زيارة “البرهان” للقاهرة.. ملفات الحرب والهجرة
زيارة “البرهان” للقاهرة.. ملفات الحرب والهجرة
الهندي عز الدين
– أنهى رئيس مجلس السيادة الفريق أول “عبدالفتاح البرهان” أمس زيارة إلى القاهرة استغرقت ساعات التقى خلالها الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”.
– قمة الرئيسين بحثت رؤية القيادة السودانية لإنهاء الحرب بما يحفظ سيادة ووحدة واستقرار السودان، وملفات التعاون الثنائي المشترك ، وقضايا المنطقة ، بما في ذلك الأزمة الإنسانية في “غزة” وضرورة وصول المساعدات حسب بيانات الجانبين عقب الزيارة.
– استقبال “البرهان” الحار والفخيم وفق مراسم رئاسية كاملة، يعكس اهتمام القيادة المصرية بالزيارة التي غطتها أجهزة الإعلام الرسمية بكثافة، كما تم نشر لافتات ترحيب بالبرهان في الطرق المؤدية لقصر الاتحادية، كل تلك المظاهر تؤكد أنها زيارة مختلفة ، ولها ما بعدها في كافة الملفات موضوع القمة.
– الدور المصري في مساعي إنهاء الحرب بالسودان معروف ومعلوم للجميع، منذ أول يوم لاندلاعها ، ورغم الموقف الرسمي الثابت لمصر تجاه المليشيات في المنطقة ، وهو ما جرى قولاً صارماً للرئيس “السيسي” في أكثر من قمة عربية ودولية ، إلا أن الدولة المصرية حرصت على التواصل مع كافة الأطراف ، بما في ذلك مليشيا الدعم السريع وحليفتها (قوى الحرية والتغيير) التي عقدت أكثر من اجتماع بالقاهرة في إطار الجهود المصرية لإنهاء الأزمة في السودان.
– ملف أوضاع السودانيين المقيمين بمصر من أهم القضايا التي بحثها اجتماع الرئيسين ، وقال إعلام مجلس السيادة في تعميم صحفي أمس : (إن الرئيس “السيسي” أكد إلتزامه خلال اللقاء بمعاملة الشعب السوداني المقيم في وطنهم الثاني مصر كمعاملة أشقائهم المصريين في التعليم والعلاج وتسهيل إجراءات الإقامة، ووجه سيادته الجهات المختصة في مصر بتسهيل وسرعة كافة الإجراءات فيما يتعلق بالأشقاء السودانيين. من جانبه شكر رئيس مجلس السيادة الشعب المصري لإستقبالهم أشقائهم السودانيين ، وكذلك قدم سيادته شكره للرئيس السيسي على توجيهاته وإهتمامه بقضايا السودانيين المقيمين بمصر).
– مصر هي الدولة الأكثر استقبالاً واحتضاناً لأعداد كبيرة من السودانيين الفارين من الحرب، إذ بلغ العدد في الشهر الرابع من اندلاع الحرب أكثر من ثلاثمائة ألف سوداني لجأوا للأراضي المصرية عبر المعابر البرية، وتجاوزت السلطات المصرية الكثير من اشتراطات الدخول بمافي ذلك دخول الأطفال والنساء دون جوازات سفر سارية.
– ولكن بعد تزايد أعداد السودانيين في مصر ، ظهرت مشاكل تعذر الحصول على تأشيرات، أو إقامات بسبب اجراءات طويلة ومعقدة، مع فترات انتظار طويلة تمتد لأكثر من شهرين لاستلام بطاقات الإقامة من مجمع الجوازات.
– هناك مشكلة أخرى تتعلق باللاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود المصرية دون وثائق هجرية، وبعضهم تم توقيفه على الحدود أو داخل المدن المصرية.
– وهناك ملف التعليم حيث يدرس حالياً عشرات الآلاف من الطلاب السودانيين في جامعات مصر بعد اضطراب الأوضاع السياسية وعدم استقرار الدراسة بالجامعات السودانية بعد تغيير نظام الحكم في أبريل 2019.
– العلاقات تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً ، لا تنفصم بين الدولتين الجارتين الشقيقتين، فهو شعب واحد .. شعب وادي النيل العظيم الذي توزع على دولتين.
– لابد من العمل المشترك الجاد لتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين ، كمرحلة أولى لتأسيس مشروع وحدة استراتيجية في كافة المجالات ، في أوربا توحدت 27 دولة لا تجمعها لغة واحدة ولا دين واحد ولا تاريخ مشترك في الاتحاد الأوروبي. العالم يتوحد ونحن نتفرق.