الكتلة الديمقراطية.. خلافات وتحديات

تقرير _ محمد جمال قندول

تشهد القاهرة الاسبوع المقبل اجتماع الهيئة القيادية للكتلة الديمقراطية والذي ينعقد لاول مرة منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل الماضي بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، ومن المتوقع أن تحظى اجتماعات الكتلة باهتمام كبير لجهة انها تأتي والبلاد تمر بمنعرج تاريخي وظرف بالغ التعقيد، فضلا عن مشاكل داخلية للتحالف ينتظر ان تجد حلولا خلال هذا الاجتماع..
والمراقب لمجريات الأحداث يلتمس بوضوح مجابهه الكتلة لتحديات كبيرة لجهة انها هجين لقوى (حاملة للسلاح) وأخرى (مدنية) ورغم اتكائها على أطراف ذات خبرة سياسية كبيرة مثل الحزب الاتحادي الاصل بالإضافة للقيادي الاهلي الناظر محمد الامين ترك ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني اركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم بالإضافة للقياديين من التحالف المجتمعي اردول وعسكوري وآخرون.. غير ان كل تلك الخبرات المتراكمة لم تستثمر بالشكل الكافي فى تحقيق اختراقات سياسية كبيرة تحجز للكتلة موقعا متقدما ضمن القوى الوطنية..

ابرز الاجندة

وينتظر ان ينعقد اجتماع الهئية القيادية بكامل عضويته في الثالث والعشرين من مارس الجاري بإحد فنادق القاهرة ، في وقت كشفت فيه مصادر واسعة الاطلاع (للكرامة) عن اجراء تعديلات واسعة في كابينة القيادة والهيكلة خلال الاجتماعات المرتقبة والذي كان من المفترض أن تنطلق غدا الجمعة ولكن تم تأجيلها لمزيد من الترتيبات والتجهيزات.
وثمة تسريبات عديدة خرجت خلال الاونة الاخيرة عن وجود خلافات داخل الكتلة غير ان حاكم اقليم دافور ورئيس حركة جيش تحرير السودان والقيادي بالكتلة مني اركو مناوي اعتبر ان ذلك نتاج طبيعي، وقال للكرامة معلقا على معرض الطرح : هي كتلة وسياسية وفي توقيت حساس تمر به البلاد من الطبيعي أن يكون هنالك خلافات او قل تباين في وجهات النظر كابلغ توصيف.

ملف العلاقات الخارجية
ويري مراقبون ان الكتلة الديمقراطية لم توظف وجود قياداتها بالجهاز التنفيذي مثل جبريل ابراهيم الذي يتقلد منصب وزير المالية واركو مناوي حاكم اقليم دافور ومبارك اردول الذي كان ممسكا بملف الشركة السودانية للموارد المعدنية، ورغم تقاسمهم السلطة مع المؤسسة العسكرية بالجهاز التنفيذي الا انهم لم يستطيعوا قراءة الكيفية التي يفكر بها المكون العسكري ، او ما الذي يريده البرهان؟ كما أن التحالف يعاني من اشكاليات حقيقة بملف العلاقات الخارجية ويتبين ذلك من خلال عدم توظيف جبريل ومناوي للامتداد العشائري لهما بدولة تشاد في ازمة الحرب على الاقل في تحييد أو وقف نظام محمد دبي، وايضا علاقات اردول بقيادات جنوب السودان من خلال الحركة الشعبية وثيقة الصلة بنظام الرئبس سلفا كير ميارديت بجوبا.
ويشير المراقبون الي ان واحدة من ايجابيات الكتلة رغم الاخفاقات في الملف التنظيمي قربهم من الشعب حيث أنهم ظلوا يجولون بولايات السودان المختلفة قبل وبعد الحرب.

مواقف جديرة بالاحترام

ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اسامة عبد الماجد ان مواقف الكتلة الديمقراطية فيما يجري بالبلاد مواقف وطنية وذلك على صعيد بعض القوي داخلها حيث أن بعض الأطراف اتخذت في بداية الحرب موقف الحياد مما أضر بالموقف الكلي للكتلة.
ويضيف عبد الماجد بان غياب الرؤية التنظيمية للكتلة أضر بها كثيرا رغم اجتهاداتها في الآونة الاخيرة لتسمية جعفر الصادق رئيسا وربما كانت الخطوة شكلية أكثر من كونها حقيقية حتى عندما تلتقي أطراف خارجية او رئيس دولة ان تقول لديها رئيس وعلى سبيل المثال زيارتها لدولة جنوب السودان.
ويواصل محدثي ويقول بان شح المال معوق رئيسي لحركتها وتنظيم برامجها ومؤتمراتها الصحفية حيث كان بالإمكان ان يَكون هذا التحالف هو الذراع السياسي القوي للمؤسسة العسكرية منذ اكتوبر 2021 ولكن عدم التنسيق داخل صفوفها او لربما لعدم ثقة الجيش فيها لم ينجح مشروعها بان تكون سندا للقيادة العسكرية ولكن مع ذلك يري أسامة عبد الماجد بان موقف الكتلة السياسي جدير بالتقدير والاحترام وهو دعواتها على الدوام بعدم اقصاء اي قوي سياسية من المشهد السياسي.