إسرائيل تواصل الضغط العسكري قبل هجوم مقرر على مدينة غزة
reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 21 أغسطس 2025 – 16:02 6دقائق من نضال المغربي ولي لي باير القاهرة/القدس (رويترز) – قال سكان في مدينة غزة إن الجيش الإسرائيلي واصل الضغط على المدينة بقصف عنيف خلال الليل، وذلك قبل اجتماع بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء في الحكومة يوم الخميس بشأن خطة السيطرة على أكبر مدن القطاع. واستدعى الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء 60 ألفا من جنود الاحتياط في إشارة إلى أن الحكومة ماضية في تنفيذ الخطة رغم التنديد الدولي. لكن مسؤولا عسكريا قال إن معظم جنود الاحتياط لن يشاركوا في القتال وإن استراتيجية السيطرة على مدينة غزة لم يتم الانتهاء منها بعد. ومن المرجح أيضا أن يستغرق استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط أسابيع، مما يتيح للوسطاء وقتا لمحاولة تقريب المواقف في مقترح جديد لوقف إطلاق النار مؤقتا. وقبلت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المقترح، لكن الحكومة الإسرائيلية لم ترد بعد رسميا. ويتضمن المقترح وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح 10 رهائن أحياء وتسليم جثث 18 رهينة مقابل الإفراج عن حوالي 200 فلسطيني من المحكوم عليهم بالسجن لمدد طويلة في إسرائيل. وطلبت الحكومة الإسرائيلية من جديد إطلاق سراح كل الرهائن المتبقين لدى حماس، وعددهم 50. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن حوالي 20 منهم على قيد الحياة. وفي مؤشر على تفاقم حالة اليأس من الأوضاع في غزة، نظّم سكان بالمدينة يوم الخميس احتجاجا نادرا على استمرار الحرب. وخلال المسيرة التي نظمتها عدة اتحادات مدنية في مدينة غزة، رفع المئات لافتات كتبوا عليها “أنقذوا غزة من القتل” و”أنقذوا غزة، كفى” و”أوقفوا الحرب فورا” و”غزة تموت قتلا.. جوعا.. قهرا”. وقال الصحفي الفلسطيني توفيق أبو جراد إن هذا الاحتجاج “رسالة واضحة بأن الكلام قد انتهى وأن الوقت الآن للفعل، لوقف العمليات العسكرية ووقف الإبادة الجماعية بحق شعبنا، وقف المقتلة التي تحدث يوميا”. * السيطرة على مدينة غزة وافقت الحكومة الأمنية في إسرائيل، التي يرأسها نتنياهو، هذا الشهر على الخطة، رغم أن عددا من أقرب حلفاء إسرائيل حثوا الحكومة على إعادة النظر فيها. وذكر مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه سيعقد اجتماعا يوم الخميس للموافقة على خطط تتعلق بالعملية. وأضاف المصدر أنه ينوي إطلاق العملية في أقرب وقت ممكن، والتي ستشمل إصدار تحذيرات للسكان بمغادرة مدينة غزة. وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنه لا يزال هناك متسعا من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، حتى مع بدء الجيش استعداداته لشن الهجوم على مدينة غزة. ويتعرض نتنياهو لضغوط من بعض أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم لرفض وقف إطلاق النار المؤقت ومواصلة الحرب والمضي في ضم القطاع بدلا من ذلك. وفي مدينة غزة، غادر آلاف الفلسطينيين منازلهم مع تصعيد القوات الإسرائيلية القصف على حيي الصبرة والتفاح. وذكر سكان أن بعض العائلات نزحت لمخيمات على الساحل، بينما انتقلت عائلات أخرى إلى الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع. وقال رباح أبو إلياس (67 عاما) وهو أب لسبعة أطفال “احنا بنواجه خيارين الاتنين أمر من بعض، نموت في الدار ولا نموت في مكان تاني، لأنه طول ما الحرب مستمرة النجاة في علم الغيب”. وأوضح لرويترز عبر الهاتف “في الأخبار بنسمع حكي عن أنه احتمال يصير هدنة لكن على الأرض ما بنسمع إلا انفجارات وبنشوف الموت بس”. واقتربت الدبابات الإسرائيلية من مدينة غزة المكتظة بالسكان خلال الأيام العشرة الماضية. وقال مسؤولون إسرائيليون إن إخطارات الإخلاء ستصدر للفلسطينيين هناك قبل أن يتحرك الجيش للدخول. وفي وقت لاحق من يوم الخميس، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على إكس أن الجيش بدأ في إجراء ما قال إنها مكالمات تحذيرية أولية للمنظمات الطبية والدولية العاملة في شمال غزة لإخبارها بأن على سكان مدينة غزة البدء في الاستعداد للمغادرة نحو الجنوب. ونشر أدرعي تسجيلا صوتيا قال إنه لضابط إسرائيلي يخبر مسؤولا في وزارة الصحة بغزة إن على المستشفيات في جنوب القطاع أن تستعد أيضا لاستقبال المرضى من المرافق الطبية في الشمال، الذين سيتعين عليهم الإخلاء أيضا. ولم تتمكن رويترز من التحقق على نحو مستقل من صحة المكالمة، لكن الجيش الإسرائيلي اتصل من قبل بمسؤولين ومدنيين في غزة ليخبرهم بأن يغادروا. وقالت وزارة الصحة في القطاع يوم الخميس إن شخصين آخرين لقيا حتفهما جراء الجوع وسوء التغذية في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ورفعت الوفيات الجديدة عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم لهذه الأسباب إلى 271 شخصا بينهم 112 طفلا منذ بدء الحرب. وتشكك إسرائيل في أرقام حالات سوء التغذية والجوع التي تنشرها وزارة الصحة في غزة. (إعداد نهى زكريا ومحمد علي فرج ودعاء محمد وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير محمود سلامة)