“حمدوك” ورهطه .. المتاهة القديمة !!

شهادتي لله
الهندي عزالدين

“حمدوك” ورهطه .. المتاهة القديمة !!

~ في تنوير صحفي بالقاهرة، نقلت تفاصيله بعض المواقع الإخبارية، قال رئيس الوزراء السابق د. “عبد الله حمدوك” إن (تقدم تعاني كثيراً في مجال الإعلام واختيار ناطقين رسميين وفقاً للكُتل يضر بالتنسيقية ، يجب أن يتولى مهمة الإعلام أهل الإعلام).
~ “حمدوك” في الفقرة أعلاه يوجه نقداً مباشراً للناشطيّن الطبيب “علاء نقد” و”رشا عوض” وهما ناطقان باسم (تقدم) ، والسؤال كان عن هجوم المتحدثين باسم (تقدم) على مصر باستمرار ، بينما هو الآن يطمح إلى دور مصري كبير في إنهاء الحرب بجمع الفريق أول “البرهان” وقائد التمرد “حميدتي” في القاهرة.
~ صحيح أن إعلام (تقدم) فشل بالفعل في عرض وتسويق مواقف التحالف الذي يقوده “حمدوك” ، رغم ملايين الدولارات التي أهدرتها عليه المعونة الأمريكية ومليشيا الدعم السريع ، إلا أن المشكلة الأساسية في رأيي ليست في إعلام الناشطين الضعيف وغير المحترف، وقد ظل بهذا الشكل حتى في أيام حكومتي (قحت) ، ولكن المعضلة الكبرى تكمن في الموقف السياسي الموالي للتمرد، وهذا الموقف لا يمكن تسويقه أبداً وسط الشعب السوداني ، ولو أنفقت المعونة الأمريكية كل ميزانية الولايات المتحدة على إعلام (تقدم) المتأخر.
~ غير أن ما استرعى انتباهي في حديث السيد رئيس الوزراء المستقيل ، أنه قال بشأن العملية السياسية : (الناس الذين يؤججون الحرب لا يمكن أن يكونوا جزءاً من العملية السياسية) !!
وطبعاً الذين يؤججون الحرب هم قادة الجيش وكل الشعب السوداني البطل الذي يقف مناصراً للجيش بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة ابتداءً من المقاومة الشعبية المسلحة، وإلى الإعلام الوطني الداعم للجيش مقابل إعلام المليشيا و(تقدم)، ورجال المال والأعمال الذين ينفقون أموالهم تسليحاً وتشويناً للجيش، وإلى كل سودانى وسودانية أصيلة كتب/ت حرفاً أو قال/ت كلمةً نصرةً للجيش على صفحات وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي.
~ إذن كل الشعب السوداني – عدا شُلة (تقدم) وعصابات الجنجويد – يؤجج الحرب ، وبالتالي كل الشعب لا يمكنه المشاركة في العملية السياسية التي يعنيها “حمدوك” أفشل رئيس حكومة مرت على امتداد تاريخ السودان !!
~ عن أي عملية سياسية تتحدث وأنت أحد أهم أسباب فشل الفترة الانتقالية ، بعجزك السياسي وضعفك الإداري ، وقلة حيلتك ، وهوانك أمام الأجنبي العربي والغربي ، فاستحال السودان إلى ساحة كبرى للفوضى السياسية والسيولة الأمنية، تديره غرف الاستخبارات الأجنبية ، ويعربد فيه دعاة الكراهية من بقايا اليسار السوداني الكريه الذي ما أنتج ثقافةً للسلام والحوار والتنمية، غير ثقافة (الدوس) و(البل) وإهانة الجيش والاستهزاء بالشرطة.
~ كانت تلك بضاعتهم ومرجعيتهم التي أسست لبيئة الحرب ، وكانت شعاراتهم وهتافاتهم الغبية تُجلجل في الشوارع :(كل كوز ندوسو دوس) ، ( معليش معليش ما عندنا جيش) و (كنداكة جات .. بوليس جرى) !!
~ لم يسألهم ” حمدوك” ولا “الخطيب” ولا “الدقير” ولا ” برمة” ولا “السنهوري” : لماذا تدوسون الناس ؟ لماذا تنشرون هذه الثقافة وسط الأطفال والشباب ، وتهددون خصومكم فقط لأنهم يخالفونكم في الفكرة والموقف السياسي؟!
هل دولة الحرية والعدالة تقر (الدوس للكل) دون قانون ودستور ومحكمة ؟
هل (البل) هو مُنتَج (الحرية) وثمرة (السلام) ؟!
~ لقد ظلوا يتوعدون الناس بالبل أربع سنوات عجاف، حتى جاء يوم البل الجنجويدي الذي لم يميِّز بين (كوز) و(قحاتي)، البل بالمدفعية الثقيلة والصواريخ والدوشكا وليس بل المواكب وقفل الطرقات بالحجارة !!
~ ليتهم يرعوون .. وليتهم يعقلون بعد كل ما أصاب السودان من بل ، هو حصاد مواسم الكراهية التي زرعوها في قلوب هذا الشعب الطيب.
~ للأسف .. يبدو واضحاً أن “حمدوك” ورهطه لم يتعلموا شيئاً من درس الحرب ولن يتعلموا.

اقرأ أيضا