قطار النصر باتجاه محطة “مدني”
شهادتي لله
الهندي عزالدين
قطار النصر باتجاه محطة “مدني”
~ وبعد انتصارات أم درمان الباهرة ، وتحرير الإذاعة والتلفزيون أكبر حصون التمرد في أم درمان ، ينتظر الشعب السوداني الصابر الصامد دخول الجيش الباسل والقوات النظامية الأخرى “مدني” العزيزة الجريحة ، وطرد الجنجويد الجبناء من أرض الجزيرة الطاهرة الخضراء.
~ لقد طال انتظارنا يا سعادة اللواء دكتور “ربيع عبدالله” واللواء “محي الدين سعيد” قائد الفرقة الأولى إبن الجزيرة الذي أتت به القيادة العامة للجيش خلفاً لسلف لم يراعي قسماً ولا ذمة ، فسقطت الجزيرة كلها بين غمضة عين وانتباهتها وسط ذهول الملايين.
~ هذه الفجيعة تحتاج لقائد جديد يداويها ، فارس من مدرسة الفرسان ، وبطل من مصنع الرجال.. الكلية الحربية ، أسد يزأر فترتعد الضباع ، وتفر كما فرت من حيشان الإذاعة صباح الثاني من رمضان.
~ وخيراً فعل القائد العام أن اختار أحد أبناء الجزيرة ليمسح عن جبين الفرقة الأولى ما علق بها من هوان ، ويعيد لها عزها وعزتها ، ويسترد كرامة أهله المنتهكة في المعيلق والسريحة والتكينة وأبوقوتة وفداسي وطابت والمسيد والنوبة وأم مغد والترابي وغيرها من قرى وفرقان الجزيرة شرق النيل الأزرق وغربه.
~ (مدني لازم ترجع) هاشتاق جال الأسافير ولف الدنيا ، وأصبح هتاف كل أهل السودان، متجاوزاً جغرافيا الولاية ، مستقراً في الضمير الوطني ، حيث اهتزت المشاعر واهتاجت القلوب ، وأحس الجميع شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً بألم الاختراق الكبير للوسط الجامع ، قلب الدولة ومركز اقتصادها، مخزن غلالها وغذائها ومأوى النازحين.
~ أفراحنا يا جيشنا لن تكتمل إلا بتحرير الجزيرة والخرطوم وبحري ، ثم ننطلق لتحرير دارفور ومداواة جرح “الجنينة” الكبير ، بنفرة أبناء دارفور أنفسهم وتداعيهم حول القوات المسلحة لطرد المرتزقة الأجانب من أرض (السلطنة) التي كانت تكسو الكعبة المشرفة، وتخرج منها القوافل على درب الأربعين محملةً بالنِعم والأنعام ، خيراً عميماً يحكي عن تاريخ وعظمة دارفور.
~ نعلم أن جيوش تحرير الجزيرة جاهزة وقادرة وقاهرة ، ونعلم أن قادتها على قدر عال من الجسارة والكفاءة والغيرة على الوطن والولاء للشعب، لكننا نستحثهم ونستثير حماسهم، ليلحقوا سريعاً بقطار الانتصارات الذي انطلق من أم درمان ولن يتوقف إلا في نيالا وزالنجي والجنينة.
~ مدني لازم ترجع يا جيش، هذا قرار الشعب وأمره السامي ، وعلى قوات الشعب المسلحة تنفيذه ، بعد ضربة أم درمان القاضية التي توَجّع منها الجنجويد في تشاد والنيجر والجنوب الليبي ، وصرخ لها ساداتهم في مدن الأبراج الزجاجية ، فقد أذلت أسود كرري والمهندسين كلاب الصحراء ثم قضت عليهم بالجملة بعد أن ظل النداء مرفوعاً لهم لشهور .. استسلموا وأخرجوا رافعي الأيدي وسلموا سلاحكم ، فأبوا واستكبروا حتى جاءتهم الزلزلة وأخذتهم إلى حساب المنتقم الجبار.
~ الجيش الذي يسنده الشعب لن يُقهر .. ودولة السودان باقية واحدةً موحدة مهما تعاظمت المؤامرة وتكاثر الجنجويد.