البرهان في ليبيا.. التفاصيل الكاملة
(البرهان) في ليبيا.. التفاصيل الكاملة
تقرير _ محمد جمال قندول
زار الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة أمس (الإثنين) ليبيا في رحلة وصفها المراقبون بالمهمة
ورافق البرهان في زيارته الفريق اول احمد ابراهيم مفضل مدير جهاز الامن والسفير على الصادق وزير الخارجية… (الكرامة) نقبت خلف الرحلة المهمة للجنرال البىهان في طرابلس وخرجت بالمحصلة التالية …
(1)
وعقد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إجتماعاً ثنائياً تم فيه بحث تعزيز العلاقات الثنائية وسبل دعم آفاق التعاون المشترك بين البلدين، بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
وأطلع البرهان،رئيس المجلس الرئاسي على تطورات الأوضاع في السودان، على خلفية تمرد مليشيا الدعم السريع الإرهابية على الدولة والذي نتج عنه إستهداف للمدنيين وقتل الأبرياء العزل وتخريب للمؤسسات والمنشآت الحيوية ومشروعات البنية التحتية.
مؤكداً أنه بالرغم من كل هذه الإنتهاكات التي مارستها هذه المليشيا الإرهابية، إستجابت حكومة السودان للجلوس معها في منبر جدة من أجل إنهاء معاناة السودانيين وتم التوصل في مايو الماضي لإتفاق تخرج بموجبه هذه القوات من منازل المواطنين لمواقع متوافق عليها، الا انها لم تمتثل لذلك وواصلت حربها علي المواطنيين الأبرياء.
وثمن البرهان المواقف الإيجابية لدولة ليبيا تجاه السودان التي عبر عنها الرئيس المنفي في المحافل الإقليمية والدولية والداعية والداعمة لوحدة السودان وأمنه القومي واستقراره ورفض التدخلات الخارجية السلبية في البلدين الشقيقين.
من جانبه أكد المنفي وقوف ليبيا بجانب السودان ودعمه لوحدته وأمنه وسلامة أراضيه مبيناً أن السودان يعد دولة مهمة بالنسبة لليبيا، ولايمكن التفريط في إستقراره وتماسكه، وأضاف أن جهود ليبيا من أجل التوصل الى السلام في السودان هي إلتزام ومسئولية تجاه هذا البلد الشقيق مؤكداً أن هذه الجهود ستستمر حتى تؤتي ثمارها .
رئيس مجلس السيادة التقي كذلك رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة وأطلعه على تطورات الأوضاع في السودان علي ضوء التمرد الذي قامت به مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية على الدولة والإنتهاكات الجسيمة التي قامت بها وإستهدافها للمدنيين وإنتهاج سياسة التدمير الممنهج للدولة السودانية وإحتلالها منازل المواطنين ونهب ممتلكاتهم وممارسة التطهير العرقي.
وأكد الدبيبة حرصه على تحقيق السلام وإحداث الأمن والاستقرار في السودان وحل الأزمة التى يمر بها ، لافتاً إلى الجهود المبذولة فى هذا الصدد لصيانة أمن ووحده البلاد.
(2)
ويذهب الدكتور الكباشي البكري الخبير والمحلل السياسي الي ان الزيارة تاتي في توقيت مهم ومفصلي في مسار الحرب في السودان خاصة بعد أن تشكلت رؤية عامة لعدد كبير من الاطراف الإقليمية والدولية التي تم اطلاعها بصورة واضحة وصريحة على أنتهاكات قوات الدعم السريع ضد المدنيين في السودان و التدمير الممنهج الذي يمارسه واستهداف التمرد للدولة السودانية ككل
ويضيف البكري بان رحلة البرهان طرابلس تعد انفتاحا مهما جدا للسلطات في السودان على جوارها الإقليمي الذي ثبت تورط بعض الدول في تقديم الدعم اللوجستي للمتمردين في السودان وهو امر مخالف للأعراف الدولية والقانون الدولي ويجب أن تطلع عليه الدول الصديقه للسودان وخصوصا جواره الإقليمي وان يجد الادانة في المنظمات الدولية والإقليمية وخطورة هذا الامر في تهديد الأمن والسلم الدولي
بدوره يعلق الاستاذ بخاري بشير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي علي الرحلة المهمة لرئيس مجلس السيادة إلى العاصمة الليبية بدعوة من الحكومة الليبية ويتفق مع الراي السابق بانها تمثل انفتاح جديد على العواصم الأفريقية هذا اذا ما قرأت مقرونة بزيارة سابقة للبرهان أواخر شهر يناير الماضي للعاصمة الجزائر ولقائه المثمر مع الرئيس الجزائري خاصة وان الجزائر الدولة صاحبة الوجود النشط في مجلس الأمن الدولي وقيادتها للمجموعة الأفريقية في المجلس.
