-حصري-مدير وكالة الطاقة الذرية يضغط على إيران لإبرام اتفاق بشأن التفتيش قريبا
reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 03 سبتمبر 2025 – 19:22 7دقائق من فرانسوا ميرفي فيينا (رويترز) – قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي لرويترز يوم الأربعاء إن محادثات الوكالة مع إيران بشأن كيفية استئناف عمليات التفتيش في مواقع تشمل تلك التي قصفتها إسرائيل والولايات المتحدة يجب ألا تستمر لأشهر طويلة، ودعا إلى إبرام اتفاق في وقت قريب ربما هذا الأسبوع. وأكد جروسي في مقابلة أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة لم تحصل على أي معلومات من إيران عن وضع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب أو مكانه منذ أن شنت إسرائيل الهجمات الأولى على مواقع التخصيب في 13 يونيو حزيران. وأقرت طهران الآن قانونا يعلق التعاون مع الوكالة وينص على أن أي عمليات تفتيش مستقبلية ستحتاج إلى الضوء الأخضر من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وتجري طهران والوكالة الآن محادثات حول كيفية المضي قدما في عمليات التفتيش. وقال جروسي في مقابلة في مقر الوكالة في فيينا “إنه أمر لا يمكن أن يستمر لأشهر طويلة”. وأضاف “آمل بالتأكيد أن نتمكن من إنجاز هذه العملية قريبا. نحاول عقد اجتماع آخر، ربما في غضون بضعة أيام الآن، هنا في فيينا، لإنجاز هذا الأمر وبدء عمليات التفتيش.. سيكون شيئا طيبا حقا أن نتمكن من الاتفاق على ذلك قبل الأسبوع المقبل”. ومن الناحية الفنية، استؤنفت عمليات التفتيش في إيران منذ قيام مفتشي الوكالة بمهمة في بوشهر في الآونة الأخيرة، وهي المحطة النووية الإيرانية الوحيدة العاملة في إيران، لكنها لا تثير قلقا كبيرا من حيث الانتشار النووي لدرجة أنها لا تظهر بشكل عام في التقارير الفصلية للوكالة حول إيران. * “بشكل عام، المواد النووية لا تزال موجودة” على الرغم من تضرر مواقع التخصيب الإيرانية الثلاثة بشدة أو تدميرها في حملات القصف الإسرائيلية والأمريكية، فإن مصير مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب غير واضح، وهو اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، ولا تفصله سوى خطوة صغيرة عن نسبة 90 بالمئة تقريبا المستخدمة في صنع الأسلحة. وأفاد تقرير سري صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أُرسل إلى الدول الأعضاء واطلعت عليه رويترز يوم الأربعاء بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة ارتفع قليلا، قبل هجوم إسرائيل على منشآتها النووية في 13 يونيو حزيران، عما وردت تقارير بشأنه سابقا. وذكر التقرير أن التقديرات في 13 يونيو حزيران لمخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة في شكل سادس فلوريد اليورانيوم، والذي يمكن تخصيبه في أجهزة الطرد المركزي، بلغ 440.9 كيلوجرام. وأوضح التقرير أن هذه الكمية تكفي لصنع 10 قنابل نووية إذا زاد مستوى تخصيبها. وقال جروسي عندما سُئل عن وضع مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب “أعتقد أن هناك فهما عاما بأن المواد (النووية) لا تزال، في العموم، موجودة. ولكن، بالطبع، يجب التحقق من ذلك… ربما يكون البعض قد فُقد”. وأضاف “ليست لدينا مؤشرات تقودنا إلى الاعتقاد بحدوث حركة نقل كبيرة للمواد”. ولم تطلع إيران الوكالة على حالة المخزون. وقال دبلوماسي كبير إنه في حالة التوصل إلى اتفاق مع الوكالة، فسيكون أمامها أسابيع لإرسال تقرير يوضح حالة المخزون. وقال جروسي إن كيفية عمل النظام الجديد غير واضحة في ظل القانون الإيراني الذي يتطلب موافقة خاصة من المجلس الأعلى للأمن القومي. وتثير إيران مسألة أهمية الحفاظ على سرية موقع اليورانيوم المخصب. وفي الوقت نفسه، فإن التزامات إيران تجاه الوكالة لم تتغير، إذ جرى إبلاغها بأن “القانون المحلي ينشئ التزامات على إيران وليس على الوكالة”. * مجال للدبلوماسية إلى حد ما قال دبلوماسيون إن الوكالة أخطرت إيران في أواخر يوليو تموز باعتزامها التفتيش، وأكد جروسي أنه عادة لا يمكن أن تترك الوكالة أكثر من شهر يمر دون التحقق من حالة اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 20 بالمئة أو ما فوق ذلك. وتستمر المحادثات بدلا من التعجيل بإثارة أزمة من خلال التنديد بإيران. وقال جروسي “نحاول، كما حاولت دائما… إفساح المجال للدبلوماسية، للسماح بإعادة العملية إلى مسارها. وبالطبع يجب أن يتم ذلك ضمن إطار زمني معقول”. وأوضح أن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية لم تقض على قدرة إيران على تصنيع مزيد من الآلات التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. ومع اقتراب اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة عضوا الأسبوع المقبل، أرسل جروسي تقريرين بشأن إيران إلى الدول الأعضاء في وقت لاحق من يوم الأربعاء، موضحا أنه لا توجد أي انفراجة. وأفاد التقريران، اللذان اطلعت عليهما رويترز، بأنه “يجب إبرام اتفاق يمهد الطريق لاستئناف عمليات التفتيش دون إبطاء”، وأن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب “مصدر قلق بالغ”. وقال جروسي لرويترز “لا أفقد الأمل في احتمال أن نتمكن من التوصل إلى نتيجة قبل اجتماع المجلس”. وقال جروسي مرارا إنه يفكر في الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة العام المقبل. وردا على سؤال حول ما إذا كان سيترشح بشكل أكيد، أجاب ‘نعم، سأفعل ذلك، نعم’”. (إعداد محمد أيسم وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)