شهداء الحرس الرئاسي

شهداء الحرس الرئاسي
محمد عبدالباقي نورالدائم

شهداؤنا يا منارات الفجر الوضيء
هؤلاء الفتية كيف استطاعوا أن يثبتوا ويهزموا الرعب من الموت والخوف من الرصاص، أي روح قدسية تملكتهم في تلك اللحظة، أي بطولة يعجز عن وصفها اللسان ،حين يبذل الشهيد روحه طواعية، حين يثبت في مواجهة الموت، حين يسمو على الحياة التي نحرص عليها بغريزة أساسية، مثلنا مثل سائر المخلوقات تهرب القطة حين نفزعها، يطير العصفور حين نقترب منه، كلنا نحرص على الحياة، مهما ضقنا بها، حتى لو تمنينا الموت بطرف اللسان، تكذّبنا جوارحنا، لأنه حين يقترب الخطر، أو توشك أن تدهمنا سيارة، نقفز إلى الرصيف المجاور، بسبب الرعب، رغم أننا كنا منذ دقيقة واحدة نتحدث عن ضجرنا بالحياة.
ما قاله الشاعر صلاح أحمد إبراهيم هو وصف دقيق لهذا الإصطفاء والإختيار :
يا منايا حوّمي حول الحمى واستعرضينا
واصَطفي كل سمح النفس، بسام العشياتِ الوفي
الحليمَ، العفّ ، كالأنسامِ روحاً وسجايا
أريحيِّ الوجه والكفّ افتراراً وعطايا
فإذا لاقاك بالباب بشوشاً وحفي
بضميرٍ ككتاب الله طاهر
فأنشُبي الاظفار في اكتافِه واختطفي
يقيني أن هذا الوطن سيبقى محل فخر وإعتزاز، وسيبقى سياجه متين بسواعد جنوده المجهولين المنسيين والعين الساهرة ودرعه الحصين.
فسلامٌ سلامٌ على أرواحهم الطاهرة، وسلامٌ على ذكرهم وعلى ذكراهم وعلى ما تبقى فينا من أمل. و سلامٌ على من استبقهم وعلى الشهيد المحتمل ، سائلين الله لهم الفردوس الأعلى مع زمرة الشهداء والأبرار والصالحين وحسن أولئك رفيقا…