ويسترسل بخاري في معرض تعليقه ويشير الي ان زيارة ليبيا ربما ناقشت تدفقات الدعم لمليشيا التمرد، والذي تتحدث تقارير دولية أن ليبيا هي إحدى منابعه، لارتباطاتها الحدودية مع دارفور، ولوجود مجموعات العرب الأفارقة على امتداد الصحراء، وتابع : الزيارة ذات اختراقات مهمة على صعيد تضييق الخناق على مليشيا الدعم السريع التي تلقت ضربات قاصمة خلال الأيام الماضية في العاصمة الخرطوم وفي امدرمان على وجه التحديد.. لذلك يمكننا القول إن زيارة البرهان تعتبر متغيرا مهما على صعيد الوضع الداخلي في السودان الذي يشير إلى قرب نهاية الحرب ودحر مجموعات المليشيا المتمردة.
ولا يستبعد الاستاذ بخاري أن تكون الزيارة خطوة ، ثانية في سبيل تحرير العلاقات مع دول الجوار الأفريقي، ذات الأثر العميق والكبير على الأحداث السودانية.
(3)
ويقول اسامة عبدالماجد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ان زيارة رئيس مجلس السيادة مهمة جاءت في توقيت أكثر أهمية خاصة وان هنالك قضايا مشتركة ظلت هي شواغل قيادة البلدين وعلى رأسها وجه الشبه بين قائد مليشيا الدعم السريع حفتر السودان (حميدتي) وحفتر الليبي وسعي كل من الأخيرين للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح على حساب الجيش القومي
َويضيف عبد الماجد بان هنالك قلق مشترك بين البلدين يتمثل في ان المجموعات الخارجة عن القانون (حميدتي _ حفتر) يستعينان بمرتزقة اجانب مما يشكل تهديدا لامن السودان وليبيا والمنطقة بشكل عام
كما ان عمليات التهريب من والي ليبيا المتبادلة بين البلدين بواسطة المتمردين تؤثر على الاقتصاد القومي في كل من طرابس والخرطوم.
ولا يري أسامة من مفاجأة في الزيارة ويظهر ذلك من خلال الترتيب والتنسيق الامني العالي بين جهازي المخابرات في البلدين من خلال جولات ماكوكية خارجية سرية قام بها مدير الجهاز الفريق أول احمد ابراهيم مفضل شملت عدة دول من بينها ليبيا.
واشار اسامة الي ان القواسم المشتركة بين البلدين تجعل قيادة البلدين يتجهان وبشدة للتنسيق والتعاون من خلال التغيير المضطرب الذي حدث بالبلاد في 2019 بذهاب البشير ومقتل القذافي في ليبيا في 2011م.
ويري اسامه انه من الأهمية بمكان ان يساعد الرئيس البرهان ليبيا في معالجة قضايا ملف الحركات المسلحة السودانية الذي يقاتل منسوبيها لجانب حفتر خاصة َان سلام ليبيا يرتكز على شرط ابعاد المرتزقة من الأراضي اللليبية.
ويتوقع مراقبون بان تشتمل الزيارة الملف الاقتصادي خاصة وان ليبيا من الدول الغنية بالنفط ويمكن أن تساعد السودان في هذه المرحلة بمده بالوقود سوا عن طريق منحة او شكل من أشكال الدعم وتنسيق لتأمين المثلث الحدودي.
زيارة البرهان ل طرابلس حظيت باهتمام اعلامي كبير ومتابعة اقليمية ودولية لجهة انها تاتي في ظل توقيت استثنائي.