الجزيرة تستغيث.. عليكم التحرك للقضاء على هؤلاء القتلة الفجرة

بقلم : ايمن كبوش

استباحت المليشيا المتمردة بلارحمة
الجزيرة تستغيث.. (وااااا برهاناه)..الاحوال تزداد سوءا في منطقة جنوب الجزيرة وقرى غرب سنار …عليكم التحرك للقضاء على هؤلاء القتلة الفجرة …

مضى اكثر من شهر منذ ان قام الجنرال البرهان، القائد العام للجيش، بزيارة مدينة سنار والطواف على الخطوط الامامية والدفاعات الحصينة بكوبري العرب، يومها اعلن الرجل بأنهم منذ اليوم لن يركنوا للدفاع، وتعليماتهم هي مهاجمة العدو على ان يبدأ ذلك بتحرير مدينة ود مدني.. قال ذلك في سنار وردده قبل ايام قليلة في القضارف وكسلا وخشم القربة، بينما تزداد الاحوال سوءا في منطقة جنوب الجزيرة وقرى غرب سنار بعد ان استباحت المليشيا المتمردة كل ما تجده امامها بلا ادنى رأفة وقد أسالت الدماء انهارا..
# الجزيرة تستغيث بالجيش وترسل نداءً عاجلا لسعادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، وهو نداء لا يسأل ولا يهتم كثيرا باسباب تأخير الهجوم والدفاع عن انسان الجزيرة، لان هذا الشعب الطيب عليه بالنتائج دونا عن الحيثيات والاسباب، ربما تأخر الوقت لانقاذ ما يمكن انقاذه والجيش مازال يدخر قوته في عمليات ذات مسافات قصيرة من المناقل وعدة قرى صغيرة، بينما تغرق قرى اخرى في تلك المياه الآسنة وقسوة الايادي الغاشمة التي لا تعرف الرحمة.
# يا سيدي البرهان، اهلك في الجزيرة يعانون الامرين ويدفعون فاتورة باهظة من ارواحهم وأمنهم وهم فينا وفي هذا البلد الطيب اهل كرم وجود وخير مركوز.. هم.. “اهل العوض” الذين نسينا انهم مثل تدفق النيل في البلد الطيب.. حنية الحبوبات وتمام الشمل في ليلة عرس تنقر فيها الدلوكة.. هم غابات السنط.. وقطن الجزيرة وماء الدميرة.. تجدهم في اللوبيا وفي الفول السوداني وحبات الذرة الشامية والفتريتة والقدم حمام والوشم والزمام و(الزول التمام) والرجل الهمام.. هم ذلك الطين الاسود والرمال السمراء والشمس التي تدخل من كل كوة وتنفذ من كل نافذة.. هم الاشراق الجميل والسنا الوضاء والقمر الذي يتمخطر ويطل على الزرع والزراعة.. هم البلد الخير والنفير واقداح اللبن.. هم بلد مرحب حبابك عشرة بلا كشرة.. هم الصوفية.. الديوان والضيفان والصالون المفروش حبا على مدى القرى والفرقان والنجوع.. هم جلسة شيخنا ومسيدنا وتقابتنا ونوبتنا، هم تلاقي الصدور عندما (تمد الايد ونتسلام كأنك ما جفيتني زمان ولا الزول القبيل خاصم).. هم ذلك المزارع البسيط الذي يجري حافي القدمين يدرج بين شجيرات البرسيم ويتتبع ثمار الجوافة.. يلتقطها ويجري اليك في الطريق العام وانت تعافر عربتك المعطوبة او اطارك المثقوب.. تتوقف لتسأله عن درب ما او طريق ما ومحل البنشر.. ينهض اليك بجسارة فتى في العشرينات ويستمهلك ثم يسرع اليك بقرعة اللبن ثم يهدي طريقك بإعادة الاطار المعطوب الى سيرته الاولى ثم يودعك وفي عينيه هيام وفي صدره عصفور يرنو ولها لعلك تبقى معه لتبيت الليلة وهو لا يعرفك ولكنك تمضي وهو لا زال يتبعك (اعصر يمين عشان شمالك الطين والارض لينة).. انت تعرف كل ذلك عن انسان الجزيرة، سيدي البرهان، واسطة عقد السودان وصرته المؤصلة، ولكن هؤلاء الاوباش لا يعرفون الا لغة الدم والقتل والسحل والسرقة والهمبتة.. لا يعرفون الجزيرة ولا رواية السير في الليالي المطيرة، لذلك عليكم بالتحرك للقضاء على هؤلاء القتلة الفجرة الذين استباحوا الاعراض ولم يتركوا لانسان الجزيرة المضياف قبلة يصلي عليها.. استطال الفزع اخي البرهان وتمدد الوجع.. وهناك من يهتف: (وااااااا برهاناه).