ياشيخ الدبلوماسية.. لمن ادخرت الصارم المسلولا ؟!

فنجان الصباح | أحمد عبد الوهاب
ياشيخ الدبلوماسية.. لمن ادخرت الصارم المسلولا ؟!

نجح الزميل الصحفي محمد جمال قندول صاحب( الجمهورية الرابعة) المنتدى ذائع الصيت في استنطاق الدبلوماسي الصامت (على الصادق) وزير الخارجية المكلف لصحيفة الكرامة .. وبهذا الحوار الأول من نوعه باعتقادي أزاح الصادق الستار الحديدي عن فترة الصمت الدبلوماسي التي واكبت عمله كشيخ للدبلوماسية السودانية.
وكان الصحفي الدبلوماسي الراحل شيخ إدريس بركات يقول عن سفير سابق انه ( زول صامت بطبعه تحاوره لمدة أسبوع وربما لا تخرج منه بعد كل ذلك بتصريح)
ومثل ذلك السفير لايصلح َللخارجية ولا تصلح له.. ومكانه أجهزة الأمن والمخابرات.. ويعجبني انموذج سفير فلسطين في لندن في فصاحته ولباقته ولسانه السنين وعندنا مثله عشرات ولكنهم رأوا وزيرهم وشيخهم وقد نذر للبرهان صوما.. فكان لكل واحد منهم نذره أو عذره.
كان بإمكان دبلوماسيتنا أن تشعل الفضائيات والقنوات وكل وسائل الإعلام بقضية وطن مظلوم وجريح يواجه مؤامرة دولية غاشمة وتمردا قبيح..
ولكن دبلوماسيتنا أوكلت المهمة لجنرالات بالمعاش الإجباري ولصحفيين بالمعايش الجبارة..
ووقف أفرادها فراجة..
ناسين أن بالسودان حربا منسية وأزمات ساخنة وَمآس إنسانية راهنة.. وأنهم لسان بلد له تاريخ مجيد وارث طارف وتليد وله ثروات معطلة وثارات مؤجلة..
وبهذا الحوار نتمنى على وزارة الخارجية أن تغادر حالة الحداد والصمت والسبات الإعلامي وتفطر بين يدي رمضان كاسرة الصوم عن الكلام المباح وغيره.
فنحن إلى دبلوماسية قادرة على الابانة والاقناع أحوج منا إلى سفارات بطريقة بئر معطلة وقصر مشيد
كانت أجندة قندول هي أسئلة الشارع وكانت إجابات الوزير دبلوماسية، ويكفي هنا الإشارة إلى الأسئلة المتعلقة ب( مثلث الأزمة) وان شئت فقل ( مثلث الشر) الإمارات والايقاد وتشاد لتدرك انها مهذبة أكثر من اللازم.. وتشبه ما يقوله أهل الكورة عن اللعب في منطقة الجزاء ب ( اللعب بمبدأ السلامة).. وكأن الرجل يريد أن يوفر ما لديه من معلومات خطيرة وذخيرة حية ليوم سوداني اسود..
ولعل سيادته لايدري أن بلاده تتوشح بالسواد منذ ١٤ نيسان أبريل الأسود.
ومما يصح ايراده هنا في مقام العبرة رغم (كثرة العبر وقلة الاعتبار) .. قصة الأمير بدر بن عمار والذي كان في رحلة صيد فالتقي أسدا، وبدل أن يستل الامير سيفه أوسع ظهر الأسد بالكرباج..
حادثة خلدها بيت المتنبي الشهير
أمعفر الليث الهزبر بسوطه
( لمن ادخرت الصارم المسلولا؟)..