادة (هنا امدرمان)
دلالات استعادة (هنا امدرمان) :
عقيد بحري ركن ( م):
اسامة محمد عبدالرحيم
عمليا يمكن القول بان كل الشريط المتاخم لنهر النيل من الناحية الغربية من شمال وادي سيدنا مرورا بكرري و انتهاءا بسلاح المهندسين و يشمل مركز امدرمان النشط ويضم كل المواقع الحيوية المدنية و العسكرية ويرتبط بخطوط مواصلات ممتدة ومتصلة اصبح تحت سيطرة القوات المسلحة (الجيش)مما يسهل على قواتنا حركة امدادها و تنفسها ود ونبضها الطبيعي و بالتالي تحركاتها العسكرية تنقلا هجوما و دفاعا .
الاذاعة و التلفزيون عند السودانيين بشكل عام و العسكريين بشكل خاص تمثل ثقل معنوي نوعي كبير كدلالة على السيادة الوطنية و التاريخية و ارتباطها في وجدان السودانيين بالحركات و الثورات العسكرية السياسية و انعكاس ذلك على حياة السودانيين حكومات و انظمة، اضف الى ذلك ارتباطها بالاسهام في تشكيل الوعي الثقافي و الاجتماعي والسياسي للسودانيين كمنارة تشع بالمعرفة و العلم و التحضر و الإبداع .
قوات مليشيا التمرد و التي كانت تستعصم بمباني الاذاعة و التلفزيون اتضح انها قوة كبيرة و لذا ما غنمته القوات المسلحة من عربات و سلاح وذخائر و ما دمرته من عربات قتالية اخرى اضافة لحجم و عدد القتلى من المتمردين يمثل ربحا كبيرا للجيش و خسارة كبيرة لعدوهم.
تمكن الجيش باستعادته لمواقع و مباني الاذاعة من ارسال رسالة قوية في بريد من يقول ان الجيش لم يتمكن من استعادة اي موقع احتلته مليشيا التمرد، ولذلك ما قام به الجيش بالامس يمثل قصف مدفعي مكثف اسكت و اخرس مدفعيات المتشككين في قدرات و امكانات جيشنا البطل.
الجيش اذا ما استثمر الفوز و النجاح في معركة الاذاعة و التلفزيون و حافظ على الهدف، يمكن ان يطور نصره بعمليات و ضربات عسكرية اخرى متتالية و سريعة يمكنها ان تنجح في استمرار كسر قوات التمرد و توالي انهيار قلعة الرمل.
ترتيب القوات و اعادة التنظيم يسهل على الجيش الدخول من كبري النيل الابيض و كبري الفتيحاب الي قلب الخرطوم و البداية العملية لمعركة تحرير الخرطوم من مركزها.
اثبت الجيش انه ليس بحاجة لشهادة اعتماد و موثوقية من احد لتاكيد قدرته على الصمود و القتال والانتصار و امتلاكه لامكانات بشرية و مادية تمكنه من تحقيق اهدافه رغم تعقيدات الظروف و المواقف و تكالب اعداء الداخل و الخارج.
استعادة مباني و مواقع الاذاعة السودانية بامدرمان يمثل أكبر من عملية لاستعادة مساحة تقاس ببضعة الاف من الامتار،لان رمزية الاذاعة السودانية و تغطيتها انما تعم كل ارجاء و مساحات السودان فكان من الطبيعي جدا ان يغطى و يعم الفرح كل مكان يصله البث الاذاعي و كان كذلك هذا النصر هو تاكيد لقدرة الجيش على بث الفرح على اثير كل الموجات و من كل المواقع المدنية و العسكرية.
حفظ الله جيشنا و نصره و سدد خطاه.