ولاية الجزيرة..الجيش أمام عاصفة التساؤلات

الجيش امام ( عاصفة التساؤلات)..

ولاية الجزيرة.. اكثر من استفهام

قوات العمل الخاص: إكتمال الاستعداد لخوض معركة تحرير الجزيرة..

تحفظات العميد د. طارق الهادي تفجر الاسئلة من جديد..

الكرامة: هبة محمود

بينما كانت التساؤلات حول جدلية تسليم ولاية الجزيرة بوسط السودان او سقوطها على يد مليشيا الدعم السريع تدور في المجالس السودانية جهرا وسرا ، كانت منهجية الجيش في التعامل مع جرائم المليشيا  وغزوها للقرى وترويع سكانها و قتلهم ونهبهم بالولاية تمثل علامة استفهام فارقة لدى الكثيرين سيما في ظل توجيهات صادرة من القيادة العامة للجيش السوداني بدحر وسحق المتمردين.

ومع استمرار الانتهاكات التي تمارسها مليشا الدعم السريع كل يوم بولاية الجزيرة تعالت دعوات المواطنين والقيادين السياسيين والإعلاميين والناشطين ولجان المقاومة للجيش بضرورة التدخل السريع مع ازدياد رقعة التساؤلات حول ما الذي يجري خلف الكواليس والأبواب المغلقة؟!!

وبالتزامن مع تلك التساؤلات ومع هاشتاق انتظم وسائل التواصل الاجتماعي الايام الماضية يحمل شعار ” الحقو ولاية الجزيرة” خرج امس الاول العميد طبيب د. طارق الهادي خلال خطبة صلاة الجمعة بمسجد مستشفى السلاح الطبي بامدرمان موجها انتقادات الى الجيش، بالتباطؤ رغم صدور أوامر من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بدحر المتمردين ليتمدد السؤال ما الذي يحدث داخل قيادة الجيش بشأن الولاية؟ هل ثمة استراتيجية قتالية محددة يتبعها قادته لدحر هذه المليشيات؟ وماذا بشأن المخاوف في ظل دعوات المواطنين للدفاع عن أنفسهم؟ ولماذا ظلت نتائج التحقيق حول سقوط الولاية التي كونها البرهان طي الكتمان؟

تساؤلات مشروعة..

أثارت انتقادات الضابط بالقوات المسلحة؛ طارق الهادي كيجاب للجيش تساؤلات وحفيظة الكثيرين حيال ما يدور، في وقت تباينت فيه الاراء حول تصريحاته كونه ضابطا في الجيش الا ان الكثيرين عدوه حديثا مسؤولا اتسم بشجاعة بائنه حول ما يدور من ردود فعل حيال استمرار انتهاكات المليشيا.

وقال  كيجاب في خطبة الجمعة؛ أن  هناك حقائق كثيرة يجب أن يناقشها الجميع لأن مدني سقطت  خلال ساعتين فقط دون إطلاق طلقة واحدة.
وأضاف” إذا كانت الحقيقة ان هناك قحاتة كانوا في مدني ساعدوا المليشيا في دخولها فان هناك حقائق أخرى يجب أن يناقشها الناس، لأن مدني سقطت في ساعتين، وطلقة ما قامت، بعد أن سحبوا الحاويات التي كانت تغلق كبرى رفاعة.)

وتساءل الهادي ” هل الدفاع عن مدني كان بالحاويتين فقط ؟ وأين الدفاعات والقناصة ؟ وزاد:  إن الجيش في نيالا قاتل 7 أشهر قبل ان تسقط الحامية.

وواصل متسائلا” لماذا انسحب الجيش من الكاملين ورفاعة دون أن يطلق طلقة احدة مؤكدا أن القائد العام للجيش أعلن عن لجنة تحقيق لكن هناك أسئلة منطقية وستظل ولابد من الإجابة عليها اذا اليوم أو غدا.
صبر الناس
وتابع” الناس صبرت وتحملت أذى مبالغ فيه، وأن ما حدث للمواطنين في الجزيرة، اضعاف ما حدث لهم في الخرطوم لان الأخيره عندما قامت فيها الحرب هرب الناس قبل ان تشتد المليشيا لكن فى مدني نهبوا واغتصبوا ودمروا.
وأشار طارق إلى أن الجيش ذهب إلى سنار والقضارف  ومن قبل ذلك ذهب الناظر ابوسن إلى القيادة واخبرهم بامتلاكه 51 ألف مستنفر وطالب بتسليحهم، لكن ذلك لم يحدث .

