تقارير اممية: إحصاءات مخيفة لنساء اغتصبتهن المليشيا بالسودان
قتيلات ومغتصبات ونازحات ولاجئات واسيرات ومختطفات فى اليوم العالمي للمرأة..
نساء السودان .. عام الرمادة..
تقارير اممية: إحصاءات مخيفة لنساء اغتصبتهن المليشيا بالسودان..
تنديد بتحول جسد المراة الى ميدان للمعارك..
الكرامة: هبة محمود
ما بين قتيلات ومفقودات ونازحات ولاجئات ومغتصبات واسيرات حل بالأمس، اليوم العالمي للمرأة على نساء السودان وسط ظروف قاسية يعشنها و هن يعتصرن وجعة الألم والفقد والحرب التي نالت منهن ما نالت مانالت لتحيي كل منهن اليوم بطريقتها الخاصة؛ مع شعارات مرفوعة تنادي برفع الظلم والماسي وقسوة الاقدار التى رتبتها معارك السودان وانتهاكات مليشيا الدعم اليريع عن كاهلهن المجهد بكثير من الفظائع والمواجع.
ومع استمرار القتال في السودان فان أكثر الفئات التي نالت منها الحرب هي النساء في ظل ما تعرضن له من انتهاكات وحشية مبنية على النوع الاجتماعي والقتل والاضطهاد والاغتصاب والفقد والنزوح واللجوء والتشريد .
وحملت تقارير اممية إحصاءات مخيفة للنساء اللائي تعرضن للاغتصابات بالسودان فيما كشفت روايات لمغتصبات ومختطفات هول ما تعرضن له من قبل مليشيات الدعم السريع في مناطق مختلفة من الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان.
وفيما كان الثامن من مارس كل عام يمثل رمزية خاصة لسيدات السودان وهو يحتفين بعيدهن مطالبات؛ لنيل المزيد من الحقوق والمناصب الدستورية و التنفيذية حل عليهن هذا العام وهن يطالبن بكف الاذى عنهن في أبسط حقوق يمكن ان يطالبن بها وبعضهن يرددن بأن الحرب اعادتهن مئات السنين الى الوراء.
سبي النساء
وتعتقد ناشطات ان اليوم العالمي للمرأة هذا العام كان الوسيلة الأنسب للضغط على مليشيا الدعم السريع بالكف عن اذية النساء واستخدامهن في هذه الحرب وممارسة الانتهاكات الجنسية والجسدية ضدهن غير ان هذه المليشيا لا تعرف ماذا يعني اليوم العالمي للمرأة وفق قولهن.
وتنظر الناشطة نهاد سعيد إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة جاء حزينا للغاية وفق ما تتعرض له نساء السودان منذ اندلاع الحرب في الخرطوم ومن قبلها دارفور مؤكدة ل “الكرامة” ان المرأة السودانية تحملت فقد زوجها وابنها فضلا عن فقد حياتها بصورة مفاجئة وبعد ان كانت عزيزة قومها سيدة بيتها أصبحت اما مستضافة لدى أقاربها او نازحة في معسكر او دار إيواء او اما غريبة في بلد اخر او ولاية أخرى.
وترى نهاد ان الحرب بصورة عامة ومليشيا الدعم السريع بصورة خاصة افقدت المرأة السودانية حياتها وقيمتها ما جعل هذا اليوم حزينا كئيبا على السيدات السودانيات بشكل عام لان من لم تعان منهن الم الفقد او الاغتصاب عانت آلام النزوح واللجوء والفقر منوهة إلى مليشيا الدعم قامت بسبي النساء وبيعهن في عيدهن.
الاخذ بالثأر
في المقابل تعتقد سهام محمد _ سودانية في عقدها الثالث، أن الوقت ليس مؤاتيا للاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام بالنسبة لنساء السودان حيث أن الاحتفال وفق قولها يجب أن يكون عقب القضاء على مليشيا الدعم السريع نسبة لما ارتكبته من جرائم في حق المرأة بشكل عام من انتهاكات موثقة لدى الأمم المتحدة يجب محاكمتهم اولا عليها، ومن ثم الاحتفال.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك في آخر تقرير له؛ مطلع مارس الجاري؛ انه ومنذ بدء النزاع في أبريل الماضي، قد وثّق مكتبه 60 حادثة عنف جنسي مرتبطة بالنزاع شملت ما لا يقل عن 120 ضحية في جميع أنحاء البلاد، غالبيتهم العظمى من النساء والفتيات.
وأشار إلى أنه من المؤسف أن هذه الأرقام لا تعكس إلى حد كبير الواقع مبينا أن تقارير افادت بأن مليشيا الدعم السريع ومسلحين ينتمون إليها مسؤولون عن 81% من الحوادث الموثقة”.
وتقول سهام” كيف يتم الاحتفال باليوم العالمي للمراة في ظل ما تعرضت له المرأة في السودان خلال الحرب ، فان هذا الاحتفال لسنا جزءا منه الا بعد الاخذ بثأرنا.
برود في التعاطي
والقت الحرب الدائرة في السودان بظلالها على الأوضاع النفسية التي يعيشها الجميع خاصة المرأة ليأتي الاحتفال باليوم العالمي لها هذا العام مختلفا عن الأعوام الماضية الذى كان يسهد احتفاءا وندوات و مبادرات تقام في هذا اليوم ليكون ملاحظا حالة البرود في التعاطي مع اليوم الذي طالما ظل ذا مكانة مقدسة لدى المرأة السودانية شأنها شان سيدات العالم .
ووفق ما هو مبذول على محركات البحث؛ فان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، يأتي دلالة على الاحترام العام للمرأة وتقديرا لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية اذ جاء الاحتفال بهذه المناسبة بعد عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945، وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.
مستويات العنف
وقال محامو الطواريء _ (ناشطون حقوقيون) _
ان الثامن من مارس هذا العام أتى ونساء السودان يواجهن أعلى مستويات العنف ونقص الحماية والامان بسبب إختلالات ألة عنف الدولة والتي ظلت تشعل الحروب في السودان منذ أكثر من 60 عام، وظللن يدفعن النصيب الاوفر من كلفتها .
واشاروا في بيان امس إلى إن إستخدام العنف الجنسي كسلاح للإخضاع والإذلال وإستخدام أجساد السودانيات كميدان للمعارك والعمل على طمس هذه الجرائم وإخفائها وإعاقة تقديم المساعدة الطبية والنفسية للناجيات يعتبر أقبح صور هذه الحرب، بالإضافة للعنف الإجتماعي الذي يتعرضن له في مواقع اللجوء والنزوح ومخاطر الإستغلال الجنسي .
وبحسب البيان فان مئات الالاف من السودانيات يحملن اغلب أوزار الحرب تهجراً وعوزاً اقتصاديا يدفعهن للعمل في مهن لم يعتدن عليها من قبل، لتأمين عيشهم ومن أجل مجابهة المجهول والجوع من أجل أطفالهن اليتامى او الذين أختفي أباءهم او فقدوا مصادر رزقهم بسبب الحرب .
وتابع: يعاني مئات الالاف اليوم من النساء الحوامل والأمهات المرضعات من عدم الحصول على الرعاية الصحية والمساعدة العاجلة والفورية مما يهدد حياتهم للخطر ، مع انعدام احتياجات الصحية والنوعية وعدم الحصول على رعاية صحية إنجابية ، بسبب إنهيار النظام الصحي ، وإنعدام الموارد المالية ، وصعوبات التنقل فضلا عن مئات الالاف من الطفلات والنساء حرمن من مواصلة تعليمهم بسبب توقف المدارس والجامعات بسبب الحرب ويواجهون مستقبلاً مجهولاً بسبب حال إستطال أمد النزاع المسلح.
قضية محددة
وطالبت سيدات ان يخصص اليوم العالمي للمرأة في السودان والايام التي تليه لقضية واحدة فقط وهي التنديد والكشف عن المزيد من جرائم الدعم السريع، ووضعها على طاولة العالم رغم معرفة العالم بها خاصة وان مارس يعتبر شهر المرأة.
وقالت نوال الطيب _ خمسينية _ ان مافعلته مليشيات الدعم السريع والمجموعات الموالية لها في نساء السودان أكبر مما يوصف واكبر من ان ينسينا اليوم العالمي مرارة ماذقناه من الألم مؤكدة في حديثها ل (الكرامة) ضرورة ان يكون هذا اليوم والأيام التي تليه من شهر مارس ايام للتنديد بجرائم الدعم السريع ونشرها على أوسع نطاق.
ودعت جميع وسائل الإعلام المختلفة لتخصيص مساحات كبيرة بشكل يومي للوقوف على مافعلته مليشيا الدعم السريع بحرائر السودان.