“تقدم”.. الانتحار على أبواب المليشيا

“تقدم”.. الانتحار على أبواب المليشيا..

المتحدثة باسم (تقدم) الناشطة رشا عوض ابرأت قوات الدعم السريع من ارتكاب اية انتهاكات…

ما أطلقه القائد العام لقوات الشعب المسلحة رئيس المجلس السيادي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، خلال زيارات متتالية إلى شمال وشرق السودان، بشأن العملية السياسية، وتأكيده بأن لا مجال لأيّ عمل سياسي إلا بعد نهاية الحرب، وما سبقه إلى ذلك أيضا نائب قائد الجيش الفريق أول شمس الدين كباشي خلال حديثه في ولاية النيل الأبيض بان “الملف العسكري سيظل مقدما على الملفات السياسية”، كان ذلك الضربة القاضية التي نزلت على عنق قوى الحرية والتغيير ومعها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، التي تهرول ليلا ونهارا بين عواصم العالم والفنادق الفخمة، بحثا عن مستقبل سياسي يحفظ لها مكانتها فى المشهد السياسي..
وإن كانت “تقدم” تظهر أنها تبحث عن إيقاف الحرب، لكنها تخفي نواياها الحقيقة وهي تأمين مستقبلها قبل نهاية الحرب، من واقع أن انتهاء الحرب بانتصار الجيش يعني أن “تقدم” ستكون ضمن قائمة طويلة من القوى السياسية لرسم مستقبل البلاد بعيدا عن سياسية الهجمية التي كانت سائدة أيام الفترة الانتقالية، وهو ما أشار اليه القيادي بالكتلة الديمقراطية محمد سيد أحمد الجاكومي الذي تحدث لـ”الكرامة” بقوله: المسالة الآن تمضي إلى حسم الأمر عسكريا ومن ثم الذهاب إلى الحوار “السوداني السوداني” الذي لا يقصي احدًا وبالتالي قوى “تقدم” ليس لديها أي مستقبل سياسي وإذا أرادت أن تشارك الجميع عليها أن تأتي إلى الحوار وتنشر بضاعتها للناس.
والشاهد أن تنسيقية تقدم، تلتقط أي إشارات تتحدث عن تفاوض لعلمها أن المعركة ربما تمضي إلى نهاية قد لا تصب في خطتها الرامية إلى كسبها سياسيا، حال استطاعت المليشيا فرض وجودها عسكريا، لان “تقدم” عمليا تمثل الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع، وإن تدثرت قياداتها بخلاف ذلك، وهذا ربما هو ما دفع الفريق اول البرهان إلى توجيه رسالة مباشرة إلى السياسيين الذين يتحدثون عن دعاة حرب وهو بالطبع يقصد قوى تقدم وواجهاتها، قائلاً: دعاة الحرب من يحمل سلاحه ويهاجم المواطنين، دعاة الحرب من يبحث عن السلاح من خارج البلاد ليقتل به السودانيين”.
والواضح أن تنسيقية تقدم ترى ان الوضع الراهن المتمثل في وجود قوات المليشيا داخل منازل المواطنين وفي مقار الدولة، وضعا مناسبا لها وهي تحاول دس مطالب سياسية في منبر جدة الذي تقتصر مهمته فى مناقشة القضايا العسكرية وايقاف الحرب، وهو ما دفع بعض قيادات تقدم إلى التصريح بأن وجود قوات المليشيا داخل البيوت امرا طبيعيا مثلما قالت بذلك زوجة الواثق البرير القيادي بتنسيقية تقدم “زينب المهدي” والناشطة فى دوائر حزب الامة والتي إشارت إلى أن خروج القوات من المنازل لن يتم إلا عبر اتفاق نهائي وانه لا مجال للحديث عن المسألة الآن .

وجدت هذه التصريحات انتقادات حادة من واقع أن زينب كأنها تبحث عن مبرر لاحتلال منازل المواطنين، ومثلها فعلت المتحدثة باسم تقدم رشا عوض التي برأت قوات الدعم السريع من ارتكاب اية انتهاكات، وهنا كانت رسالة البرهان واضحة بقوله “للطرف الاخر الذي يقول لا للحرب ويدعو السلام بأن يخرج المتمردين من بيوت الناس ومن المدن”.
كل هذه المعطيات تفرض سؤالا جوهريا حول مستقبل هذه القوى في ظل انحيازها الواضح للدعم السريع، وتوجيه انتقادات للجيش السوداني؟، وهل انتحرت فعلا باتخاذ هذه المواقف في ظاهرة ربما تكون نادرة أن تعادي قوى سياسي الجيش الوطني وتدعم مليشيا تضم في صفوفها مرتزقة من دول افريقية وعربية بشهادة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
يقول الجاكومي مرة أخرى لـ”الكرامة”، إنه من المعلوم بالضرورة أن “تقدم” لا تمثل الشعب السوداني وليس لها امتدادات جماهيرية، وهي التي تسببت في الحرب، ولا يمكن ان تكون جزءً من الحل، ولا يمكن أن تكون في المشهد مرة أخرى، وأضاف “إذا أرادوا أن يعرفوا قدرهم عليهم أن ياتوا إلى بورتسودان للقاء جماهير الشعب”.
وأضاف “عليها أن تمارس الترف السياسي في دول المهجر لكنها لن تعود إلى قيادة العمل السياسي في السودان مهم تحصنت بالمجتمع الدولي”.