مخاوف

و يتخوف مراقبون من وضع الولاية بهذا الشكل وتركها لمليشيا الدعم السريع تعيث بها فسادا مع تعالي أصوات الكثير من أبنائها للتدخل لحمايتها عن طريق حمل السلاح على الرغم من وجود مقاومة شعبية الا ان الأسلحة غير متكافئة فضلا عن أن الكثرة تغلب الشجاعة.

وضع خطير
ويعتقد الخبير السياسي” محجوب محمد” ان الوضع داخل ولاية الجزيرة وقراها ينذر بالخطر ويهدد بازهاق المزيد من الأرواح وسط احتياج هذه القوات الغازية للقرى والمدن واستباحتها داعيا الجيش للتحرك السريع .
ويرى محجوب في حديثه  ل”الكرامة” ان تساؤلات د. طارق الهادي كونه احد ضباط الجيش بحاجة للإجابة عليها بشكل فوري خاصة في ظل وجود تعليمات من من قبل قادة الجيش للتحرك للقضاء على مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة.

الاضرار بالأرقام

وكشفت منظمة أطباء حول العالم امس الاول عن إحصائية دقيقة لتفاصيل الوضع الإنساني بولاية الجزيرة منذ دخول مليشيا الدعم السريع الإرهابية إليها في ديسمبر الماضي.
وحسب بيان المنظمة فقد تضررت 6 محليات من محليات الجزيرة الثمانية ما عدا محليتي المناقل والقرشي.
وبلغ عدد المتوفين 166 شخصا منهم 4 أطفال وحوالي 1800 مصابا، إضافة إلى 53 مفقودا بينما تم رصد 7 حالات إغتصاب ووفاة طفلين نتيجة سوء التغذية، بجانب وفاة رجل مسن في جنوب الجزيرة نتيجة عدم حصوله على طعام لمدة يومين.
وحسب التقرير، فقد السكان أموالهم ومخزونهم من المحاصيل والمواد الإستهلاكية مما ينذر بكارثة إنسانية خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك ويضيف: بلغ عدد القرى المتأثرة بالنهب والسلب حوالي 112 قرية حتى الآن ، حيث تم نهب وسرقة جميع السيارات التى فيها.

دفاع

والجمعة قالت لجان مقاومة ود مدني بولاية الجزيرة إن انسحاب الجيش إلى داخل مدينة المناقل ترك قرى عديدة تواجه انتهاكات مروعة ترتكبها قوات الدعم السريع.
وقالت في بيان لها  إن القوات المسلحة ظلت طوال الأيام الماضية تتقدم في الشارع الرئيسي الرابط بين محليتي ود مدني والمناقل مع تجاهل تام لقرى جنوب وغرب الجزيرة التي تركتها خلفها لتعبث بها قوات الدعم السريع كيفما شاءت.
وحذر البيان من حشد الدعم السريع قواته في ود مدني منذ صباح الجمعة الماضية كما استجمع قواته في كل من غرب وجنوب وشمال الجزيرة والتحرك صوب القرى المحيطة بمحلية المناقل، وأكد ان قوات الدعم السريع تستبيح جميع المناطق من (المدينة عرب وحتى عبود ) بلا رحمة.

خلل المشاة

في مقابل ذلك يرى الخبير العسكري عمر أرباب إن المؤسسة العسكرية تعاني من خلل في وجود الافراد المشاة وهو نتاج اعتماد الجيش على قوات الدعم السريع كمشاة طوال الفترات السابقة وتوقف التجنيد لصالح القوات المسلحة؛ ما يعكس حجم الخلل في التفكير العسكري على حد قوله.
ويرى في حديثه ل “الكرامة” ان الجيش يسعى للاستعانة بقوات أخرى لتقاتل وهذه القوات ستحتاج إلى زمن ووقت وهو ما  يعكس سر التأخير في العمليات العسكرية والبطء في احراز التقدم في المعارك من بينها ولاية الجزيرة.

وقال أرباب ان تصريحات د. طارق الهادي لم يوضح من  خلالها الغرض ولا اسباب الضجر من القيادة العسكرية خاصة وان التذمر لن ينتج حلولا والمؤسسة العسكرية تتعامل مع هذه التصرفات ببرود وتعتبره نوع من التنفيس ولن تحظى باي اثر في الواقع .

