معركة ام درمان.. بداية نهاية المليشيا
الكرامة _ محمد جمال قندول
صبيحة الخامس عشر من ابريل المنصرم استيقظ أهل ام درمان زسط زخات الرصاص….
توقفت حركة المارة….
لا صوت غير صوت البندقية…!!!
المنازل تهتز…القلوب ترتجف….
ما الذي أصاب أمدرمان…
وبعض الأخبار تترى بعد مرور ساعات ثقال أن الأمر تعدى أمدرمان الى كل الخرطوم …
تمرد الدعم السريع على الدولة في الخرطوم وبحري بل في كل السودان…
ولكن لأمدرمان قصة إسمها الصمود كُتبت بأحرف من نار وبعد مرور عشرة أشهر على تلك اللحظات أعلنت معركة امدرمان قبيل عشرة أيام اقتراب ساعة النصر الحاسم على المليشيا المتمردة، وكان التقاء متحرك كرري بجيش المهندسين هو مؤشر لاقتراب نهاية الحرب وانهيار التمرد.
ذلك اللقاء رسم تحولا كبيرا في مسار العمليات خاصة بمحور أمدرمان، وكان بداية لانتشار الجيش في كافة المواقع.
(1)
رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش أعلنها بقوة لأهل السودان “ستعودون قريبا الى بيوتكم”، وان “عصابات المرتزقة لن تخرج مرة ثانية من ولاية الجزيرة، بعد أن طوقها الجيش”
جاء خطاب البرهان في القضارف وكسلا واضحا وصريحا بأن النصر بات وشيكا، وان التمرد الى زوال.
تطمينات واسعة ساقها رئيس مجلس السيادة لاهل السودان، ورسائل واضحة في بريد داعمي المليشيا ودعاة لا للحرب، عندما أكد أن لا عودة للمسار السياسي قبل دحر المتمردين.
ضاقت الحلقات داخليا على التمرد، بتوسيع عمليات الجيش، مثلما ضاقت حلقات الخارج بارتفاع صوت الادانة، وجهود الدبلوماسية السودانية، واستمرار الحصار والخناق على المليشيا يكتمل بزيارات نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار لعدد من دول افريقيا.
(2)
لقاء جيشي الوادي والمهندسين رسم لوحة من الشجاعة لرجال وشباب القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى تضاف لسجل البطولات التي سطرت في معركة الكرامة وليس ببعيد انه في صباح يوم الغدر الذي وافق الخامس عشر من أبريل تمكن
الجيش من الصمود ولمدة 17 ساعة في مواجهة قوة قوامها 4500 متمرد متمركز بجبل سركاب في مواجهة خدمات واستعداد عادي للقوات المسلحة في منطقة الوادي..
وبعد لقاء الجيشين لم يتبقى سوى أجزاء من مناطق الفتيحاب وامبدات فيما تواصل القوات المسلحة حصارها على التمرد داخل الاذاعة .
ويتوقع مراقبون تحرير البقعة بشكل كامل قبل الشهر الكريم وذلك بناء على المعطيات المتوفرة حاليا والاستعداد الجيد للجيش فضلا عن المعنويات العالية لجنود الجيش مقارنة للانهيار الذي طرأ على التمرد وأعوانه..
(3)
ما جري في أمدرمان انعكس بشكل سريع على ولاية الجزيرة والتي حققت فيها القوات المسلحة تقدما في محاور مهمة مع توقعات بان يتم تحريرها قبيل رمضان.
ويري خبراء عسكريون بان الانتصارات التي جرت بامدرمان ستكون كلمة السر للعبور للانتصار الكاسح المتمثل بتحرير الخرطوم بشكل كامل من دنس التمرد خاصة وان لقاء جيشي الوادي والمهندسين سيسهم بشكل كبير في تعزيز وصول الإمدادات لمنطقة المهندسين الذي ظلت تعاني من حصار لعشرة أشهر الامر الذي سينعكس بدوره عسكريا على الانفتاح لمنطقة الخرطوم.
و أكملت القوات المسلحة المرحلة الأولى من خطة التقاء المحاور بين قوات وادي سيدنا جنوبي أم درمان وقوات سلاح المهندسين شمالي العاصمة القومية أم درمان في تقدم غير مسبوق منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023م
وحظي لقاء الجيشين باهتمام شعبي واسع تجلي على منصات التواصل الاجتماعي ولا زال صدى تلك اللحظات يتجدد في الاسافير.