معركة الاذاعة .. تكتيك ومهارات وتمويه

تقرير _ محمد جمال قندول

نصر كبير حققته القوات المسلحة السودانية والأجهزة النظامية الأخرى والمستنفرين في معركة الكرامة بمحيط الاذاعة وجدان الامة السودانية وصوت السودان الجامع للهوية الوطنية والاثير الذي يبعث الطمأنينة في نفوس كل من يحرك المؤشر نحو اذاعة امدرمان.. أمس كانت (هنا أمدرمان) (هنا القوات المسلحة) الصامدة الباسلة وهي تدحر عناصر المليشيا الإجرامية بمعركة الاذاعة التي قصمت ظهر المليشيا .

هنا أمدرمان
و اعلنت القوات المسلحة في بيان رسمي إنتزاع مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون ( ذاكرة ووجدان الأمة السودانية) ، من دنس مليشيا آل دقلو الإرهابية والمرتزقة القادمين من الدول الأخرى واهدت القوات المسلحة النصر الكبير لجموع شعبنا السوداني الكريم
بداية النصر
وكان التحام جيش منطقة وادي سيدنا العسكرية مع اخوانهم في سلاح المهندسين هي نقطة البداية لتوسع العمليات العسكرية وانتصار القوات المسلحة في الإذاعة حيث بدا الحصار الفعلي للتمرد من قبالة السلاح الطبي والمجلس الوطني مرورا شمالا على شارع النيل ثم غربا من أحياء العباسية والعرضة وسوق امدرمان ومن جهة الجنوب ود نوباوي القديمة والهجرة وحي العمدة وحتي شمال كوبري شمبات ومن الثلاث اتجاهات بدأ الزحف نحو الاذاعة والتي لم يكن امام المليشيا سوى شرق النيل حيث قدمت القوات المسلحة عمليات بطولية ودروسا في العمليات العسكرية المحكمة بتحرك محاورها على الثلاث جبهات محكمة الخناق على المليشيا بالإذاعة قبل ان تنهار صباح امس وتنتصر القوات المسلحة
عتاد المليشيا
وكان من الملفت ان مليشيا الدعم السريع حشدت المئات من التاتشرات المدججة بالسلاح والأسلحة الثقيلة بجانب الآلاف من الجنود والمرتزقة وكانت من أكبر القواعد العسكرية للتمرد بولاية الخرطوم ونقطة انطلاق لكافة أنحاء محليتي امدرمان وكرري قبل أن يبدأ التساقط لهذه القوات رويدا رويدا..
وكشفت عملية الأمس عن خسائر كبيرة منيت بها المليشيا من خلال عشرات العربات التي تم تدميرها بالكامل واستلام عدد مقدر من السيارات الجيدة والسلاح.
واظهرت مقاطع الفيديو متداولة امس ملابسا لعناصر المليشيا مما يدل على أنهم ولوا هاربين نحو النيل ومن المؤكد ان بعضهم لقى حتفه بينما سلم اخرون انفسهم للقوات المسلحة.

خروج العطا

برز مساعد القائد وعضو مجلس السيادة الفريق اول ركن ياسر العطا منذ بداية الحرب في مسارح العمليات بأمدرمان الكبرى من خلال متابعته واشرافه المباشر على سير العمليات العسكرية وكان لوجوده بالميدان دافعا ومحفزا للقوات والمستنفرين وهم يعاصرون واحدا من رموز الدولة والقوات المسلحة بينهم حيث كان العطا دائم التجوال يطوف على الوحدات العسكرية رغم التعقيدات الامنية والصعبة التي كانت يمر بها الجيش لقلة الاعداد والمؤن، وخلال الآيام الماضية خرج العطا من ولاية الخرطوم لولاية كسلا ويبدو ان المليشيا اعتبرت ذلك هزيمة للجيش باعتبار ان النصر لم يكتمل في امدرمان ولكن وضح جليا ان خروج الفريق أول ياسر كان جزء من خطة التمويه العسكرية التي َوضعتها قيادة القوات المسلحة لتحرير الاذاعة.

نقطة محورية

من واقع الحال ان انتصار القوات المسلحة بالإذاعة سيكون دافعا للجيش بدافور ولاية الجزيرة خاصة وان الادارات الأهلية انحازت لها بشكل واضح وكان الملتقى الجامع للإدارة الأهلية بالسودان والذي احتضنته القاهرة يوم السبت الماضي انحاز بشكل مباشر للقوات المسلحة وتم الاعلان خلاله عن ضرورة المحافظة على مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الأجهزة النظامية كما ادان المؤتمرين جرائم انتهاكات الدعم السريع وطالبوا بتعويض المتضررين، والمشاركة الفاعلة خلال المؤتمر المذكور خاصة من ولايات دافور لها دلالات واضحة بتغيير مجريات الاوضاع على دافور وفيما يتعلق بالجزيرة فان الجيش احكم سيطرته بمحاصرتها من ثلاث محاور.