كلنا معبورين
خلف الاسوار
سهير عبدالرحيم
كلنا معبورين
من منا لم يبك رمضان ….؟
من منا لايتمنى (بس) العودة الى بيته ..؟
من منا لايعض أصابع الحسرة على وطن أضعناه ..؟
من منا لايسترجع يومياً شريط ذكريات رمضان ….؟؟؟
كل تبريكات تلقيناها لرمضان هذا العام كانت مخنوقه بالعبره ، عبرة غربة ووجع وفقد وحسرة وخذلان وضياع ، عبرة يتم و تشرد و آمال وأحلام تكسرت وتبددت وتبخرت وتلاشت .
عبرة بلدان لا نعرفها ولا تعرفنا ،لا نعشقها ولا تحبنا ، لسنا أهلها ولاهم أقاربنا ، شوارعها مضيئة ولكنها باهتة وأسواقها ممتلئة ولكنها فارغة وسياراتها فارهة ولكنها تحمل لوحات القاهرة الإسكندرية الرياض جدة دبي عجمان الشارقة الدوحة عمان و أديس أبابا .
وجوه حادة و إبتسامات مصنوعة ولهجات وأزياء وثقافات تعمق وتزيد من غربتنا ، وتكسر خاطر الترف والرفاهية،وتصفعنا بورق الريال والدرهم والجنيه و البر فنتحسس جيوبنا فلا نجد ما نصمد به غير جواز أزرق هو كل ما تبقى من هويتنا .
كل شمس تشرق في غربتنا تصرخ معنا قائلة السودان وكل قمر أطل و أفل كان يسبقنا الى الخرطوم، وهلال رمضان ليس ذات الهلال وأن ثبتت رؤيته ، فقد أطل على أستحياء في دول وأنكرته اخرى وغم على آخرين. ولايدري أيطل على السودان أم ينتظر حتى لاينكأ جراح الذكرى السنوية للنكسة والموت والشتات.
وكأني به يواسينا ، يواسي الشوارع والميادين و فسحات البيوت و دكاكين الحلة يواسي المساجد و صلاة التراويح والبروش والطواقي يواسي الصينية والبليلة والتمر وملاح الروب يناجي الحلو مر والابري الابيض والرقاق وصحن الجيران يبكي معانا حرقة غياب صوت (يابا) وضحك (يمه) .
خارج السور :
هلالنا حزين و (رمضاننا غير) و(صينيتنا فاضيه وسفرتنا ناقصة ملاحنا بايت وآبرينا مسيخ و وطنا مجروح) … ولا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم…