الورش .. والمعايش

ما وراء الخبر
محمد وداعة
الورش .. والمعايش
26 مارس انعقاد ورشة الاصلاح الامنى و العسكرى ، 30 مارس صدور توصيات الورشة فى غياب الجيش و الامن و الشرطة
6 ابريل ظهر شعار ( البديل للاطارى هو الحرب ) ، 15 ابريل اندلاع الحرب
ترتكب الحرية و التغيير و تقدم خطأ مزدوجآ هذه المرة ، فتعقد ورشة للاصلاح الامنى و العسكرى فى غياب الاجهزة الامنية و العسكرية
عقد الورشة فى دولة اجنبية ، و حضور خبراء اجانب، يعرض معلومات امنية و عسكرية للتسرب
فى 26 مارس 2023م بدأت في الخرطوم أعمال ورشة الإصلاح العسكري والأمني، وفي حين أكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن بلاده تعتزم بناء جيش لا يتدخل في السياسة، وجدد البرهان في كلمة أثناء افتتاح الورشة، التزام الجيش بأنه لن يقف حجر عثرة أمام إصلاح الدولة السودانية، مضيفا أن القوات المسلحة في السودان يجب أن تكون تحت إمرة سلطة مدنية منتخبة ، وقال البرهان إننا نريد بناء قوات مسلحة بعيدا عن السياسة والمشاركة في أي أعمال داخلية ما لم تطلب الحكومة ، من جانبه، قال محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان إن الإصلاح لا بد أن يشمل مؤسسات الدولة كافة، وحول دمج قوات الدعم السريع التي يترأسها في الجيش، أكد حميديتي أن هذه القوات أنشئت وفقا للقانون الذي نظم عملها وحدد مهامها، وتحتاج عملية دمجها في القوات المسلحة إلى قوانين جديدة يصدرها المجلس التشريعي القادم ، مطالبآ بتأجيل دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة ،
تحت الحاح و اصرار حميدتى على ارجاء دمج قواته فى الجيش حتى قيام المجلس التشريعى و اصداره لقوانين الدمج ، و مطالبته بان تكون فترة الدمج 20 عامآ ، و ان تبدأ بنسبة 40% للدعم ، و 60% للقوات المسلحة ، و قبل ذلك يتم تسريح حوالى ( 3000) ضابط ( من الفلول ) ، عقدت الجلسة الختامية فى 30 مارس 2023م ، فى غياب ممثلى القوات المسلحة و الشرطة و الامن ، بسبب اعتراضهم لعدم ادراج التوصيات المتعلقة بالجداول الزمنية بخصوص دمج قوات الدعم السريع فى الجيش ، و التى حدد لها خمس سنوات كحل وسط قدمه فولكر بيرتس ، بين مقرح الدعم السريع ( 20) عامآ و مقترح الحرية و التغيير ( 10 ) سنوات ، و مقترح الجيش ( 3.5) سنوات ،
فى 29 مارس 2023م ، ليلة توقيع توصيات الورشة ، دخلت قوات ضخمة من قوات الدعم السريع الى المدينة الرياضية و ارض المعسكرات ، و حركت قوات الدعم السريع المدرعات من الزرق بشمال دارفور ، و الوقائع كلها كانت تشير الى ان استعدادات الدعم السريع بدأت قبل ختام ورشة الاصلاح الامنى و العسكرى ، و ترافق ذلك مع ظهور شعار ( البديل للاطارى هو الحرب ) ، و قامت الحرب و قضت على الاخضر و اليابس ، و شهد السودان لاول مرة حربآ تنتهك فيها الاعراض و تنهب البنوك و الاسواق ، تيحتل فيها البيوت و تسرق العربات و الاثاث و تستباح المراكز الخدمية و المرافق الخاصة و العامة ،
ترتكب الحرية و التغيير و( تقدم ) خطأ مزدوجآ هذه المرة ، فتعقد ورشة للاصلاح الامنى و العسكرى فى غياب الاجهزة الامنية و العسكرية و فى دولة اجنبية ، وهو ما يعرض معلومات امنية و عسكرية حصلت عليها قوى الحرية و التغيير اثناء فترة حكمها للتسرب و ربما دون قصد منها خاصة فى وجود ( خبراء اجانب ) ، و لا منطق فى عقد الورشة تحت ازيز الرصاص و استمرار انتهاكات مليشيا الدعم السريع ، ان محاولات قوى الحرية و التغيير و ( تقدم ) فرض رؤية لقضية الاصلاح الامنى و العسكرى فى غياب القوات المسلحة و الشرطة و الامن ، و فى عدم مشاركة غالبية الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا ، و فى غياب قوى سياسية رئيسية يقدح فى نوايا منظمى الورشة و المشاركين فيها ، و غنى عن القول ان مخرجات هذه الورشة لا تساوى الحبر الذى كتبت به ،
هذه ورشة ، الورش .. و المعايش ،