الفناكيش!
الفناكيش.!
بقلم: أحمد دندش
والممثل المصري الكبير عادل امام قبيل سنوات، يجسد دور (صلاح فؤاد) المدير العام لوكالة اعلانات، ويقوم خلال ذلك الدور، بإرسال الكثير من الاشارات في عدد من الاتجاهات، من بينها الاشارة الى امكانية (اللعب) بعقول المستهلك وحتى الجهات المسؤولة، وذلك بإختلاق انواع من البضائع (الوهمية) والعمل على تسويقها حتى قبل ان تتم صناعتها، تماماً مثل منتج (الفنكوش) الذى قام عادل امام في الفيلم بتسويقه قبل ان يقوم بإنتاجه، الامر الذى احدث ضجة كبرى وجعله في النهاية يضطر للاستعانة بأحد العلماء (المجانين) ليخلصه من الورطة ويبتكر له أي مادة كيميائية يقوم بتسويقها على انها (الفنكوش)، ليبتكر له ذلك العالم المجنون قطعاً من (الويسكي)، لينتهي المقام بصلاح فؤاد-او عادل امام- داخل السجن..!
اليوم..تتمدد فينا الكثير من تلك الشخصيات (الفنكوشية)، فذلك مذيع (لم يفقس بعد من البيضة) يطالب برقم مهول نظير تقديمه لحفل بازار خيري..!..وتلك (مذيعة) مصابة بـ(لوثة عقلية) تشتم زملائها من اجل تسليط الضوء عليها وعلى تجربتها (الفطيرة) في مجال الاعلام..!…وذلك فنان شاب يردد اغنيات الآخرين دون استئذان وكأنه (شريك اصيل) فيها..!…وتلك فنانة تبحث عن (الاثارة الرخيصة) وتقوم بإختلاق الاكاذيب – او ارتداء الهلاهيل- لافرق، من اجل ان تحتل مساحة داخل الساحة الفنية.!
وجيل جديد ينمو وعينيه على مايدور من (فنكشة) داخل الاوساط الابداعية، فيتطبع بطبائع سالبة تحتاج منا لازالتها قبيل ان (يتفنكش) كل الوسط الابداعي وتدخل الحالة في (غيبوبة) لاتنفع معها كل امصال العلاج والتداوي، وهو دور واسع يحتاج لتضافر الجهود، ولجلوس المبدعين الحقيقين لوضع المعالم الرئيسية للطريق امام القادمين الجدد، وعدم افساح المجال لاولئك (المتفنكشين) لتوطين تجاربهم الضحلة والمقيتة في عمق هذا المجتمع الذى يحتاج فعلياً لمبدعين حقيقيين، وليس لـ(فناكيش) تزيد من اوجاعه وآلامه.!