اسراع الخطى

من جانبه دعا رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل؛ متحركات القوات المسلحة التي حول ولاية الجزيرة لمحاصرة قوات الدعم السريع بالولاية .
وقال الفاضل، في تغريدة له أن قوات الدعم السريع تواصل اعتداءتها على قرى ولاية الجزيرة الأمر الذي أسفر عن سقوط المئات من القتلى في أوساط المواطنين العزل .
وأضاف رئيس حزب الأمة أنه يجب على متحركات القوات المسلحة التي حول ولاية الجزيرة أن تسارع الخطى لمحاصرة قوات الدعم السريع والقضاء عليها.

حسم المليشيات

ويتساءل مواطنون يتبعون لولاية الجزيرة حول ما يدور بشأن تحرير الولاية داعين زعماء القبائل والادارات الاهلية لمقابلة البرهان واستعجال حسم المليشيا.
ويرفض المواطن خالد الطيب فى حديثه ل (الكرامة) ما تقوم به قوات الدعم السريع داخل الولاية من انتهاكات لا يتم التعامل معها وفق ما ينبغي مطلقا تساؤلات حول مصير تصريحات  والي ولاية الجزيرة  الطاهر ابراهيم الخير؛الذي بشر مواطني الولاية  بالعودة إلى منازلهم ومناطقهم قريبا وتابع : الوالي بشر المواطنين بصوم رمضان في منازلهم، والان رمضان يفصلنا عنه ايام فهل يستم دحر هذه المليشيا خلال أيام؟

وكان والي الجزيرة قال خلال تصريحات صحفية الأسبوعين الماضيين إن الولاية ستتحرر قريبا وان على مواطنيها الاستعداد الي العودة إلى مناطقهم وصوم رمضان في ديارهم، مشيدا بجهود القوات المسلحة وقوات العمل الخاص والمستنفرين الذين يعملون بكل جهد من أجل تحرير ولاية الجزيرة.

لجنة تحقيق

ومنتصف ديسمبر من العام الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على حاضرة الولاية مدينة ود مدني وقيادة الفرقة الأولى التابعة للجيش بعد اسبوع من المعارك.
وتعهد رئيس مجلس السيادة ، القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان بمحاسبة المتورطين في إعطاء أوامر للقوات المسلحة لإخلاء مواقعها الدفاعية بمدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة ما فتح الباب لاحتلالها بواسطة قوات الدعم السريع.

وأعلن الجيش في 19 ديسمبر الماضي تشكيل لجنة للتحقيق حول انسحاب القوة من الفرقة الاولى مشاة بود مدني وتعهد بتمليك نتائج التحقيقات للرأي العام.

استراتيجية

بدوره يرى المختص في قضايا النزاعات والحروب مصطفى محمود ان للجيش بالتأكيد استراتيجية في معركته مع الدعم السريع مشيرا إلى ان حرب المدن لها اساليبها الخاصة التي يجهلها المواطن العادي وفق قوله.

ويذهب محمود في حديثه ل “الكرامة” إلى أن تلك الاستراتيجية لاتعني استباحة المزيد من المدن والقرى والانتهاكات التي واجهت ولم تزل تواجه انسان الجزيرة ما يجعل علامات الاستفهام متزايدة داعيا قيادات الجيش للخروج للإجابة على كل الاستفسارات التي تدور باذهان المواطنين خاصة انها بدأت تطلق بلسان قيادات بالجيش نفسه؛في إشارة منه لحديث؛ د. طارق الهادي.
وتابع الجيش مطالب بالخروج او الناطق الرسمي لتوضيح ما يحدث كما أنه بالضرورة بمكان وضع المواطنين في الصورة حول لجنة التحقيق التي  كونت للتحري فى انسحاب القوة من الفرقة الاولى مشاة بود مدني؛ بصورة مفاجئة؛وأضاف: كل الأسئلة بيد قادة الجيش ولا بد من الخروج وتوضيح حقيقةما يحدث .

معركة حاسمة

بدوره اعلن قائد قوات العمل الخاص محمد حافظ عقلة في تصريحات صحفية امس عن إكتمال الاستعداد لخوض معركة حاسمة لتحرير ولاية الجزيرة وتطهيرها، واكد عزم القوات المسلحة على إعادة الأمن والإستقرار في جميع أرجاء البلاد.
وطمأن الفريق عقلة المواطنين في ولاية الجزيرة بأن النصر قادم في الأيام القادمة مؤكدا انهم يعدون العدة لمعركة حاسمة لتحرير ولاية الجزيرة وتطهيرها من المليشيات والمتعاونين والعملاء.

اقرأ أيضا