قرى سكر سنار تحت الحصار

افياء
ايمن كبوش
قرى سكر سنار تحت الحصار

# قبل يومين اثنين، سرت تلك الشائعة مثل سريان النار في الهشيم.. مثلها وشائعة (اللواء البيتي) التي لم يتكرم اعلام القوات المسلحة بنفيها، مع ان العميد الركن نبيل عبد الله، الناطق الرسمي، معروف في الاوساط الاعلامية على نحو (دكيكيني) بأنه (النافي الرسمي)، خاصة في قروب الجمهورية الرابعة الذي يضج بالمسئولين الحكوميين (فرز اول) ولفيف من الصحفيين والاعلاميين.
# طافت الشائعة بصفة اخص في الاوساط السنارية، والاغرب والاعجب ان من خصتهما الشائعة، يتواجدان في رقعة جغرافية واحدة بولاية سنار، حيث (يكمن) اللواء الركن دكتور ربيع عبد الله في قيادة الفرقة 17 مشاة سنجة، فيما (يعسكر) العميد علي حسن بيلو بين ضفتي النهر والترعة عند خزان سنار وهناك (الحامية) واللواء 265 دفاع جوي او (داجو) كما يهوى المحبين..
# قالت الشائعة ان اللواء ربيع ترقى الى رتبة الفريق، بينما ارتقى بيلو الى رتبة اللواء، علما بان كليهما خارج نطاق الاستحقاق في الترقي حسب التراتيبية العسكرية، اللواء ربيع من ابطال الدفعة 37 كلية حربية، وهناك ابطال الدفعة 36 وابرزهم حاليا اللواء الدكتور نصر الدين عبد الفتاح محمد سليم، قائد سلاح المدرعات، مازالوا في الصف ينتظرون، فكيف بالله عليكم قفزت هذه الترقية ب(براشوت) استثنائي من المدرعات لكي تستقر في سنار ؟ وعلى ذات الحال ذهبت الى الجنائن وحديقة الحكومة وخرير الماء عند صخور الجنينة ومحطة التوليد، لكي تسأل عن البطل العميد علي حسن بيلو دونا عن ابناء دفعته التي تحمل الرقم 41.. ولكن اشد ما استوقفني، او قولوا اثار استغرابي الشديد في روايات الترقي هذي، هي ان من دبجوا المقالات تطريزا ومدحا في البطلين، هم انفسهم اكثر الناس انتقادا لحركات الجيش.. واكثرهم حديثا عن ما يحدث في مسرح عمليات سنار، اذ مازال اهلنا في قرى غرب سنار والقرى المجاورة لمصنع السكر، تعاني ما تعاني من البطش الغاشم للمليشيا المتمردة التي اطمأنت تماما بان الجيش المتواجد بكميات كبيرة في مدينة سنار، لا يعبأ كثيرا بوجودهم، ولا يعبأ كذلك بمعاناة اهلنا في تلك القرى، خاصة اولئك الذين اعجزتهم الحيلة ولم تكن لهم استطاعة للنزوح الى داخل المدينة مثل الكثيرين الذين هجروا منازلهم وتركوا ممتلكاتهم للمليشيا حين آثروا السلامة.. لذلك اسألكم ونفسي كيف نفرح لترقية اللواء ربيع والعميد علي حسن بيلو والحال هو ذات الحال، لم يتحرك قيد انملة وقد زارنا البرهان ولم نكسب الرهان، ثم زارنا ابراهيم جابر وقلنا يا ساتر، وكان العشم كبيرا في زيارة محمد عباس محمد اللبيب، ولكن.. مازالت المليشيا آمنة مطمئنة ودفاعات الجيش في كوبري العرب على بعد كيلومترات من الانتهاكات، ولكن لا حياة لمن ننادي.. وهاهي المليشيا تبدأ التدوين المدفعي من بعيد حيث سقطت عدة دانات في بعض القرى مثل ام ساق والحمد لله لم تصب احدا بأذى ومازال السؤال قائما ؟ متى يحس الجيش بمعاناة المواطنين في غرب سنار ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.