مجلس الوزراء اللبناني يرحب بخطة الجيش لنزع سلاح حزب الله
reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 05 سبتمبر 2025 – 20:42 5دقائق بيروت (رويترز) – رحب مجلس الوزراء اللبناني يوم الجمعة بخطة للجيش لنزع سلاح جماعة حزب الله قائلا إن الجيش سيبدأ في تنفيذها، دون تحديد إطار زمني للتنفيذ، ولفت إلى أن قدرات الجيش محدودة في ذلك المجال. وذكر بيان للحكومة “رحب مجلس الوزراء بالخطة التي وضعتها قيادة الجيش ومراحلها المتتالية، لضمان تطبيق قرار بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية حصرا، وحصر السلاح بيد السلطات الشرعية… وقد قرر مجلس الوزراء الإبقاء على مضمون الخطة ومداولاته بشأنها سريا، وعلى أن ترفع قيادة الجيش تقريرا شهريا بهذا الشأن إلى مجلس الوزراء”. ويشهد لبنان انقساما وطنيا بشأن نزع سلاح حزب الله منذ الحرب المدمرة مع إسرائيل العام الماضي، والتي عصفت بتوازن القوى الذي هيمنت عليه الجماعة الشيعية المدعومة من إيران لوقت طويل. وكثفت الولايات المتحدة والسعودية، إلى جانب خصوم حزب الله الرئيسيين من المسيحيين والسنة في لبنان، الدعوات إلى تخلي الجماعة عن السلاح. إلا أن جماعة حزب الله تتصدى لتلك الدعوات قائلة إن مجرد مناقشة نزع السلاح سيكون خطأ جسيما بينما تواصل إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان وتحتل مساحات شاسعة من الأراضي في الجنوب. وقُتل أربعة أشخاص في غارات إسرائيلية يوم الأربعاء. ويوم الجمعة، اجتمع مجلس الوزراء اللبناني لمدة ثلاث ساعات حيث عرض قائد الجيش رودولف هيكل الخطة. وانسحب الوزراء الشيعة الخمسة من جلسة مجلس الوزراء بمجرد دخول هيكل إلى القاعة تعبيرا عن احتجاجهم. وقال وزير الإعلام بول مرقص للصحفيين بعد الجلسة إن الحكومة رحبت بالخطة، لكنه لم يقل إن مجلس الوزراء أقرها رسميا. وذكر أن “الجيش سيباشر بتنفيذ خطة حصرية السلاح لكن وفق الإمكانات المتاحة لوجستيا وماديا وبشريا”، وهي إمكانات وصفها بأنها “محدودة”، مما قد يتطلب وقتا وجهدا إضافيين. وقال مرقص إن هيكل أطلع الوزراء على القيود التي تواجه الجيش، وعلى رأسها استمرار إسرائيل في شن غارات على الأراضي اللبنانية. وأضاف أن إسرائيل لم تظهر حتى الآن أي التزام بخارطة الطريق الأمريكية التي تهدف إلى نزع سلاح حزب الله مقابل وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، والتي وافق عليها مجلس الوزراء الشهر الماضي. وقال مرقص “وعليه، يوضح لبنان أن أي تقدم نحو تنفيذ ما ورد في الورقة يبقى مرهونا بالتزام الأطراف الأخرى، وفي مقدمتها إسرائيل”. وأشارت إسرائيل الأسبوع الماضي إلى أنها ستقلص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا ما اتخذ الجيش إجراءات لنزع سلاح حزب الله. وقال مرقص إن تفاصيل خطة الجيش ستبقى سرية. وذكر وزير العمل الموالي لحزب الله محمد حيدر لوسائل الإعلام المحلية قبل انتهاء جلسة مجلس الوزراء إن أي قرار يتخذ في غياب الوزراء الشيعة سيكون باطلا لأنه سيعتبر مخالفا لنظام تقاسم السلطة على أساس طائفي في لبنان. وأثار الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الشهر الماضي احتمال نشوب حرب أهلية، محذرا الحكومة من مغبة محاولة مواجهة الجماعة، وقال إنه قد تخرج احتجاجات في الشوارع. وانتشرت قوات الجيش في أجزاء من بيروت مساء الجمعة في خطوة احترازية تحسبا لتحول أي مظاهرات في الشوارع مرتبطة بالقرار إلى احتجاجات فوضوية. وانقسم الجيش، الذي يتألف من مختلف المكونات الدينية في لبنان، على أسس طائفية في بداية الحرب الأهلية التي دارت من 1975 إلى 1990، وينظر إليه على نطاق واسع على أنه الضامن للسلم الأهلي منذ إعادة بنائه بعد ذلك الصراع. (تغطية صحفية مايا الجبيلي وليلى بسام – إعداد دعاء محمد للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)