(إسبير) عاطفي!
ناصية | أحمد دندش
(إسبير) عاطفي.!
بصوت هادئ لم تتخلله أية ذبذبات توتر أو تردد، همست لي عبر الهاتف وصارحتني بأنها ستتزوج من مغترب (دعول)، وذلك بعد أن تمعنت جيداً في مستقبلنا ووجدته مظلماً جداً -بحساب مرتبي الضئيل وبمتلازمات الحالة الاقتصادية-، وبصراحة، احترمت وجهة نظرها جداً، فعلى الأقل صارحتني بما تود القيام به، ولم تصعقني بالخبر كما تفعل (بنات اليومين ديل)، لهذا لم أبدِ –بالمقابل- أي بوادر انزعاج أو سخط، بل أجبتها بصوت أكثر هدوءاً: (يا بتنا ربنا يتمم ليك على خير)، صمتت قليلاً قبل أن تقول لي في لهجة حملت قدراً كبيراً من المواساة: (عليك الله ما تزعل مني.. والله ما قصدي أخليك (إسبير).!… في تلك اللحظة انتبهت لما يدور حولي، وتذكرت الكثير من المشاهد التي لو دققت في تفاصيلها جيداً في ذلك الوقت لاكتشفت أنني (إسبير وود إسبير كمان)، وأبرزها تلك التهديدات التي كانت تطلقها عند اندلاع مشكلة بيننا، وأبرزها: (هيييييي.. وتاني هيييييي.. إنتَ قايلني هينة ولا لينة.. والله أنا الدايرني ما لاقيين ليهم مكان في الصف)، وابتسم أنا في فخر، فأنا (العبيط) بعد تلك العبارة كنت أظن نفسي (روميو المختار)، ولم أنتبه إلى أن تلك العبارة كانت مقدمة واضحة جداً لاكتشافي مؤخراً أنني مجرد (إسبير)… و… إسبير (صيني) كمان!