ضيف مصر في أرض الكنانة
ضيف مصر في أرض الكنانة
يوسف عمارة أبوسن
من يراهن على رضوخ جمهورية مصر العربية للضغط الخليجي فقد ظلم مصر كثيرا ، ف مصر (دولة) .. دولة راسخة ، ذات تاريخ عريق ، دولة تعرف كيف توظف علاقاتها الخارجية بما يخدم مصالحها العليا وأمنها القومي ويدعم خياراتها الإستراتيجية ..
واليوم مصر ترحب بالفريق أول البرهان وتستقبله ، لا ترحاب علاقات عامة ولا إستقبال مجاملات ، وإنما تبياناً لعمق العلاقة الازلية بين البلدين الشقيقين ، وإيضاحاً لحقيقة أن ما يجمعهما أكبر من مصالح وقتية ومواقف تكتيكية ، فمحددات التاريخ والمصير المشترك وأُبوة النيل وحقوق الجوار وصِلات المجتمع وروابط الإقتصاد وشراكة الحضارة والتاريخ ، هي مشتركات لا يمكن أن تساوم الدولة المصرية فيها حتى ولو مُنحت مال قارون (الذي هو مصري بالطبع) ، كما أن هذه المشتركات أصعب من ان يتم تكييفها وفق تصورات المحليين الرغبويين ..
حط الفريق أول البرهان ضيفا على أرض الكنانة ، بلد السودانيين الثاني ، ضيفاً يحمل هم بلدٍ جريح وشعبٌ مشرد ، بلدٌ تثَلّم جسده بخنجر المليشيا الغادر ، وتفرق شعبه أيادي سبأ هرباً من بطش أوباشها ، وغير خفي على مصر وصانع القرار فيها أن قلوب السودانيين ستظل تنضح بُغضاً لكل يدٍ أمتدت ودعمت هذا الخراب سواء بالصوتِ أو السوط أو الصمت ، وبالطبع يدّخر السودانيون بغضاً خاصا يتقربون به إلى الله ، وهو بغضهم لليد الآثمة ، يد دجال العصر التي جمعت أيادي الشر كلها في سلة واحدة ، لكن العزاء أن يد الله فوق كل يد ، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .