الجزيـرة.. ابتلاءات ومخازي وعظات كثيـرة
حـدود المنطق
الجزيـرة، ابتلاءات، ومخازي وعظات كثيـرة
إسماعيل جبريل تيسو
ونقولها ونكررها مثنى وثلاث ورباع، إن الجزيرة، ستكون محطة الجنجويد الأخيرة، وستعلم ميليشيا الدعم السريع أنها ارتكبت حماقة كبرى بنقل تمردها إلى القرى الوادعة، والمزارع الشاسعة، وقتلها المواطنين الأبرياء العزل، واغتصابها النساء، وإهانتها للرجال، وترويعها للأطفال، وتشريدها للشيوخ والعجزة والمسنين، هي فصول قاسية من سِفر الفظائع والانتهاكات التي ترزح تحت وطأتها ولاية الجزيرة منذ شهر ديسمبر من العام الماضي.
قطعاً هو ابتلاءٌ من الله تعالى لولاية الجزيرة وقراها الآمنة، أن يصيبها هذا الفزع والخوف والجوع، وهذا النقص في الأموال والأنفس والثمرات، وقطعاً إن الجزيرة لقادرة على الصبر واحتمال الأذى والعفن الذي خلّفته مليشيا الدعم السريع الإرهابية في جسدها الرحِب، نثق في قدرة الجزيرة على تجاوز جراحاتها واستعادة عافية الأمن والأمان، ونثق في عـودة الجزيرة سُرة السودان، وسلة غذائه، وحضنه الدافئ، وقيمة النبيلة الضاربة في جـذور الجـود والأصالة، والنخـوة والشهامة، والعـزة والكرامة.
ومثلما كان انتقال تمرد ميليشيا الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة ابتلاءً وامتحاناً لأهلها الصامدين الصابرين، كان هذا التمرد، فرصةً لفضح المواقف المخزية والجبانة لبعضٍ من أبناء ولاية الجزيرة من السياسيين البارزين في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” والذين وضعوا أيدهم في يد قائد الميليشيا المتمردة، ووقعوا معه اتفاقاً سياسياً، ليعودوا بموجبه إلى الواجهة، ويستعيدوا بريق السلطة وحكم البلاد.
لقد فشل ” خالد سلك ” الذي استباح الجنجويد قريته “فداسي ” في تسجيل إدانة واضحة ضد هذه الميليشيا، وسقط في امتحان الرجولة، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك ارتهانه للميليشيا المتمردة، ووقوعه في براثن العمالة والارتزاق، ليس على حساب الوطن الكبير الذي خانه وباعه بثمن بخس دراهم معدودة، وإنما هذه المرة على حساب أهله ودمه وعرضه، وإذا لم تستحِ فاصنع ما شئت.